دعت رئيسة وفد لجنة «كي لا ننسى مجزرة صبرا وشاتيلا» الأهلية الإيطالية، إلى ضرورة محاسبة مرتكبي هذه المجزرة أمام المحاكم الجنائية الدولية بعد مرور 31 عاماً وسكوت المجتمع الدولي عن المجرمين، واصفة المجزرة بأنها «من أبشع المجازر التي شهدتها الإنسانية». وخلال مؤتمر صحفي عقدته، في مقر نقابة الصحافة في العاصمة اللبنانية بيروت، أول أمس، قالت رئيسة الوفد ستيفانيا ليميتي: «نحن هنا اليوم لنحيي ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي ذهب ضحيتها الكثير من المدنيين، في ظل الوجود الاسرائيلي الذي لا يزال يحتل فلسطين وبعض أجزاء من الدول العربية، خدمة للمصالح الإمبريالية والأميركية في منطقة الشرق الأوسط». وكانت عناصر حزبية مسيحية لبنانية موالية للكيان الصهيوني اقتحمت مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطنيين في 16 شتنبر 1982 في لبنان، وشرعوا على مدى 3 أيام متتالية، بمعاونة من الجيش الصهيوني الذي كان يحتل قسما كبيرا من لبنان، بقتل عدد كبير من سكان المخيم، بينهم أطفال ونساء مستخدمين أسلحة بيضاء، مما أدى إلى مقتل حوالي 3 آلاف شخص من أصل 20 ألفاً كانوا موجودين في المخيم. ويتكون الوفد الإيطالي من مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الشيوعي الإيطالي «موريزيو موسوليني»، و19 شخصاً من الناشطين في إيطاليا للدفاع عن القضية الفلسطينية. وكان الكيان شكل في العام 1982 لجنة تحقيق قضائية للتحري في ظروف المجزرة والمسؤولين عنها. واستنتجت في تقريرها النهائي بعد عام بأن المسؤول المباشر عن قيادة هذه المذابح هو «إيلي حبيقة» مسؤول ميليشيا «الكتائب» بلبنان آنذاك. وأكدت اللجنة أن الإرهابي أرييل شارون وعددا من الضباط الكبار بالجيش الصهيوني كانوا مسؤولين مسؤولية غير مباشرة عن هذه المذابح. وبعد إعلان نتائج التحقيق أرغم «شارون» على الاستقالة من منصبه. ولم تصل كل الدعاوى القضائية التي رفعت ضد شارون في لبنان وبلجيكا الى خواتيمها لمحاسبته على هذه الجريمة وظل يتبوأ مناصب رفيعة مستمرا في سياسة قتل الفلسطينيين في غزة إلى أن أصيب بجلطة دماغية في العام 2005 ودخل في حالة غيبوبة موت دماغي مستمرة إلى يومنا هذا. ويعتبر كثيرون أنّ حالته المرضية «عقاب على الأرض في انتظار العقاب الالهي» ثأرا لضحايا «صبرا وشاتيلا».