دشن جلالة الملك محمد السادس،يوم الخميس بالدارالبيضاء، الشطر الأول من قطاع ترحيل الخدمات «كازانيرشور»، الذي يعتبر أحد أبرز محاور الاستراتيجية الوطنية الصناعية الجديدة (ايميرجونس)، والذي تطلب إنجازه تعبئة استثمارات بقيمة 3 ملايير و400 مليون درهم. ويمتد المشروع على مساحة53 هكتارا، وأنجز بفضل شراكة بين صندوق الإيداع والتدبير ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وولاية جهة الدارالبيضاء الكبرى. وسيساهم هذا المشروع في خلق26 ألف منصب شغل كما أنه من المنتظر أن يحقق في أفق سنة2012 رقم معاملات يقدر ب11 مليار درهم. وسيوفر المشروع ، الذي يوجد على بعد5 كلم من الدارالبيضاء و20 كلم من المطار الدولي للعاصمة الاقتصادية, إمكانيات مهمة للنمو اعتبارا للطلب الهائل المرتقب على مناولة الخدمات في دول أوروبا خلال العشر سنوات القادمة, فضلا عن كونه يشكل مركز أعمال موجه للسوق الفرانكوفونية . وتتمثل الخدمات، التي يقدمها «كازانيرشور»، في الاتصالات والبث والخدمات العامة, كما أنه يضم مطعما وبنكا ومكتبا بريديا وملعبا رياضيا ومركزا تجاريا، ويوفر مستوى عال من التنافسية بالنسبة للمستثمرين, حيث روعيت فيه أفضل المعايير الدولية، إضافة إلى حوافز مقترحة من لدن الحكومة تشمل أساسا النظام الضريبي. ويندرج إحداث هذا الفضاء في اطار الاستراتيجية الوطنية في مجال قطاع ترحيل الخدمات «الاوفشورين», والتي تستهدف بالأساس المنطقة الفرانكفونية. وقد سطرت هذه الاستراتيجية ضمن أهدافها المساهمة في أفق2015 بحوالي15 مليار درهم في الناتج الداخلي الخام، وبنفس المبلغ أيضا في الميزان التجاري، إضافة إلى خلق91 ألف منصب شغل في أفق 2015 . إثر ذلك زار جلالة الملك المقر الجديد لمجموعة «توكوس سجيم سيكوريتي» المختصة في الأبحاث والدراسات الهندسية المتعلقة بسلامة الطيران والهويات الرقمية التابعة لمجموعة «صفران»؛ الفرنسية الرائدة عالميا في مجال صناعة الطيران. ويمتد هذا المركز، الذي يعد الخامس من نوعه في المغرب, على مساحة إجمالية تبلغ25 ألف متر مربع, وسيساهم في خلق600 منصب شغل لذوي الكفاءات العالية مما يؤهله لأن يصبح مركزا مرجعيا ومندمجا في محيطه بفضل موقعه المتميز بين الأحياء الجامعية ومطار محمد الخامس الدولي والمحاور الطرقية الكبرى للمملكة. وسيقوم المركز بتزويد كبريات الشركات العالمية بمعدات الطائرات من قبيل شركة «إيرباص» وكذا الشركات التابعة لمجموعة «صفران». كما أنه مؤهل لأن يصبح قطبا تكنولوجيا يساهم في توفير فضاء ملائم للمهندسين والتقنيين ذوي الخبرة العالية لإجراء العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بمجال صناعة الطيران. يشار إلى أن أنشطة مجموعة «صفران» تتوزع ما بين صناعة محركات الطائرات المدنية والعسكرية وقطع الغيار والاتصالات وسلامة الطائرات. وتشغل المجموعة أزيد من60 ألف عامل، وتتوفر على فروع صناعية وتجارية بحوالي ثلاثين بلدا عبر العالم. وقد حققت خلال السنة الماضية رقم معاملات بلغ12 مليار أورو . كما قام جلالة الملك محمد السادس، يوم الخميس، بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز المحطة الثالثة للصناديق الحديدية بميناء الدارالبيضاء، وأعطى جلالته انطلاقة أشغال بناء الطريق الشمالية للميناء، وذلك بغلاف مالي إجمالي يقدر بمليار و810 ملايين درهم. وسيمكن مشروع المحطة الثالثة للصناديق الحديدية للميناء من الرفع من طاقته الاستيعابية بحوالي600 ألف صندوق من أجل مواجهة تطور الرواج، وضمان جودة الخدمات, وتحسين الطاقة الاستيعابية عبر تمكين البواخر من أرصفة ذات غاطس أكبر (-14 مترا)، بإمكانها استقبال بواخر من حجم4000 إلى5000 صندوق. وتقدر تكلفة بناء هذه المحطة بمليار و700 مليون درهم منها800 مليون درهم مخصصة للبنيات التحتية, ممولة من طرف الوكالة الوطنية للموانئ, و900 مليون درهم للتجهيزات, تمت تعبئتها من طرف فاعلين خواص. وتتضمن الاشغال جرف واقتلاع الأحجار من حوض المحطة ومن منطقة عبور البواخر، وبناء حائط الرصيف, وردم حوالي5 ر11 هكتارا من الأراضي المسطحة. ومن أجل الحد من الضغط الكبير للشاحنات على مداخل الميناء وعلى الشوارع المجاورة, أعطى صاحب الجلالة انطلاقة الأشغال لإنجاز الطريق الشمالية للميناء، والتي ستمكن من ولوج هذه المنشأة مباشرة من شارع مولاي إسماعيل قرب المحطة الحرارية، وذلك بكلفة مالية قدرها110 مليون درهم . وينتظر أن يتم الشروع في استغلال هذه الطريق في أبريل2010 ، وستمكن من تحسين ولوج الميناء بالنسبة للشاحنات وفك الضغط على مداخل ومخارج الميناء، وتحسين توزيع عدد الشاحنات حول مختلف مداخله. وتتضمن الأشغال بهذا المشروع إنجاز طريق بأربعة مسالك وجوانب بعرض متر واحد على طول1500 متر, وإنجاز مسلكين بعرض5 ر3 أمتار على طول200 متر لانتظار الشاحنات، وإنجاز الأشغال البحرية اللازمة لحماية الطريق من التعرية، وتهيئة الطريق (الانارة العمومية، شبكة التطهير، التشوير,...). ويعتبر ميناء الدارالبيضاء، أول ميناء بالمغرب، ومن بين أهم الموانئ بالقارة الإفريقية, حيث يعالج سنويا ما يناهز26 مليون و300 ألف طن أي36 بالمائة من مجموع الرواج المينائي الوطني. أما من حيث عدد البواخر, فيستقبل حوالي3300 باخرة سنويا.