«الله أعلم، هاداك الشي رمانة مغمضة» يقول مصدر من السلطة المحلية في تعليقه على محتوى صهريج ضخم محمول على متن شاحنة ضخمة قادمة من البيضاء تتحرك ب 32 عجلة نحو نواكشوط بموريتانيا. علوها يتجاوز منازل ذات طوابق عليا، وتسع عرض الشارع، وارتفاع صهريجها يتجاوز الحدود العليا القانونية التي تقطعها حبال الكهرباء، وبسبب ذلك انقطع الكهرباء بشكل متكرر في المناطق التي تمر منها، يرتقي صهريجها تقنيان مختصان في مجال الكهرباء، مرت عبر أكادير محروسة من قبل الأمن والدرك الملكي، كل في حدود نفوذه، وكان العاملون المرافقون لها يفكون حبال الكهرباء التي تقطع الشوارع بإنزكان واشتوكة، ما تسبب في انقطاع الكهرباء بسيدي بيبي لحوالي ساعتين، ثم بأيت اعميرة، وبيوكرى. مصالح الكهرباء في نقط أخرى عمدت إلى قطع التيار لتجنب أية مفاجأة. الشاحنة الصهريج تسير سير السلحفاة، وتتوقف بالليل، انطلقت من مدينة الدارالبيضاء منذ 27 يونيو الماضي، ومرت عبر مدينة الصويرة باتجاه أكادير، فدخلتها منذ أسبوع فقط، متسببة في الانقطاعات المفاجئة للتيار، إلى جانب عرقلة حركة السير لمدة طويلة، بحكم أن عرضها يستحوذ على الشارع برمته. وصلت خلال أول أمس إلى تيزنيت بعد 5 أيام على مرورها من أكادير، تسير الهوينى متبخترة، بينما الأمن يوفر لها الحماية، إلى أن غادرت حدود المدينة لتجد الدرك الملكي في انتظار هذا الكائن الميكانيكي المدلل. «آش هاز هاد الحرام لي قطع علينا الضو» تساءل منذ أسبوع مواطنون بسيدي بيبي انتظروا لساعتين عودة التيار، سؤال لم يجب عنه حتى مسؤولون عن السلطة والأمن الذين استقبلوها بمدنهم، كل ما توفر لديهم من معلومات أنها قادمة من مدينة الدارالبيضاء، باتجاه مدينة نواكشوط الموريتانية. روايات بالشارع وعبر «الفايسبوك» تفيد أن شركة موريتانية، فضلت السير عبر الطريق، ووفرت لها الخدمة شركة مغربية بالدارالبيضاء مختصة في نقل الآليات الضخمة عوض نقل الصهريج بالباخرة التي طلبت مقابلا يصل المليار سنتيم. «الأحداث المغربية» من جهتها حاولت طرق أكثر من باب للإجابة عن تساؤلات مواطنين وقفوا طويلا لتمر هذه السلحفاة العملاقة، وكل ما تواتر من معلومات إضافية، أن الخزان الضخم الذي يصل طوله حوالي 20 مترا وبعلو تجاوز الحدود، تم استقدامه من قبل مناجم الحديد بالزويرات التابع للجمهورية الموريتانية مجزءا وركب بمدينة الدارالبيضاء، ولأنه ضخم ليس بالإمكان نقله عبر البحر، فقد تم الالتجاء لهذه الطريقة وأنه سيسير قرابة شهرين لكي يصل إلى منجم، وأن محتواه فارغ وسيستعمل الصهريج في عملية صهر الحديد. ساكنة تيزنيت تتساءل كيف ستمر الشاحنة من منطقة ميرخت الضيقة على طول حوالي 3 كيلومترات، ومنطقة «أكني امغارن» وبمدخل مدينة كلميم. ادريس النجار/محمد بوطعام