تقع الجامعة الدولية بالرباط بفضاء القطب الجديد للتكنولوجيا (تيكنوبوليس) بالقرب من سلاالجديدة، الذي ينتظر أن يمتد على مساحة قدرها 300 هكتار، ومن المرتقب أن يساهم في خلق 30 ألف منصب شغل، وقد أحدث في إطار شراكة بين صندوق الإيداع والتدبير ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وولاية جهة الرباطسلا زمور زعير, ووصل الاستثمار الإجمالي به إلى أزيد من 3 مليارات درهم، خصص منها ملياران و755 مليون درهم للبناء و559 مليون درهم للتهيئة. ومنحت الأرض التي تقام عليها الجامعة الدولية بالرباط من قبل الملك محمد السادس، و تبلغ 20 هكتارا، من أجل إقامة المشروع الذي يعتبر أولى جامعة شبه عمومية بسبب انخراط الدولة المغربية والفرنسية فيها، إضافة إلى الشركاء الأكاديميين والمعاهد والمقاولات. فضاء الجامعة اختيار موقع الجامعة الدولية لم يكن اعتباطيا، بل من أجل ربط الطلبة بمحيطهم العلمي بسبب تموقع الجامعة في القطب الجديد التكنولوجي، الذي سيؤهل الطلبة للاندماج في محيطهم العلمي، خاصة أن «تيكنوبوليس» هو فضاء مركب يعتمد على التنسيق بين ثلاثة مجالات مختلفة، هي التعليم العالي والبحث العلمي وعالم المقاولة. ويوضح مدير التواصل والعلاقات المقاولاتية بالجامعة، سيريل بيريز، أن الموقع سيساعد الطالب على الارتباط بمجال البحث والتكنولوجيا من خلال الاحتكاك بالعديد من المؤسسات التي توجد بفضاء القطب الجديد التكنولوجي. ومازال مشروع الجامعة كما هو مخطط له في طور البناء والتشييد، غير أنه كمرحلة مؤقتة هناك مقر للإدارة وقاعات للتدريس، ونقل متوفر، سواء النقل الخاص بالجامعة أو الموجود حاليا، والذي يهم الوافدين على فضاء «تيكنوبوليس». وللطالب الحق في اختيار وسيلة النقل المناسبة له لأنه هو الذي سيمول نقله، أما الإيواء فهناك اقتراح من الجامعة بتوفير السكن بالرباط في انتظار تشييد السكن الخاص بالطلبة، الذي يوفره المشروع، إذ ستكون أولى عمارة خاصة بالمشروع منتهية أثناء الدخول الجامعي المقبل 2011. وقد تلقت الجامعة هذه السنة ما يقارب 4000 طلب من أجل متابعة الدراسة، غير أنها لا يمكن أن تستجيب لكل الطلبات، يقول سيريل، نظرا للشروط التي تضعها الجامعة من أجل اختيار الحاصلين على البكالوريا وباقي الطلبة، إذ يتم الانتقاء بناء على توفر المرشحين على مؤهلات علمية ونقاط تساهم في تكوين أفضل للطالب. وستنطلق الجامعة خلال شتنبر المقبل بتدريس 200 طالب في انتظار الوصول إلى ما هو مخطط له خلال السنوات المقبلة، أي استقطاب ما بين 5000و6000 تمليذ وطالب متفوق ومتميز. وتوفر الجامعة حاليا بمقرها المؤقت قاعة لاجتماع الباحثين مجهزة بحواسيب وشاشة كبيرة، وهناك أقسام للدراسة في طور الانتهاء منها. ومن بين الطموحات المسطرة للجامعة هو أن تكون عالمية بامتياز وتستقبل طلبة من مختلف أنحاء المعمور، خاصة المغاربة، غير أن هناك من الأجانب من يرغب في ولوج هذه الجامعة، لكن يحول دون ذلك الحضور لاجتياز الامتحان. يقول مدير التواصل والعلاقات المقاولتية بالجامعة : «هناك شباب أوربيون يرغبون في إتمام دراستهم بالمغرب لأن الجامعة توفر التكوين نفسه الذي يوجد بالخارج، وثانيا يريدون اكتشاف الثقافة المغربية، ولكن نحن في هذه المرحلة الأولى نعطي اهتماما أكبر للطلبة المغاربة، وفي المراحل الأولى سنستقبل طلبة من خارج المغرب، سواء من أوروبا أو أمريكا أو آسيا ثم من إفريقيا، وهناك فئة من الطلبة ترغب في إتمام دراستها، وهي فئة المغاربة الذين تابعوا دراستهم خارج المغرب ويسعون للالتحاق بالجامعة، خاصة المقيمين بفرنسا وإسبانيا». بلفقيه وحماية المشروع من رجال الدولة الذين آمنوا بفكرة ومشروع الجامعة الدولية بالرباط المستشار الملكي الراحل مزيان بلفقيه، الذي سعى إلى حمايته ومساندة المشرفين على تنفيذه من أجل أن يرى النور، وقد تبين ذلك بوضوح عندما قرر أن يمنح مكتبا خاصا لمدير الجامعة نور الدين مؤدب بمقر عمله بحي الرياض، بعدما أكد الراحل أنه اقتنع فعلا بأن المشروع أكاديمي ويهدف إلى انخراط الطلبة في مجال المعرفة والتكنولوجيا، فكان يتتبعه عن كثب وساهم في توفير كل الإمكانيات لهذا المشروع العلمي والبحثي، خاصة أن الراحل كان يعرف مشاكل التعليم وإكراهاته عن قرب بحكم ترؤسه مشروع إصلاح نظام التربية والتكوين. ما يركز عليه الباحثون والمشرفون على المشروع أن الجامعة الدولية لا ينبغي أن تحمل اسما معينا أو تكون خاصة برجال الأعمال ويكون هدفها الربح المالي المحض، بل ينبغي أن تظل مشروعا مجتمعيا وتنمويا يساهم في تكوين أفضل النخب المغربية في مختلف التخصصات التي تساهم في بناء المغرب الحديث. ويعتبرون أن هذا المشروع لا يجب أن يكون ظرفيا، بل هو مشروع للأجيال القادمة، خاصة أنه انطلق من معطيات علمية إثر دراسة قام بها مدير الجامعة الدولية نور الدين مؤدب، الذي خلص من خلالها إلى أن 90 في المائة من الطلبة الذين يتابعون دراستهم بفرنسا من الطبقة الراقية وحوالي 10 في المائة من الطبقة المتوسطة، في حين أن الذين ينحدرون من أسر فقيرة فئة قليلة جدا، ويتابعون دراستهم بعد حصولهم على منحة. وهذا ما دفع أصحاب المشروع إلى تخصيص مقاعد مجانية بنسبة 20 في المائة من مجموع عدد المسجلين للفقراء المتفوقين من أجل ضمان حقهم في التأطير العلمي الجيد ومنح فرصة للمنحدرين من الطبقة الراقية، الذين يتابعون دراستهم بالجامعة، بالاحتكاك بهذه الفئة لمعرفة الواقع عن قرب لأن هناك من يرى أنه خلال العشر سنوات المقبلة قد يكون أصحاب القرار في المغرب لا يعرفون ما يجري في المغرب نظرا لبعدهم عن الواقع الحقيقي والمعيش. رفض أصحاب الفكرة منذ البداية دخول مقاولين كبار يرغبون في تسيير الجامعة وتأطيرها بعد توفير الغلاف المالي لها، وسبب الرفض يكمن في أنهم يخشون التدخل في النظام التعليمي ويكون للجانب المالي انعكاس على جودة التحصيل الدراسي، بسبب أن جل المستثمرين يهمهم جني المال دون الأخذ بعين الاعتبار مصلحة الطلبة المتمثلة في التحصيل العلمي الجيد والممتاز. ومن بين الظروف التي تحرص الجامعة على توفيرها تمكين الطالب من جو مناسب للتحصيل دون الاكتظاظ، لذلك فإنها ستطبق معدل أستاذ لكل 15 طالبا، لكن المعدل سيكون أقل خلال السنة المقبلة لكون عدد الأساتذة الذين سيدرسون الطلبة السنة المقبلة (200 طالب) هم فقط 15 أستاذ وباحث. ويتكون الطاقم التربوي من أساتذة جامعيين مغاربة تمرسوا بمختلف الجامعات العالمية، إلى جانب أساتذة أجانب سيكونون الطلبة، وهم باحثون بالجامعات، التي تعاقدت معها الجامعة الدولية، سيلبون الحاجة العلمية للطلبة. مجانية التعليم للفقراء اجتاز الطلبة مؤخرا امتحانا آخر لانتقاء الذين سيدرسون بالجامعة، إذ خلال السنة المقبلة سيشرع 200طالب في الدراسة، منهم 44 طالبا سيتابعون دراستهم مجانا بعد أن يتم انتقاؤهم بناء على كفاءتهم الدراسية ووضعهم الاجتماعي الذي يحول دون إتمامهم الدراسة بمعاهد من المستوى العالي نظرا لظروفهم الاجتماعية. ويسعى المشرفون على الجامعة إلى أن يشارك الطالب من طبقة ميسورة الطالب من فئة مهمشة، لكن الذي يجمعهما هو العلم والمعرفة من أجل بلوغ أرقى المستويات العلمية. «نرغب في أن يستفيد الجميع من هذا المشروع، حتى أبناء الشعب الذين ليست لديهم إمكانيات مادية، ولكنهم متميزون ومجتهدون. سنوفر لهم الدراسة بالمجان، ولكن باقي المصاريف المتعلقة بالإيواء والتنقل وغيرها ستتيحها لهم إمكانية الحصول على قروض حتى يشعروا بمستوى المسؤولية ولا يكونون فقط مستهلكين»، يقول رئيس الجامعة. لا تقتصر المجانية على 44 طالبا، بل قد يكون التخفيض بالنسبة للتلاميذ المتفوقين الذين ينحدرون من أسر متوسطة الدخل، لأن هدف الجامعة هو استقطاب التلاميذ والطلبة المتفوقين الذين لديهم رغبة في بلوغ أرقى درجات العلم والمعرفة والبحث العلمي. هاجس الطلبة هو مدى الاعتراف بالشهادة المحصل عليها من قبل الجامعة الدولية، واستفساراتهم لا تتوقف بشكل يومي، فهناك اتصالات هاتفية يومية ترد على الجامعة، والهدف من طرح العديد من الأسئلة التي تؤرق عادة التلاميذ الحاصلين على البكالوريا هو معرفة هل الشهادة المحصل عليها معترف بها؟ وهل ستؤمن مستقبلهم؟ نادية بنحمو، المكلفة بملفات التسجيل، ترد يوميا على استفسارات الطلبة، الذين يتصلون بين الفينة والأخرى، أو الذين يحضرون إلى مقر إدارة الجامعة. تقول في هذا الصدد: «جل أسئلة المتصلين تتمحور حول مدى مصداقية الدبلوم المحصل عليه وحول ثمن التكوين وبرنامج الدراسة». تتراوح عدد الاستفسارات بشكل يومي ما بين 40 و50، وهو عدد يجمع بين المتصلين عبر الهاتف أو الذين يزورون الجامعة بعين المكان من أجل معرفة كل المعلومات بالتفاصيل. وتؤكد بنحمو أن عدد الطلبة الذين تقدموا بملفاتهم ينحدرون من مختلف مناطق المغرب، إضافة إلى المغاربة المقيمين بالخارج.
رئيس الجامعة الدولية قال إن الجامعة تسعى إلى منافسة الجامعات العالمية المؤدب: سنقدم المساعدة اللازمة للطلبة المتميزين من أجل خلق مشاريعهم الخاصة - متى شرع في التخطيط للمشروع? لقد بدأنا مشروع الجامعة الدولية بالرباط منذ سنة 2006، و هو يأتي إثر انخراط الدولة المغربية والفرنسية في المشروع ودعم المعاهد والجامعات الكبرى المغربية والفرنسية، وهو ما سمح للفريق بأن أنهى مهمته الأولى، وهي فتح التكوينات الأولى في شتنبر 2010. وقد أثار هذا المشروع إعجاب الفاعلين والمساهمين في التنمية بالمغرب, وهو يركز على التكوين والبحث، اللذين يجب الاهتمام بهما من أجل مرافقتهما لتنمية النسيج الاقتصادي والصناعي بالمغرب. لذلك نحن نساهم في تنمية سبعة أقطاب من التكوين والبحوث، الذي تسمح لنا بمنح دبلومات تهم المهندسين والإجازة والماستر والدكتوراة. ونقترح تكوينات في مجالات طاقات الحفريات و الطاقات المتجددة والنقل، وتكنولوجيا المعلومات والتواصل. وتوجد أيضا داخل الجامعة مدرسة التجارة ومعهد العلوم السياسية ومدرسة الزخرفة والتصميم، ومعهد خاص بالأقسام التحضيرية، الذي تم إدماجه في المغرب على مستوى التعليم الابتدائي والثانوي. وستكون الجامعة الدولية بالرباط أولى جامعة خاصة متعاقدة مع الدولة المغربية ومع صندوق الإيداع والتدبير. وقعت على هذا التعاقد «التنموي» كل من الجامعة الدولية والحكومة المغربية في إطار المخطط الاستعجالي. ويعتبر هذا التعاقد سابقة بالمغرب. ومن جهتنا، نرتبط بأهداف متوخاة على مستوى البحث في جودة التكوينات ونسبة تأطير طلابنا. ومن جهتها، ستعترف الحكومة المغربية بدبلوماتنا كالدبلومات الوطنية وستسمح بأن نتقدم كجامعة مغربية خصوصية. - متى ستنطلق الدراسة بالجامعة الدولية بالرباط؟ إن أول فوج منتظر سيكون في شتنبر 2010، وهؤلاء الطلبة موزعون على ثلاثة أقطاب من التكوينات. القطب الأول يخص الأقسام التحضيرية (رياضيات وفيزياء وعلوم المهندس) بشراكة مع البعثة الفرنسية اللائكية. هؤلاء الطلبة سيجتازون امتحانات باختيارهم من أجل إدماجهم، سواء في مدارس المهندسين في الجامعة، أوالمدارس المغربية أو الأجنبية.وهي ليست أقسام تحضيرية مدمجة. والقطب الثاني من التكوين يستقبل التلاميذ، الذين سيحصلون على البكالوريا داخل مدرسة التجارة مع اقتراح إجازة في التسيير، بشراكة مع المدرسة العليا للتجارة (رين). كما أن مسار المدرسة الكبرى مفتوح أمام تلاميذ الأقسام التحضيرية الاقتصادية والتلاميذ الحاصلين على البكالوريا زائد سنتين والبكالوريا زائد ثلاث سنوات. وأخيرا، قطب تقنيات المعلوميات والتواصل، الذي سيستقبل طلبة السنة الأولى إجازة في المعلوميات توجه هندسة البرنامج. هذا التكوين ستشرف عليه جامعة «نانت»، التي كلفت بمسؤولية الأساتذة وإدارة البحث خلال السنوات الأخيرة. هذه الإجازة تطمح إلى تكوين تقنيين وأطر من أعلى مستوى في مجال الأنظمة والأمن المعلوماتي ببرنامج معلوماتي ملائم لمشاكل المقاولات. -هناك العديد من المعاهد بالمغرب. ما هي القيم المضافة لهذه الجامعة؟ هناك العديد من العناصر التي يجب أخذها بعين الاعتبار، أولها وأوضحها يتعلق بتكوين الموارد البشرية في مجالات رائدة لمرافقة خصاص ونمو المعاهد والنسيج الاقتصادي المغربي، ثانيها أكثر استراتيجية، وهو التزام الجامعة بتنمية البحث المطبق على مختلف المسالك، أي نمو المعرفة الذي يجب أخذه بعين الاعتبار إذا كنا نريد أن تتقدم بلادنا وتصبح منافسة على المستوى الدولي. ومن المهم أن النسيج الاقتصادي والصناعي المغربي محدود في استقلاليته عن التقنيات الأجنبية. لهذا السبب، فإن استراتيجية النمو في الجامعة عندنا هي امتداد لتوجهات النمو الذي تسعى إليه الحكومة المغربية، والذي يتجلى في مختلف المشاريع مثل المغرب الأخضر والطاقة وغيرها من المشاريع المتعددة، ففي هذا المنحى نوفر تكوينات، دون أن ننسى المشاركة الفعلية في الرقي ببلادنا، فمثلا وضعنا ثلاث شهادات براءة اختراع في ميادين الطاقة النظيفة. إحدى هذه الشهادات أوصلتنا إلى إتمام مشروع خاص بتطوير وحدة لإنتاج الطاقة الريحية المسماة «بدون ريح»، التي ستسمح بإنتاج طاقة كهربائية للخواص، مهما ضعف هبوب الرياح، فالتكوينات الأعلى مستوى والبحث سيكونان في قلب التعليم بالجامعة وسنشجع طلابنا على الاستثمار فيها منذ السنوات الأولى للتكوين وسنساعد الطلبة المتميزين على خلق مشاريعهم الخاصة، الشيء الذي يشرح اختيارنا لمقر الجامعة بمجمع «تكنوبوليس». وفيما يتعلق بمجالات التسيير والتجارة، فإن فريقنا يعمل على جهوية المسارات، فهذا المبدأ سهل، فدراسة تسيير مشروع في التسويق أو الاقتصاد سيقدم للطلبة وكأنهم درسوا في المدرسة العليا للتجارة «رين»، مع إضافة بعد محلي للبرامج. والحاصلون على دبلوماتنا سيأخذون بعين الاعتبار المهمات المقدمة لهم في أحسن الظروف، سواء كانت في إفريقيا أو أوروبا أو أي مكان، فالتعليم سيكون باللغة الانجليزية والفرنسية مع تقوية العربية الفصحى أو لغات أخرى للذين يرغبون في ذلك، فأظن أن التعليم بانفتاحه على العالمية مع اعتبار المشاكل المحلية سيكون ذا قيمة مضافة. ونحن سنطور انفتاح تكويناتنا على كل ماهو دولي وعلى عالم المشاريع، فالأصل الجغرافي لأساتذتنا والمختصين الذين سينشطون البرامج، وغنى مسارهم العلمي سيساعد الطلبة بالجامعة على إغناء تجاربهم داخل الجامعة متعددة الاختصاصات، لذلك سنهيء الكل لتشجيع التبادلات بين مختلف الأقطاب، فطالب في التسيير سيحضر محاضرة أو مجزوءة في التقنيات الجديدة، وسيجتمع المهندسون المستقبليون مع الطلبة الآخرين من أجل حضور محاضرات حول الإشكالات الجيوسياسية. - ما هي الأسباب الحقيقية وراء تأسيس هذه الجامعة؟ قبل كل شيء هناك الرغبة في وضع البحث في المغرب وإنعاشه، وهناك عدد مهم من الباحثين والأطر العليا والمقاولين يستقرون بالخارج ويساهمون في بناء ورقي البلدان المستقبلة، هذا شيء جميل، ولكن لماذا لا نقترح على هؤلاء الأشخاص من ذوي التجارب المشاركة في تنمية بلادهم، فنحن لدينا طموح في أن نقترح إطارا علميا يتلاءم مع طموحاتهم في المغرب كمرجع في إفريقيا فيما يخص محلية الأقطاب بكفاءة عالية. ولدينا رغبة في تحريك التعليم العالي الخاص من أجل تلبية رغبات الكثير من الحاصلين على البكالوريا، الذين يريدون مغادرة الوطن من أجل التكوين. لذلك نحن نلبي التوجهات المنصوص عليها في قانون 01/00 ونهدف أيضا إلى استقبال حوالي 6000 طالب تقريبا، خلال السنوات المقبلة، فرحيل الطلبة المتميزين نحو الخارج هو خسارة لبلادنا، خاصة أن القليل منهم فقط هم من يعودون بعد الدراسة، لذلك يجب تشجيع التكوينات ذات القيمة المضافة العليا من أجل مدراء مقاولات وأطر عليا ومهندسين وتقنيين وباحثين مستقبليين سيكونون مكونين وفق معايير دولية مع اعتبار المتطلبات المحلية، وهذا مهم إذا أردنا يدا عاملة مؤهلة وكذا تقوية الموارد البشرية بالمغرب. - يقال إن هذه الجامعة ستنافس جامعة «الأخوين». ما ردكم؟ كيف يمكننا الحديث عن المنافسة وهناك الكثير مما ينبغي فعله. فبنية التعليم العالي ليست كثيرة لاستقبال الحاصلين على البكالوريا، فالمهم هو المنافسة على أسس صحيحة في احترام أخلاقيات هذه المهنة الشريفة، ومن غير المناسب تأسيس جامعة أو مدرسة مهندسين دون أن تتوفر معايير تحترم بوضوح المعايير الضرورية من تأهيل الوسائل البيداغوجية والبحث في محيط العمل وأهمية الشراكة.إن جميع مرشحينا يستطيعون الاطلاع على مشروع التنمية الموقع مع الحكومة واستشارات اتفاقية الشراكة. الكل واضح، فنحن نعتمد على التحليل النقدي للآباء من أجل مساعدة الشباب على أحسن الاختيارات الصحيحة. تبقى المنافسة ضرورية لتحريك قطاع التعليم العالي والبحث، وأظن أن هذه الدينامية ستساهم في تطوير مؤسسات التعليم العالي، ومن أجل ذلك أطلقنا مشاريع البحث المشترك مع فريق جامعة محمد الخامس أكدال ومشاريع أخرى في المستقبل القريب. أريد أن أذكر أن طموحنا ليس احتكار التميز بالمغرب، ولكن مساهمتنا المتواضعة في تنمية التعليم والبحث على الصعيد العالمي. ذهبنا مؤخرا لزيارة أحد شركائنا بأطلنطا ونحن بصدد إنهاء الشراكة مع أحد أشهر الجامعات (معهد جورجيا للتكنولوجيا) لافتتاح شعبة الهندسة مع ازدواجية التخرج مع مدرسة «دانييل كودجنهايم لهندسة الفضاء الجوي»، التي كونت عددا مهما من رواد الفضاء بوكالة الفضاء «ناسا»، وأطرا مهمة بقطاع الفضاء الجوي. هذا النوع من الشراكة لم يكن من الممكن إتمامه دون مساندة المغرب من الناحية السياسية والمؤسساتية، ولكن أيضا لوجود الأساتذة الباحثين الذين يتميزون بمستويات عالية من البحث وتطوير المشاريع على الصعيد الدولي، وهذا ما مكن هذا المشروع من أن يرى النور. - يعرف قطاع التعليم العديد من المشاكل. ودائما يتم الحديث عن أن هذه الجامعة أو هذا المعهد جاء للرقي بالمستوى العلمي. أين يتجلى تميزكم عن البقية؟ إذ كانا نتحدث عن أزمة التعليم بالمغرب فنحن نتحدث عن قطاع هو في أوج التطور، وأنا متفائل بطبعي. وإذا انخرطت في هذا المشروع لإيماني القوي بطاقات الشباب المغربي، فيكفي مراقبة قدراتهم عندما يتطورون في مجال يتماشى وطموحاتهم، سواء كان ذلك بالمغرب أو بالخارج. وأعتقد أن العديد من الشباب الذين يذهبون إلى خارج المغرب يراهنون على النجاح، ومن الضروري تغيير هذه الفكرة، أي استقطاب طلبة أجانب ليتابعوا دراستهم في المغرب.