استقبل الفلسطينيون والملايين من العرب الإعلان عن نبإ موت آرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بالرقص وتوزيع الحلوى على سائقي السيارات وأصحاب المحال التجارية والمواطنين في الشوارع وأطلقوا رصاص الفرح وأحرقوا الكثير من صوره في الشوارع ووضعوا الأزهار على ضريح شهداء صبرا وشاتيلا. وارتبط اسم شارون بمذابح مخيمات صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان وأصدرت مؤسسة هيومان رايت ووتش الدولية بيانا أعربت فيه عن أسفها لرحيل شارون دون محاكمته ومواجهة العدالة على مجزرة صبرا وشاتيلا. ولم يخف قياديون فلسطينيون ارتياحهم لوفاة أرييل شارون، وأعرب البعض منهم عن الأسف لعدم التمكن من محاكمته قبل موته، في حين تساءل البعض الآخر عن إمكانية القيام بذلك حتى بعد موته. وفي هذا الإطار قال نائب أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب إن ارييل شارون "كان مجرما بحق الشعب الفلسطيني وقاتلا، والمسؤول عن قتل الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات". وشكلت زيارة شارون التاريخية للمسجد الاقصى في العام 2000، الشرارة التي ادت الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي وصفت ب"الانتفاضة المسلحة". وتابع الرجوب "كنا نتمنى ان تتم محاكمته امام محكمة دولية بسبب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وقياداته". وقاد شارون الجيش الاسرائيلي في اجتياح مدن الضفة الغربية، عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، التي اطلق عليها الجيش الاسرائيلي اسم عملية "السور الواقي". وتابع الرجوب "إن شارون اسس لشبكة الارهاب الرسمي ضد شعبنا وهو بطل جرائم الارهاب الرسمي الاسرائيلي في مخيمي صبرا وشاتيلا في لبنان عام 1982". واضاف "ان شارون مسؤول عن قتل عرفات وابو علي مصطفى الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والشيخ احمد ياسين زعيم حركة حماس ومحاولة قتل خالد مشعل رئيس حركة حماس والعديد من القادة الفلسطينيين والعرب". وقاد شارون حملة عسكرية شهيرة اجتاح فيها الجيش الاسرائيلي مخيم جنين في الضفة الغربية، وحضر شخصيا في مروحية عسكرية للاشراف الميداني على العملية، في ابريل سنة 2003. وقتل خلال العملية عشرات الفلسطينيين، وهدمت احياء كبيرة من المخيم، ولا تزال آثار الهدم ظاهرة فيه حتى اليوم. وقال جمال حويل، احد المقاتلين الفلسطينيين الذين شاركوا في التصدي لعملية الاجتياح الاسرائيلي للمخيم في تلك الفترة "شارون هدم المخيم وقتل ابناءنا ونساءنا واطفالنا، ونحن سعيدون جدا ان يكون مات قهرا عندما هزم في معركة المخيم لانه لم يستطع القضاء على المقاومة". واضاف "تاريخه اسود بالجرائم وتاريخه مكتوب بدماء الفلسطينيين الذين قتلهم، وستبقى دماؤنا لعنة تلاحقه في قبره، ونحن مصرون على ملاحقة كل من شاركه في مجزرة مخيم جنين". وقال حويل، الذي بات عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني "شارون قتل السلام وقتل حل الدولتين بقتله لرمز الشعب الفلسطيني ياسر عرفات، الذي كان يريد سلام الشجعان". وارتبط اسم شارون في الذاكرة الفلسطينية، بمجزرة مخيم صبرا وشاتيلا في لبنان في العام 1982، والتي قتل فيها مئات الفلسطينيين.