تسعى إسرائيل بمساعدة دولية لاحتواء أكبر حريق غابات في تاريخها، والذي أودى بحياة 41 شخصا، حيث تفتقر تل أبيب إلى الوسائل اللازمة للتحكم فيه بمفردها، وفقا لما أقر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي اجتماع عاجل للحكومة الإسرائيلية عقد بمقر وزارة الدفاع بتل أبيب، قال نتنياهو "وسائلنا لمكافحة الحرائق لا يمكنها أن تمثل حلا لحريق غابات بهذا الحجم، وخاصة في ظل الرياح الحالية". ومنذ ساعات الصباح الباكر وصلت إلى إسرائيل ثمان طائرات وثلاث مروحيات وثلاث سيارات إطفاء و150 رجل إطفاء أجنبي من دول اليونان وقبرص وبريطانيا وتركيا، حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي. وللمرة الأولى منذ وصوله إلى الحكم في مارس/آذار 2009، أجرى نتنياهو اتصالا هاتفيا بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، عرض خلاله الأخير طائرتين لمكافحة الحريق بناء على مبادرة منه، دون أن تتقدم إسرائيل بطلب. وفي بيان صادر عن مكتبه، أوضح نتنياهو أنه قال لأردوغان "نثمن غاليا هذه الخطوة، وأنا متأكد من أنها ستكون بداية نحو تحسين العلاقات بين بلدينا". كما قامت السلطة الوطنية الفلسطينية بإرسال عدة شاحنات إطفاء إلى المنطقة، بينما من المنتظر أن تصل على مدار اليوم مساعدات من دول مثل مصر والأردن وفرنسا وكرواتيا وروسيا ورومانيا. فيما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمساعدة إسرائيل عقب حريق الغابات الذي اندلع بالقرب من مدينة حيفا، حيث أكد أن هذه المساعدات يقدمها "صديق". وقال أوباما "أقدم التعازي لأسر وأقارب الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم في حريق الغابات الفظيع بشمال إسرائيل". بينما أقلعت المساعدات الإسبانية، المؤلفة من أربع طائرات صهريج تابعة للقوات الجوية، في تمام الساعة (12:00 ت ج) من قاعدة توريخون دي أردوز بالعاصمة مدريد، وفقا لما أعلنته وزيرة الدفاع كارمي تشاكون. ومن المقرر أن تصل هذه الطائرات إلى إسرائيل غدا السبت، حيث أنها ستقطع مسافة 19 ساعة، تتخللها ثلاث توقفات تقنية، وفقا لما أعلنته السفارة الإسبانية في تل أبيب في بيان صادر عنها. واتفقت وسائل الإعلام المحلية أن أولى طائرات مكافحة الحرائق التي وصلت إلى المنطقة صباح اليوم أدت إلى رفع كفاءة مكافحته، إلا أن الوضع ما زال خارج السيطرة، نظرا للرياح القوية، واستحالة عمل الفرق الإسرائيلية في المساء. وأخلى أكثر من 15 ألف إسرائيلي منازلهم بسبب الحريق الذي اندلع منتصف يوم الخميس في غابة (كارميل) نتيجة حرق المخلفات في مكب قمامة غير قانوني في المنطقة مما أسفر عن مقتل 41 من حراس السجون في نفس المساء. وكان الحراس يستقلون حافلة ومتوجهين صوب سجن (دامون) لنقل السجناء إلا أن النيران حاصرت الحافلة ليلقوا مصرعهم. وقد تم إخلاء (كيبوتز) وفندق وجامعة حيفا وضيعة درزية وسجن (دامون) بالفعل، بينما اختفت مظاهر الحياة تماما من كيبوتز (بيت أورين) خاصة مع اقتراب الحرائق من مدينة حيفا ثالث كبرى المدن في إسرائيل.