بلغت أسعار الخضر، قبل وبعد أيام عيد الفطر، مستويات قياسية فاقت كل التوقعات، لدرجة أصبح الجزر (خيزو) أغلى من الموز (البنان)، إذ قفز الأول إلى 12 درهما للكيلوغرام، مقابل 10 دراهم للثاني. توقعات بتتراجع الأسعار بداية من الأسبوع المقبل (خاص) وتوقع تجار من سوق الجملة للخضر والفواكه بالدارالبيضاء، في تصريحات ل "المغربية"، أن تتراجع الأسعار بداية من الأسبوع المقبل، مؤكدين أن السوق تستقبل أكبر كمية من المحاصيل يوم السبت. وعزا حسن فريد الإدريسي، رئيس الجمعية المغربية للتجارة والخدمات بسوق الجملة للخضر والفواكه بالعاصمة الاقتصادية، أسباب الارتفاع إلى مناسبة عيد الفطر، الذي يشهد توقف حركة جني المحاصيل بمختلف الاستغلاليات الفلاحية، مضيفا أن هناك مؤثرات أخرى، تتعلق، أساسا، بتضاعف نسب التبضع من قبل الأسر المغربية، التي تقتني أكثر مما اعتادت عليه في مثل هذه المناسبات، فضلا عن احتكار المضاربين لبعض أنواع الخضر والفواكه، التي يكون عليها الإقبال كبيرا في هذه الفترة. وأفاد المصدر ذاته أن سعر الجزر، الذي عرف تطورا غير مسبوق، سيتراجع خلال شهر أكتوبر المقبل، بفضل اقتراب موعد جني محاصيل هذا المنتوج من ضيعات اشتوكة، وبني ملال، مبرزا أن الفاصوليا الخضراء(اللوبية) تشهد، هي الأخرى، تطورا في أسعارها، التي تتراوح حاليا في سوق الجملة بين7 و8 دراهم. وبخصوص غلاء الطماطم، قال المصدر إن "استمرار ارتفاع أسعار الطماطم أمر وارد لفترة غير محددة"، موضحا أن سعر الصندوق يفوق 200 درهم بالجملة، أي أن سعر الكيلوغرام الواحد يتراوح بين 7 و8 دراهم، ويتضاعف هذا الثمن على مستوى رفوف باعة التقسيط، إذ يرتفع إلى حدود 15 درهما في بعض المناطق. وتشهد أسعار الطماطم المزيد من الارتفاع، بالنظر إلى عدم موازاة العرض للطلب، ذلك أن الطلب يفوق بكثير العرض، الذي تضرر نتيجة الحرارة، وحشرة "توتا أبسولوتا"، التي أتلفت المحصول في عدد من المناطق. وقال مصدر من الجمعية المغربية للمنتجين والمنتجين المصدرين للفواكه والخضر، (أبفيل)، إن "الحرارة، التي شهدتها بلادنا هذه السنة، أدت إلى تلف المنتوج في أغلب المناطق، بالإضافة إلى الدودة، التي أتلفت عددا من محاصيل الطماطم، خاصة تلك التي توجد خارج البيوت المغطاة. وهذه الدودة شديدة الضرر، وتعرف باسم توتا أبسولوتا، أو حفارة الطماطم، وهددت مصدر رزق آلاف المنتجين". وقال المصدر إن الكميات المتوفرة حاليا، هي من محاصيل مناطق الجديدة، وبركان، أما منطقة أكادير فلن يبدأ فيها الإنتاج إلا في بداية أكتوبر، موسم بداية التصدير نحو الاتحاد الأوروبي. يشار إلى أن البطاطس تحتفظ بأسعارها المناسبة، التي لا تتجاوز درهمين ونصف للكلغ الواحد كحد أقصى بالأسواق الشعبية، وأكثر بذلك بقليل في باقي الأسواق، حسب المناطق. والأمر ذاته ينطبق على البصل، الذي تستقر أسعاره بالجملة بين درهمين و80 سنتيما، حسب الجودة. وسجل الرقم الاستدلالي لتكلفة المعيشة، خلال غشت الماضي، ارتفاعا ب 1.5 في المائة، بالمقارنة مع الشهر السابق. ونتج هذا الارتفاع عن تزايد الرقم الاستدلالي للمواد الغذائية ب 3.1 في المائة، وارتفاع طفيف للرقم الاستدلالي للمواد غير الغذائية ب 0.1 في المائة. وبالنسبة للمواد الغذائية، همت الارتفاعات المسجلة بين يوليوز وغشت، على الخصوص، الخضر الطرية، ب 18.3 في المائة، والفواكه الطازجة، ب 9.0 في المائة، والسمك الطري، ب 3.7 في المائة، واللحوم، ب 3.1 في المائة، والفواكه اليابسة، ب 2.3 في المائة، والحليب ومشتقاته، والبيض، ب 1.4 في المائة. وعلى العكس من ذلك، انخفضت أثمان القطاني ب 0.6 في المائة، والحبوب ومشتقاتها ب 0.1 في المائة.