“الشعب يريد إسقاط الجامعة”، شعار ردتته مئات الحناجر المراكشية،أمام المركب الرياضي الجديد، كتعبير عن غضبها واستيائها من الطريقة التي تم اعتمادها في بيع وترويج تذاكر المباراة المرتقبة بين المنتخبين المغربي والجزائري.انطلقت العملية صباح الأحد المنصرم، بشبابيك ملعب الحارثي بمراكش، وفي إطار تخبطات الجهات المكلفة، تم اعتماد شباك واحد، ما سبب في حالة اكتظاظ وغليان، تطلب تدخل العناصر الأمنية،لاحتواء الوضع، قبل أن يقرر المسؤول عن الملعب، نفض يده من الأمر برمته عبر إغلاق الشباك المفتوح ومغادرة المكان، تحت وابل من الاحتجاجات والتنديدات. مساء ذات اليوم، تم فتح خمسة شبابيك في وجه الجماهير الحاشدة، وتواصلت بعض السلوكات والتجاوزات، التي كانت تتم “على عينيك ابن عدي”حين تم ضرب توصية الاقتصار على بيع ثلاث تذاكر فقط لكل مشتر، كما تقرر خلال الاجتماع الذي تم عقده بولاية الجهة بحضور ممثلين عن الجامعة ووزارة الشبيبة والرياضة، ورؤساء المصالح الخارجية بالمدينة، تحت رئاسة الوالي، ودخول العملية منطق المضاربات الفجة، جعل أعصاب الجماهير الكثيفة تنفلت ويتحول الفضاء إلى بركان هائج، تدخلت معه مرة أخرى، عناصر الأمن لاحتواء الوضع. لم تستسغ الجماهير، مشاهد المضاربات التي كانت تتم أمامها، مع استفراد بعض الأشخاص بكنانيش تذاكر بأكملها ( كارنيات)، يتم توجيهها لوجهات مجهولة، مع انتشار خبر ترويج التذاكر إياها بأثمنة بلغت 300 درهم، يتم بيعها في دهاليز سرية، بعيدة عن أنظار الجمهور والأمن معا، كما لم يتردد بعض المسؤولين المنتخبين، من الدخول على خط الاحداث، وممارسة سلطاتهم لاستخراج كنانيش تذاكر بدورهم وتسليمها لبعض المحسوبين عليهم، الذين يتم تسخيرهم في الحملات الإنتخابية، في إطار سياسة” عطيه ياكل طريف دالخبز”، وبالتالي شعور باقي “عباد الله” من أيها الناس، بظ”الحكرة”، وامتطائهم صهوة بعض الأشكال الإحتجاجية، من قبيل ،اقتناء أعلام الجمهورية الجزائرية، والخروج في مسيرات صاخبة بواسطة الدراجات النارية، جابت بعض أهم شوارع المدينة، وساحة جامع الفنا، وهي تردد شعار” وان تو تري، فيفا لالجيري” لتسارع معها العناصر الأمنية إلى تطويق التظاهرات المذكورة، وسحب أعلام الجزائر. محمد مهيدية والي الجهة، وجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، بعد أن تحول فضاء ملعب الحارثي بالمنطقة السياحية جيليز،إلى موقع للتجماعات الحاشدة والغاضبة، وخوفا من تطور الأمر إلى ما لاتحمد عقباه، أعطيت الأوامر، بنقل عملية البيع صوب المركب الرياضي الجديد خارج المدينة، والذي انتقلت إليه الحشود بغضبها وحنقها، قبل أن تنفلت منها الأعصاب بعد طول انتظار لم تظهر معه أية تذاكر للاقتناء، لتنطلق فصول رشق فضاءات المركب بوابل من الحجارة،مع تدخل العناصر الامنية والدرك لاحتواء الوضع وتفريق المحتجين. مدرب المنتخب الوطني، طلب بدوره تحرير فضاء المركب من الجماهير الحاشدة،ونقل عملية البيع لوجهتها الأصلية ،مع تاكيده استحالة إجراء التنداريب في ظل هذه الأجواء المتوثرة، ليتم اتخاذ القرار بالعودة صوب أكشاك ملعب الحارثي. بعض جماهير البيضاء والرباط، انتقلت بدورها بحثا عن تذاكر بمراكش، لتشرب من نفس الكاس الذي شربت منه الجماهير المراكشية، ماجعل بعض جمعيات محبي وأنصار الكوكب المراكشي، يشرعون في الاحتجحاج،ومن تمة توجههم صوب مقر مبنى ولاية الجهة، لتقديم شكايتهم في هذا الصدد لوالي الجهة، الذي وعدهم خيرا. أمس الثلاثاء، وبعد ان”لعبت الفاس في الراس”، وانفلتت الأعصاب من عقالها، قام الكاتب العام للولاية، بالإشراف شخصيا على عمليات البيع بأكشاك ملعب الحارثي، مع اتخاذ قرار عدم بيع سوى تذكرة واحدة لكل راغب، وهي العملية التي سهلت اقتناء الجمهور الحاضر بسلاسة،بعد أن اضطر البعض إلى التردد طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة على مواقع البيع. وحسب مصادر مطلعة فلم لم يتبق سوى، حوالي 5000 تذكرة، سيتم بيع 500 منها يوم أمس ،مع تخصيص 600 تذكرة يومه الاربعاء،و2000 تذكرة يومي الخميس والجمعة. بعض الجماهير الجزائرية، وجدت بدورها مشكلا في توفير تذكرة الدخول للمباراة، ما جعلها تحاصر والي أمن مراكش وتطالبه بتوفير السبل الكفيلة بضمان حصولها على تذاكر،أمام الحشد الجماهيري الكبير، الذي تعذر معه عليها الوصول لاكشاك البيع. العنصر النسوي بدوره، وبرغم توافده بكثرة على مواقع البيع، وجد نفسه عاجزا عن بلوغ أكشاك البيع، لترتفع اصواتهن بالتنديد مطالبات بتخصيص طابور للنساء،درلاءا لتعرضهن لاية سلوكات. لتكون الخلاصة ان عملية بيع تذاكر المباراة المذكورة، وبالنظر لواقع المضاربات التي ميزت الأيام الأولى للبيع، قد خلقت جوا من الإحتقان والغضب ،عم مختلف شوارع وأحياء مدينة مراكش.