تسجل أسعار المواد الغذائية بمختلف الأسواق على صعيد أكادير الكبير نوعا من الاستقرار في الأثمان التي شهدت تصاعدا خلال الأيام الأولى منذ بداية الشهر الفضيل بحيث انه في ظل التهافت وإقبال المستهلكين على الشراء مستلزمات المطبخ لإعداد ما لذ و طاب من أطباق تتزين بها موائد الأسر مع التغيير التي تشهده الوجبات خلال شهر رمضان، الذي يزيد من وطأة الإنفاق لمختلف شرائح الأسر المغربية، وبالأخص الفقيرة المتوسطة ، إذ ترتفع نسبة الإنفاق إلى 20 في المائة على الصعيد الوطني، مقارنة مع الشهور الأخرى من السنة حسب المعطيات المسجلة وفق بحث للمندوبية السامية للتخطيط حول مستويات الاستهلاك في رمضان. استقرار مؤقت في أسعار سلة الفواكه والخضر في ظل ما تعرفه أسواق أكادير الكبير من تهافت المستهلكين وإقبالهم على الشراء،من مختلف المحلات التجارية يتوقع مهنيو تجارة الخضر والفواكه أن تشهد نوعا من الاستقرار المؤقت بعد مرحلة الارتفاع المتصاعد للأسعار بالنسبة لبعض الأنواع و كما يتوقع أن تشهد أصناف أخرى انخفاضا سواء بالنسبة للخضر أو الفواكه،هذه الأخيرة و بحكم تزامن الشهر الفضيل مع فصل الصيف ولو أن الطقس لم يشهد ارتفاعا في دراجات الحرارة ،على محيط منطقة خليج أكادير،مقارنة مع المناطق الأخرى الداخلية، تبقى الفواكه الأكثر طلبا وإقتناءا لدى المواطن من مختلف الشرائح الاجتماعية كما يسجل ذلك أغلب تجار التقسيط أو نصف الجملة، و بالأخص فواكه العصائر،وتتربع على قائمتها،فاكهة الأفوكا التي تظل الفاكهة الأكثر رواجا بنسبة 45″مقارنة مع باقي الفواكه الأخرى فبالنظر إلى عدم تزامن مرحلة الجني منتجي الفاكهة على المستوى الوطني، تشهد أثمنتها ارتفاعا متزايدا، إذ بلغ ثمن بيع الكيلوغرام الواحد بالتقسيط 35 درهما (28-26 درهم كلغ بالجملة) ودلك بالنظر إلى أن فاكهة الأفوكا المعروضة بالسوق هي من فصيلة ”الهاش”مستوردة من الجارة إسبانيا التي تستوردها بدورها من دول أمريكا اللاتينية (البيرو-اللأوروغواي-و بوليفيا…) و دول إفريقية أخرى،بحيث يجني تجارها من عمولة الوساطة مبالغ مالية مهمة لغياب اتفاقيات مباشرة بين الحكومة المغربية و تلك الدول المصدرة،وذلك لضرورة تغطية الطلب المتزايد عليها من قبل المستهلك كما يشير إلى دلك تجار الجملة بالسوق البلدي بإنزكان وكذلك تجار الجملة بالدارالبيضاء،(هؤلاء الذين يعتبرون المزودين للسوق بإنزكان)ما يزيد من وطأة الأثمنة،في ظل انتظار تزويد المنتجين المحليين للإسهام في انخفاض الأسعار على الأقل في الثلث الأخير من الشهر الفضيل،نفس الحال بالنسبة لباقي الفواكه سواء بالنسبة لفاكهة الخوخ (9-12 درهم كلغ بيعا بالجملة) والأناناس (18 كلغ ثمنه كلغ الواحد بالجملة) والمانغ (20 درهم للكلغ )،وفاكهة الكيوي(18-20درهم كلغ)،في حين تبقى يحقق المنتوج المحلي نوعا من الاكتفاء الذاتي بالنسبة لعدد من الأصناف أخرى من الفواكه الصيفية البرقوق الأحمر صنف ”سانتالوزا”المجني من ضيعات جهة الغرب ومكناس وتيفلت (8-6دراهم كلغ بيعا بالجملة) و الأجاص(10-12 كلغ) وفاكهة الموز التي تحظى هي الأخرى بتموين من ضيعات منطقة سوس وسيدي علال التازي و جهة الغرب(10-12 دراهم كلغ ”ثمن بيع بالتقسيط إلى حدود 14 -16 درهم للكلغ الواحد بحكم تواجد أنواع أخرى مستوردة من كوستاريكا والكوت إيفوار والكاميرون ودول أمريكا اللاتينية تأثث فضاءات المحلات الكبرى أو الأسواق الممتازة المجاورة للأحياء الرقية و ذلك لجودتها الفاخرة وحجمها المميز، كما هو الشأن بالنسبة لفاكهة التفاح،بمختلف أنواعه(صنف ”هانا”5-7دراهم كلغ وصنف ”كالا” ذو الجودة المتميز من حيث الشكل والحجم ما بين9 إلى 12 درهم ”ثمن البيع بالجملة بالسوق البلدي للجملة بإنزكان) من أجل تلبية طلب الزبون كل حسب قدرته الشرائية، وفق ما أكده سي محمد الشنيكر عضو النقابة الوطنية لتجار سوق الفواكه والخضر الذي يشير أن حجم السلع المعروضة يفوق الطلب بتعدد الطلبات و حاجيات الزبائن من مختلف الشرائح الاجتماعية ،مضيفا أن تجار الجملة بسوق إنزكان مثل نظرائهم بسوق الجملة بالدارالبيضاء هم بحاجة إلى تضافر جهود المسؤولين لكي يفتحوا وجهات تجارية للتصدير وإيستراد منتجات دول تلقى طلبا بالسوق المحلي غير أنه في غياب اتفاقيات مبرمة وضعف التنسيق اللوجستيكي و غياب خطوط بحرية أو جوية تجارية مباشرة تربطهم بدول اللاتينية أو دول إفريقية جنوب الصحراء يحتم على غالبية التجار اللجوء إلى الجارة الإسبانية للاستيراد ما يكون له وقع على الأسعار وجيوب المستهلكين. محاصيل ضيعات الواليدية والعرائش والصخيرات، تحد من ارتفاع سعر الطماطم الوقع نفسه بالنسبة للخضر التي تشهد بعض أنواعها إقبالا متزايدا لدى المستهلك،كالطماطم التي عرفت ارتفاعا خلال الأسبوع الأول،إذ بلغ ثمنها بالسوق الجملة بإنزكان ما يراوح 4.70 -5 دراهم كما يشير إلى دلك تاجر طماطم بالسوق الجملة بإنزكان مضيفا أنه من المكن أن تصل ثمن البيع بالتقسيط إلى ما يزيد عن 10 دراهم كلغ الواحد لولا الكميات المجنية من ضيعات وحقول مناطق الواليدية والعرائش والصخيرات لأن محصول منطقة سوس لم ينضج بعد،ولن يتم جنيه إلا في حدود مطلع شهر أكتوبر. وأردف المصدر ذاته، أن أسعار بعض الخضراوات الأخرى كالبطاطس والفاصولياء والقرع والجزر من المتوقع أن تشهد هي الأخرى ارتفاعا في أثمنتها. الأسماك، قلتها تلهب أسعار بيعها بالأسواق. تشهد أسعار الأسماك ارتفاعا متصاعدا ليس فقط منذ أفول هلال شهر شعبان ، بل منذ نهاية شهر يونيو المنصرم،مواصلة بذلك ارتفاعها تدريجيا، مع تسجيل ندرتها وقلة وفرتها بالأسواق،حسب بائع للسمك بالتقسيط(الوادي عمر)، والمعزى وفق مذكرة للوزارة إلى نقص في الكميات المفرغة من الصيد الساحلي والتقليدي والمعروضة للبيع ، هذا وتختلف أسعار بيعها حسب مواقع الأسواق والمناطق، فمثلا بمدينة أكادير سواء المحلات الكبرى أو الدكاكين الخاصة لبيع الأسماك يبلغ ثمن بيع الكيلوغرام الواحد من سمك السنور 80 درهم،بينما يتراوح سعر ”الميرنا”بين 75-85درهم،في حين يمكن أن تجد نفس الأصناف بأثمنة أقل تصل إلى 10 دراهم كفارق في سعر البيع بالأسواق النموذجية بأيت ملول وأنزا، أو السوق البلدي بإنزكان. وبالنسبة لسمك السردين الأكثر استهلاكا لدى شرائح واسعة من المجتمع المغربي يشهد ندرة بأسواق أكادير فسعر بيع الكيلوغرام الواحد بلغ 15 درهما حسب الأسواق، هذا وارتفع ثمن بيعه إلى مستويات غير مسبوقة بأسواق أخرى بالمملكة كمدينة الدارالبيضاء التي بلغ ثمن بيع كلغ 30درهما في القليلة الماضية. اللحوم في استقرار والدجاج في تصاعد بالنظر إلى أسعار الأسماك والخضر التي تظل المواد الغدائية الأكثر عرضة للغلاء، فإن أسعار اللحوم الحمراء بقية وفية لأثمنها، مسجلة حالة إستقرار في أثمان البيع بالتقسيط(بين65-75 درهم للكيلوغرام الواحد) حسب تجار ومهنيي القطاع الراجع لوفرتها بالسوق الوطنية. هذا وسجلت أسعار الدواجن،ارتفاعا متصاعد تدريجيا، إذ راوح سعر كيلوغرام الدجاج الحي ”الرومي” إلى ما يناهز 15 درهما، والدجاج ”البلدي” 50 درهما للكلغ بالتقسيط، الأمر نفسه بالنسبة للدجاج الهجين ”الكروازي” وصل سعره 42 درهم للكيلوغرام ويتوقع مهنيو القطاع استمرار هذه الزيادة في أسعار اللحوم البيضاء الراجع إلى الإقبال المتزايد للأسر على اقتناء الدواجن خلال شهر رمضان المرتبط بالعادات والتقاليد المتوارثة عن الأجداد.