ارتفعت تكلفة العمرة هذه السنة بما يقارب 40 في المائة مقارنة بالسنة الماضية، حسب ما ذكرته مصادر مطلعة ل«المساء»، وأضافت أن «ارتفاع تكلفة العمرة هذا العام يرجع إلى أشغال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي، والتي أشعلت أسعار الغرف الفندقية والشقق السكنية، خاصة المحادية للحرم»، واستطردت نفس المصادر أن هذا الأمر كان أيضا وراء قرار السلطات السعودية في استعمال مبدأ «الكوطا» لكي تتمكن من تحديد عدد المعتمرين بالنسبة إلى كل دولة و«تدبير المرحلة»، وهكذا فقد ألزمت السلطات السعودية المغرب بأن لا يتجاوز عدد معتمريه هذه السنة 25000 معتمر ومعتمرة على الأكثر، «غير أنه لم يتم الالتزام بهذا الأمر نظرا لكثرة الطلب في المغرب ووصل العدد اليوم إلى أكثر من 40000 معتمر». من جانبه، اعتبر المهدي الرويسي، عن وكالة «ترازاتور»، الرائدة في أسفار العمرة في المغرب، أنه «بالفعل قد ارتفعت أسعار العمرة هذه السنة من 20 إلى 40 في المائة مقارنة بالسنة الماضية»، وعن سبب هذا الارتفاع صرح الرويسي: «من جهة فشركات الطيران تفسر ذلك بارتفاع أثمان الكيروزين، ومن جهة أخرى هناك بالأساس ارتفاع أثمان الفنادق بالعربية السعودية بعد أن قامت السلطات بتدمير أكثر من 30 فندقا مما جعل الآخرين يضاعفون أثمنتهم». وحسب مصادر متطابقة فإن أثمنة العمرة وصلت إلى حدود 80000 درهم أو أكثر هذه السنة، حيث يتوفر المقبل على أداء العمرة على ثلاثة عروض سفر: الأول «اختيار اقتصادي» الذي يتراوح مجموع تكلفته من 16000 إلى 20500 درهم، مع مدة إقامة تصل إلى 40 يوما، وهناك اختيار أكثر راحة والذي يكلف 30000 درهم لمدة إقامة تصل إلى 28 يوما، ويأتي في سقف الأثمنة المقترحة لأداء العمرة في الديار المقدسة «الاختيار الأكثر رفاها» والذي يتراوح ثمنه ما بين 60000 و80000 درهم، مع إقامة لمدة أسبوعين في فندق 5 نجوم وضمان المواصلات الداخلية. وبخصوص ما إذا كانت وكالات الأسفار قد تضررت بسبب هذه التغيرات صرح المسؤول بالوكالة: «غالبا ما لا يطرأ تغيير كبير على رحلات العمرة رغم التغيرات التي تحدث في الأثمان»، وهو ما فسرته جهات أخرى بكون أسفار العمرة «تتوفر على عروض متنوعة ومتعددة»، وقالت مصادر أخرى إنه «ما يقدم من أرقام هو نسبي لكن الأساسي اليوم هو أنه لم يعد بالإمكان سرقة أموال الناس كما كان يحدث مع بعض الوكالات في الماضي بسبب الإجراءات الجديدة المتبعة». من جهة أخرى، نفت شركة الخطوط الملكية المغربية ماتداولته الصحف الوطنية عن «الفوضى التي تعرفها عملية العمرة لسنة 1429»، وجاء في البلاغ الصحفي للشركة أنه « منذ انطلاق عملية العمرة لسنة 1429، شغلت الخطوط الملكية المغربية 32 رحلة انطلاقا من مطارات الدارالبيضاء، الرباط، طنجة، وجدة، مراكش، فاس وأكادير باتجاه وجدة». وأضاف البلاغ أن « رحلات العمرة تمر هذه السنة نحو الديار المقدسة بمعدل جيد في ما يخص التوقيت: من ضمن 32 رحلة التي تم تسييرها منذ 24 غشت المنصرم، 19 رحلة انطلقت في موعدها المحدد و6 رحلات سجلت تأخيرا يقل عن 30 دقيقة». وحول ما تم تداوله عن تأخر الرحلات والازدحام ذكر بلاغ الشركة أن هناك «رحلتين فقط سجلتا تأخيرا تراوح بين ساعة و20 دقيقة وساعة و30 دقيقة». وأن «الخطوط الملكية المغربية ليست الناقلة الوحيدة التي تشغل رحلات العمرة انطلاقا من المحطة 1 بمطار محمد الخامس الدولي».