لو كان الفلاح محمد الصبري المقيم بقرية هادئة بتافراوت المولود يتصور ما كان سيقع له صباح يوم الأحد 2 أكتوبر 2011، لما تخطى عتبة منزله. فقد كان الفلاح يتأهب لمغادرة منزله بقرية «تاوريرت إخليلن» على الساعة السابعة من صباح يوم الأحد الماضي، ليفلح أرضه، عندما تلقى طلقة نارية طائشة عبر باب بيته كادت أن ترديه قتيلا لولا لطف الأقدار. وحسب رواية سكان القرية التي لا يتعدى عدد ساكنتها 300 نسمة، فالحادث كان متوقعا منذ زمن بعيد. إذ ما فتئ المنتخبون وسكان جماعة تافراوت المولود يشكون سوء حظهم مع الخنزير، الذي استقر وعات في الأرض فسادا دون رقيب، ومع القناصين، الذين لا يفرقون بين البراري وبين المناطق الآهلة بالسكان لممارسة هوايتهم مع بداية كل موسم قنص (من أكتوبر إلى فبراير). ولقد كانت السلطات المختصة تتذرع بضرورة القبض على القناصين المتهورين في حالة تلبس لكي تباشر التحقيق في الأمر. لكن حادث صبيحة الأحد الماضي دفع المجلس القروي لجماعة تافراوت المولود إلى برمجة نقطة مشكلة القنص هاته ضمن نقط جدول أعمال دورة أكتوبر ليوم الاثنين 10 أكتوبر الجاري. وهي فرصة يراها السكان ملائمة لمؤازرة المجلس القروي والتعبير عن سخطهم وتذمرهم من الأمر. ووفقا لوثائق المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، فالقنص السياحي يمثل قطاعا واعدا ووسيلة لتلميع صورة البلاد بالخارج. وهو يُوَلٌُد عائدات تقارب 60 مليون درهم، بما في ذلك رسوم التأجير. كما يسمح بخلق 400 ألف يوم عمل مقسمة على محميات للقنص تغطي وطنيا مساحة إجمالية تبلغ 683.163 هكتار. ولكن لا يجب أن تعفي ذريعة الربح المادي من وراء نشاط القنص من احترام الإنسان السوسي الضعيف المغلوب على أمره بين مطرقة الخنزير كثير الترامي على حقوله وقوت يومه، وسندان القناص كثير الترامي على فضاءات راحته وعيشه!