قلائل هم ساكنة مدينة اكادير أو بالأحرى جهة سوس ماسة درعة الذين ليسوا على دراية بوجود إحدى اكبر مدارس التجارة و التسيير بالجهة فهي ذات صيت واسع, أو كما اسماها البعض ‘‘لافاك ديال السلام‘‘ قد تكون هذه التسمية جاءت بمحض الصدفة لكنها لا تنفك تعكس الواقع المرير لإحدى اعتق المدارس العليا بالمغرب فالوضعية التي آلت إليها لا تكاد تختلف عن تلك السائدة في الجامعات المغربية إذا لم تكن اشد سوءا فطلبة الجامعات لهم على الأقل الحق في الاحتجاج عكس طلبة المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير فآراؤهم لم تؤخذ قط بعين الاعتبار. ما يقع الآن في هذه المدرسة هو تحطيم لأمال آلاف الطلبة و الطالبات اللائي سعين جاهدات للحصول على معدل عال و اجتياز مباراة الولوج المتعددة الأسئلة و المتشعبة المجالات ناهيك عن المباراة الشفوية التي ظل احد أسئلتها المركزية: ما هي القيمة المضافة التي ستحظى بها مدرستنا بعد انتقائك ؟ فتجد الطلبة في حيرة باحثين عن الجواب الصائب غير مدركين أن أشهرا قليلة تفصلهم عن إعادة طرح السؤال نفسه : أين القيمة المضافة لهذه المدرسة و ما فائدة المعدلات الكبرى إن كانت الأوضاع أسوء حالا من الجامعات؟ الوضعية اليوم ما فتئت تتدهور فعلى سبيل الذكر لا الحصر برمجت امتحانات نصف الدورة الثانية على الرغم من تواجد امتحانات الدورة الاستدراكية، أو مثلا أعلن عن وجود اختبار سيجرى اليوم الموالي في إحدى المواد على الساعة السادسة و النصف مساء علما أن الحصص تنتهي على الساعة السادسة، نجد أيضا أن بعض الأساتذة يستغلون سذاجة الطلبة و شغفهم بتحصيل العلم و رغبتهم في رؤية الحرف الشهير ينير قرب أسمائهم، ليؤلفوا عشرات الكتب التي أثقلت أثمنتها و محتوياتها الصعبة الفهم أو حتى القراءة أحيانا كاهل الطلبة لكنهم يسلمون رقابهم لسكين الاثمنة الحاد بغية الوصول إلى بر السنة الخامسة الأمن. هذه ليست إلا أمثلة قليلة لما يعيشه الطالب داخل المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير مع انعدام الحق في التعبير أو إعطاء الرأي رغم أن الطلبة حاولوا إيجاد حل بشتى الوسائل الحضرية الممكنة و قد كانت آخرها طلبا أمضته غالبية التلاميذ داعيا إلى تمديد فترات الاستعداد للامتحانات و التي لا تتجاوز الأربعة أيام أو اقل. كانت تلك محاولة باءت بالفشل كغيرها أو ووجهت بإجابات صادمة من نوع: على الطالب أن يكون دائم الاستعداد، أو أخرى مهددة:”خاف أولدي على راسك راك ما ضامنش بلاستك”. إجابات و أخرى تجعلنا نتساءل هل هذا الطالب استحق فعلا الولوج إلى هذه المدرسة أم كان ذلك معروفا أو خدمة أسديت إليه؟ إن كان قد استحق ذلك، ألا يضمن له هذا بعض الحقوق ابسطها إبداء رأيه؟ لا ادري لماذا نعلم أجيالا أهمية الدفاع عن معتقداتها و أفكارها و آراءها بغية قمعها و اضطهادها في نهاية المطاف؟ طلبة المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير الآن بين مطرقة الخوف و سندان الرغبة في التغيير، طلبة يملؤهم الحماس و كلهم غيرة على مستقبل مدرستهم متطلعين إلى غد مشرق و آملين أن تسمع أصواتهم و يصل صداها ابعد الحدود فقد حان وقت التغيير…… تغيير إلى الأحسن. مجموعة من طلبة المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير