عرفت عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم ضد نظيره الجزائري، في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا للأمم، فوضى عارمة، في مجموعة من المدن الكبرى، مثل الدارالبيضاء، والرباط، ومراكش. وقفز ثمن تذكرة المباراة من ثلاثين درهما إلى ما بين 150 و300 درهم في مراكش والدارالبيضاء والرباط، بعد أربع وعشرين ساعة من طرحها للبيع، نهاية الأسبوع الماضي، إذ أعاد مجموعة من المواطنين، ممن التقتهم "المغربية"، سبب اشتعال أثمان تذاكر المدرجات العادية إلى المضاربة، والسوق السوداء، واحتكار بعض الأشخاص لعملية بيع التذاكر. وأثار نفاذ التذاكر من السوق، بعد ثلاثة أيام فقط من طرحها للبيع، سخط وغضب عدد كبير من الجماهير البيضاوية والرباطية والمراكشية، الذين قرروا العودة إلى ديارهم، بعد قضائهم ساعات طويلة من الانتظار أمام المركب الرياضي محمد الخامس، وملعبي الرجاء والوداد، وباقي الملاعب الوطنية في المدن المغربية. من جهة أخرى، قررت اللجنة المنظمة للمباراة، في ملعب مراكش الجديد، نزع الكراسي البلاستيكية من المدرجات، خوفا من تكسيرها في حال وقوع أعمال شغب، حيث تركت لجمهور هذا الموعد الكروي الكبير مدرجات من الإسمنت المسلح. وعاش ملعب الحارتي بمراكش، أمس الثلاثاء، فوضى واستنفارا أمنيا، إذ تدخلت القوات العمومية لتنظيم الجماهير، التي وصل عددها، حسب مصدر "المغربية"، إلى حوالي ألف وخمسمائة شخص، حجوا إلى نقطة البيع الوحيدة في المدينة الحمراء، منذ أول أمس الاثنين. وذكر المصدر ذاته أن تذكرة 150 درهما غير موجودة في نقطة البيع الوحيدة لمدينة بحجم مراكش، كما شوهد مجموعة من الأجانب مصطفين في طوابير طويلة، إلى جانب الجمهور المراكشي، ينتظرون دورهم للحصول على تذكرة المباراة، ومنعت اللجنة المكلفة ببيع التذاكر منح أكثر من تذكرة لكل شخص. وبحث رضوان بوخاري، من محبي المنتخب، منذ يومين، عن تذكرة المباراة، حيث تنقل بين ثلاثة ملاعب في الدارالبيضاء للحصول على مراده، لكن دون جدوى، إذ قال إن هناك أشخاصا احتكروا ترويج التذاكر بالعاصمة الاقتصادية بأسعار خيالية، واتهم رضوان، في حديثه مع "المغربية"، بعض المسؤولين ب"تخزين التذاكر، وتحويلها لعائلاتهم". وقال مصدر ل"المغربية" إن عناصر الأمن الوطني بالبيضاء ضبطت، أول أمس الاثنين، أحد المضاربين في تذاكر المباراة (شنّاق)، وبحوزته دفتر به 10 تذاكر من فئة 30 درهما، يبيعها بمائة وخمسين درهما، حيث جرى سحب الدفتر من المعني بالأمر، وفُتح تحقيق في الموضوع. واعتبر خليل بنعبد الله، رئيس إدارة الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير الملاعب الكبرى، أن الشركة غير مسؤولة عن الارتباك في عملية بيع التذاكر، وقال، في اتصال مع "المغربية"، إن "الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هي التي تشرف على بيع تذاكر المباراة"، وأوضح أن شركة تدبير الملاعب لديها عدد محدود من التذاكر، تسوقها في الأسواق الكبرى، وفي ملعب مراكش الجديد، حيث ستجري مبارة المغرب والجزائر، يوم 4 يونيو الجاري. وكانت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قررت، الاثنين الماضي، الشروع في بيع التذاكر الخاصة بمباراة المغرب والجزائر، التي يستضيفها ملعب مراكش السبت المقبل، عن الجولة الرابعة لتصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012. ومن المقرر أن تنتهي عملية بيع التذاكر بعد غد الجمعة، وستستمر استثناء في مدينة مراكش، حيث ستخصص شبابيك بساحة جامع الفنا وملعب الحارثي إلى غاية السبت المقبل، في الساعة الثانية عشرة ظهرا.