أصيب فلاح يقارب الخمسين من عمره عن طريق الخطأ بطلقة نارية طائشة من بندقية صياد في عتبة منزله بقرية “تاوريرت إخليلن”على الساعة السابعة من صباح يوم الأحد الماضي . لو كان الفلاح محمد الصبري المقيم بقرية هادئة بتافراوت المولود يتصور ما كان سيقع له على الساعة السابعة من صباح يوم الأحد 2 أكتوبر 2011 ، لما تخطى عتبة منزله. ولو كان الرجل ذو الثمان والأربعين ربيعا يدري أنه سيصاب بطلقة نارية ستتخطى باب بيته لتستقر على وجهه، لظن أنه لم يستيقظ بعد، فشاءت بذلك الأحلام والأقدار أن ترمي به في قلب أحداث مدينة سرت بليبيا. لكن الواقع غير ذلك: فعندما هب الفلاح لمغادرة منزله ليفلح أرضه، تلقى طلقة نارية عبر باب بيته كادت أن ترديه قتيلا لولا لطف الله. وحسب رواية سكان القرية التي لا يتعدى عدد سكانها 300 نسمة، فالحادث كان متوقعا منذ زمن بعيد. حيث ما فتئ المنتخبون وسكان جماعة تافراوت المولود يشكون سوء حظهم مع الخنزير، الذي استقر وعات في الأرض فسادا دون رقيب، ومع القناصين، الذين لا يفرقون بين البراري وبين المناطق الآهلة بالسكان لممارسة هوايتهم مع بداية كل موسم قنص (من أكتوبر إلى فبراير). ولقد كانت السلطات المختصة تتذرع بضرورة القبض على القناصين المتهورين في حالة تلبس لكي تباشر التحقيق في الأمر. لكن حادث صبيحة الأحد الماضي دفعت المجلس القروي لجماعة تافراوت المولود إلى برمجة نقطة الخلاف مع القناصين ضمن نقط جدول أعمال دورة أكتوبر ليوم الإثنين 10 أكتوبر الجاري. وهي فرصة يراها السكان من جهتهم ملائمة لمؤازرة المجلس القروي والتعبير عن سخطهم وتذمرهم من الأمر. ووفقا لوثائق المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فالقنص السياحي يمثل قطاعا واعدا ووسيلة لتلميع صورة البلاد بالخارج. وهو يُوَلٌُد عائدات تقارب 60 مليون درهم، بما في ذلك رسوم التأجير. كما يسمح بخلق 400 ألف يوم عمل مقسمة على محميات للقنص تغطي وطنيا مساحة إجمالية تبلغ 683.163 هكتار. ولكن لا يجب أن تعفي ذريعة الربح المادي من وراء نشاط القنص من احترام الإنسان السوسي الضعيف المغلوب عن أمره، بين مطرقة الخنزير، الكثير الترامي على حقوله وقوت يومه، وسندان القناص الكثير الترامي على فضاءات راحته وعيشه.