تحل علينا اليوم الذكرى التاسعة والعشرون على مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها 5000 لاجئ فلسطيني سنة 1982 بجنوب لبنان، والتي نفذها حزب الكتائب اللبناني في حينها، إلى جانب الجيش الإسرائيلي. ووقعت المذبحة بحق أطفال ونساء ورجال وشيوخ عزَّل من السلاح، كان أغلبهم من الفلسطينيين مع عدد من اللبنانيين والمصريين. في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي كان تحت قيادة أرييل شارون ورافائيل أيتان، أما قيادة القوات المحتلة فكانت تحت إمرة المدعو إيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المنفذ. وقامت قوات "حزب الكتائب" بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم، ودونما رحمة، وبعيدا عن الإعلام، وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل، وتلخصت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة. قام الجيش الإسرائيلي و"جيش لبنان الجنوبي" بمحاصرة مخيمين صبرا وشاتيلا وتم إنزال 350 مسلح، كلهم من المتطرفون المنتمون لحزب القوات اللبنانية، بذريعة البحث عن 1500 مقاتل فلسطيني، بينما كان المقاتلين الفلسطينيين خارج المخيم في جبهات القتال، ولم يكن في المخيم سوى عزّل من الأطفال والنساء والشيوخ، حيث قام مسلحي القوات اللبنانية بقتلهم بدم بارد دخلت بعدها القوات الإسرائيلية وقامت بجرف المخيم وهدم المنازل. وقال الصحفي البريطاني روبرت فيسك الشهير بمساندته للفلسطينيين والعرب أن أحد ضباط الميليشيا المارونية قال له أن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني بينما شهد الصحفي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك، في كتاب نشر عن المذبحة، أن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 5000 قتيل في المذبحة على الأقل.