كشفت مصادر مقربة أن إقالة المندوب الجهوي للخطوط الملكية المغربية جاءت على خلفية ما وصفته مصادرنا بالتلاعبات في تذاكر الحج والعمرة وعدم توزيعها بشكل عادل بين وكالات الأسفار بجهة سوس ماسة، الأمر الذي أفضى في النهاية إلى دخول شركة «الوفير» السعودية إلى المغرب لنقل المعتمرين، مما كبد الخطوط الملكية خسائر فادحة وأصبحت مهددة بفقدان سوق مهمة. وكشفت نفس المصادر أن المندوب السابق كان يقوم بحرمان بعض وكالات الأسفار من نصيبها من تذاكر السفر ويمنحها لكبريات الوكالات، التي تقوم ببيع هذه التذاكر من جديد لباقي الوكالات بزيادة تقدر ب500 درهم عن كل تذكرة، في الوقت الذي كان على المندوب المقال، تضيف مصادرنا، تمكين جميع الوكالات من حصصها دون تمييز. وبعد تكرار مثل هذه «الاختلالات» من طرف المندوب، الذي لم يكمل سنته الأولى في منصبه، قامت الوكالات المتضررة بمقاطعة شراء هذه التذاكر والبحث عن بدائل أخرى إلى أن قامت بالتفاوض مع شركة «الوفير» السعودية التي قامت بنقل المعتمرين، خاصة خلال عمرة رمضان وشعبان. وشركة «الوفير للطيران» السعودية متخصصة في نقل «ضيوف الرحمان» بواسطة طائرة من نوع بوينغ 347/400 من الجيل الجديد. وعندما لم يتم اقتناء التذاكر من بقية الوكالات عمدت هذه الأخيرة إلى إرجاعها إلى الخطوط الملكية المغربية. إثر ذلك قام المندوب الجهوي للخطوط الملكية المغربية بالعديد من المحاولات والاتصالات من أجل ثني الوكالات المحتجة، وعددها خمس وكالات، على العدول عن فكرة التعاقد مع شركة «الوفير»، وبأنه سيوفر لها جميع التسهيلات، إلا أن هذه الوكالات أصرت على عدم اقتناء هذه التذاكر، مقررة في نفس الوقت وضع حد لما أسمته مسلسل الاستهتار بها والتلاعب بمصالح زوار بيت الله الحرام من معتمرين وحجاج. وبعد فشل محاولات المندوب، قام بالاستغناء عن طائرة للخطوط الملكية وتم إرجاعها فارغة إلى الدارالبيضاء وتكبدت الخطوط الملكية بذلك خسارة قدرتها مصادرنا ب4.950.000 درهم بعد أن لم تتمكن من نقل 450 معتمرا مغربيا تم نقلهم من طرف شركة «الوفير» السعودية. وأكدت مصادرنا على أن استمرار المندوب الجديد، الذي هو شاب في العشرينات من عمره، في اقتفاء سياسة سلفه سيؤدي لا محالة إلى إفلاس الشركة لأن الوكالات المتضررة عازمة على استئجار طائرات جديدة من أجل تأمين رحلات الحج للموسم الحالي في حالة تمادي الخطوط الملكية المغربية في مثل هذه السياسة التدبيرية. كما هددت بعض الوكالات باللجوء إلى الخطوط السعودية من أجل نقل حجاج جهة سوس ماسة نظرا للفارق الكبير في الأثمنة التي تقدمها الخطوط الملكية والخطوط السعودية، حيث يصل الفرق أحيانا إلى 2500 درهم، مما يجعل تذاكر الخطوط الملكية المغربية الأغلى