دعا المشاركون في اليوم الدراسي حول الرعي المتنقل داخل مناطق شجر الاركان المنظم مؤخرا بأكادير، إلى تنظيم هذا القطاع، و ذلك بالتعجيل بحل هذا المشكل عبر عقلنة و تنظيم الترحال، وتأهيل المجال الرعوي، و تجديد الترسانة القانونية و آليات تنزيلها، فضلا عن إشراك جميع الفاعلين من تنظيمات بيمهنية و جماعات ترابية إضافة إلى السلطة الوصية لإيجاد إطار لتنظيم الرعي المتنقل داخل مجال الاركان. المشاركون المقدر عددهم بنحو 230 مشاركا، دعوا أيضا إلى تشجيع البحث العلمي في مجال تطوير منظومة الرعي الوطنية و تنمية قطيع الماشية و تحسين مردوديتها و خلق اختصاصات اكاديمية في هذا المجال، تجد لها امتدادا مع تنظيمات الرعاة الرحل، فضلا عن الاستثمار في دعم و تطوير قدرات الرحل عبر التكوين والتحسيس والتواصل وتسهيل الولوج إلى المعلومة. و كانت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الاركان قد نظمت يوما دراسيا حول الرعي المتنقل داخل مناطق الاركان بأكادير، بغية مناقشة سبل تدبير الرعي المتنقل من أجل المحافظة على الموارد الطبيعية، وخصوصا شجرة الاركان تحت الرئاسة الفعلية لوزير الفلاحة والصيد البحري، و بحضور كل من المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، وعدد من المتتبعين و المهتمين بالقطاع. وخلال هذا اليوم، تم عرض شريط وثائقي حول الرعي المتنقل و الذي أبرز مجموعة من ارتسامات ذوي الحقوق وكذا الرحل حول تدبير الموارد الطبيعية داخل مجال الاركان والاختلالات التي يعرفها بسبب ضغط قطعان الابل والماعز، كما قدمت خلال اليوم نفسه، نتائج الدراسات المنجزة من طرف مديرية الري وتنمية المراعي و الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجر الاركان، كما قدمت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر عرضا قامت من خلاله بتحليل الظاهرة من مختلف الأوجه وقدمت مجموعة من مقترحات الحلول. من جانب آخر، تم توقيع اتفاقيتين تهدفان إلى التطوير المشترك لاختيارات تقنية و لإطار تشريعي يسمحان بتوفير ظروف ملائمة للتوازن و التحكم في تكاثر الخنازير، كما تصبوان أيضا الى وضع إطار للتعاون والتشاور لوقاية الضيعات الفلاحية و انتاجها من أضرار الخنزير. الاتفاقية الأولى تمت بين المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ووزارة الفلاحة والصيد البحري والجامعة الملكية المغربية للقنص، وتضم المحاور العامة لتدخل كل طرف. أما الثانية فقد تمت بين المديرية الجهوية للفلاحة لسوس ماسة درعة، والمديرية الجهوية للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والجامعة الملكية المغربية للقنص والغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة درعة، وهي اتفاقية تضم الجانب التنفيذي للمشروع. هذا، و تم تعميق النقاش وفق مقاربة تشاورية بين جميع المتدخلين بالقطاع حول مشاكل و حلول الرعي المتنقل في ورشتين حول موضوعي "تهيئة المراعي وتنمية سلسلة الابل" و "وضع أليات المواكبة و التنظيم و القوانين المرتبطة بتنقلات القطعان في المراعي". إلى ذلك، ثمن المشاركون هذه المبادرة و دعوا إلى تفعيل نتائج الدراسات المتوصل بها في إطار منظور شامل للتنمية المستدامة بهذا المجال، كما تم الإلحاح على ضرورة العمل على تحديث قطاع إنتاج الابل عبر مقاربة تشاركية و عبر عدة أليات ترتكز على المهننة و الدعم و التثمين و تحسين طرق التدبير و كذا الإهتمام بالصحة الحيوانية