الحادث وقع بجماعة تافراوت المولود والنساء الحوامل والأطفال أكثر ضحايا القنص العشوائي أصاب أحد القناصين بالغابة المجاورة لدوار «توريرت اخليفن» بالجماعة القروية لتافراوت المولود بإقليم تيزنيت، الأحد الماضي، مواطنا قرب منزله بنيران بندقية صيد. وذكر مصدر من عين المكان أنه بينما كان الضحية (ص. محمد)، البالغ من العمر 40 عاما وأب لثلاثة أطفال، في طريقه إلى الحقل، فوجئ بمجموعة من القناصين وسط الدوار حوالي الساعة السابعة من صباح يوم الأحد الماضي، وتقدم في اتجاههم لاستطلاع الأمر، فإذا بأحدهم يباغته بطلقة نارية عشوائية، أصابته شظاياها في الوجه والصدر، نُقل إثرها إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الحسن الأول بتيزنيت، حيث قُدمت له الإسعافات الأولية، وبعد ساعات غادرها ومنح له الطبيب المعالج شهادة طبية تثبت نسبة العجز في 30 يوما. وأضاف المصدر ذاته أن القناصين هربوا وتوغلوا في الغابة المجاورة دون أن يقدموا يد المساعدة للضحية. إثر ذلك، وضع الضحية شكاية مكتوبة لدى مصالح الدرك الملكي بأنزي ولدى رئيس المجلس القروي، يطالب فيها بفتح تحقيق في الموضوع. يذكر أن الحادث جاء في سياق حملات صيد عشوائية في عمق التجمعات السكانية دون مراعاة لأبسط شروط السلامة، وفي غياب تام للمراقبة، وأجج بالتالي مشاعر السكان وسخطهم أمام هذا الوضع الذي يتكرر كلما حل موسم القنص سنويا، وذلك بالرغم من السيل الكبير من الشكايات والرسائل التي تقدم بها المجلس الجماعي لتافراوت المولود إلى الجهات المختصة، لكن دون جدوى. وبهذا الخصوص، يقول عبدالله كواغو، رئيس جمعية «تافراوت المولود إتصال»، إن مجموعة من الخروقات تشوب عملية القنص بتراب الجماعة كل سنة، والتي تتمثل في «عدم احترام القناصين لحرمات ومشاعر السكان بسبب توغلهم الدائم بين منازلهم وبيوتهم، كما أن الضجة الكبيرة التي تصاحب عملية القنص تثير الرعب داخل التجمعات السكانية، خاصة في صفوف النساء الحوامل والأطفال»، بالإضافة إلى استغلال أطفال الدوار في جلب الطرائد المصطادة وما يشكله ذلك من خطورة على حياتهم، وإقدام الصيادين على «رمي مخلفات المشروبات الكحولية وطرح بقايا الخنازير بجانب المسالك القروية مع الإشارة إلى خطورة الخنزير الجريح على السكان». وأضاف كواغو أن بعض الصيادين المكترين للمنطقة بطرق غير شرعية ودون سند قانوني يفتشون سيارات المارة من السكان وعائلاتهم ليلا بحجة البحث عن صيادين غير مرخص لهم. وفي الفترة نفسها من السنة الماضية، توغلت مجموعة من القناصين داخل دوار توغزيفت قريب من المنطقة ذاتها وقتل أحدهم برصاص بندقيته بطة وأخذها معه أمام أعين أبناء الدوار. وفي اتصال بالصباح، أكد أحد المواطنين بقبيلة إداوسملال، أنه كلما أعلنت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر عن افتتاح موسم الصيد، إلا ويتحول هذا الخبر إلى كابوس بالنسبة للسكان، حيث يشبهه البعض بإعلان حضر التجوال لأبنائه خوفا عليهم من طيش جيوش هواة ومحترفي الصيد الذين ينزحون بالعشرات نحو العالم القروي. وأضاف أن كل هذه التجاوزات تتم في غياب حراس المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر. يذكر أن مرسوما صدر عن وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية بتاريخ 20 ماي 2011 ونشر بالجريدة الرسمية بتاريخ ( 2 يونيو 2011 ) تحت عدد 5948 ويتعلق بتنظيم القنص ومراقبته بالمجال الغابوي، أوجب كل مالك للعقار أو حائزه يرغب في منع ممارسة القنص على عقاره أن يقدم كل سنة للسلطة الإدارية بالعمالة أو الإقليم الواقع بدائرتها العقار أو بعث رسالة مضمونة تصريحا بمنع القنص قبل فاتح غشت الذي يسبق تاريخ افتتاح موسم القنص. وحسب المرسوم ذاته، تقوم السلطات الإدارية التي يوجد بدائرتها العقار حصر لائحة العقارات التي قدم بشأنها إثبات وذلك قبل أجل 15 يوم من التاريخ نفسه، ولا يعد القنص ممنوعا قانونيا إلا فوق العقارات الموجودة في اللوائح المذكورة لدى السلطة الإدارية وتبعث نسخ من اللوائح للمندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر 10 أيام على الأكثر قبل التاريخ المحدد لافتتاح القنص.