تلقى رئيس الدولة العبرية، شمعون بيريس، امس الاثنين، صفعة مجلجلة للغاية من قبل الملك المغربي محمد السادس، حيث وجّه العاهل المغربي رسالة رسمية الى الرئيس الاسرائيلي ابلغه فيها انّه من المفضل ان يلغي زيارته الى المغرب للمشاركة في مؤتمر اقتصادي سيعقد في مدينة مراكش الاسبوع القادم، لانّه لن يستقبله بسبب الجمود في ما يُسمى بالعملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكانت صحيفة 'معاريف' الاسرائيلية، قد كشفت الاحد، في عنوانها الرئيسي النقاب عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس قريبا الى المغرب. واشار المراسل السياسي للصحيفة بن كاسبيت الى انه من المتوقع ان تتم الزيارة بعد عشرة ايام، لافتا الى ان الاستعدادات اللوجستية للزيارة تجري حاليا في كل من اسرائيل والمغرب. واوضح انّ زيارة بيريس تأتي بناء على دعوة من الملك المغربي محمد السادس، حيث يفترض ان يلتقيا في العاصمة الرباط. ويتوقع ان يجري بيريس اجتماعات مع مسؤولين مغربيين اخرين. تجدر الاشارة الى ان المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع اسرائيل في اعقاب انتفاضة الاقصى عام 2000. ولكن هناك علاقات ظلت قائمة بين الدولتين، وقد تعدت السماح بوصول الاسرائيليين الى المغرب. وكانت زعيمة المعارضة البرلمانية في الدولة العبرية ورئيسة حزب (كاديما) تسيبي ليفني، ابرز المسؤولين الاسرائيليين الذين زاروا المغرب في السنوات الاخيرة. يذكر ان العلاقات بين الدولتين تعود لعشرات السنين، حيث كانت الرباط ملتقى لمسؤولين اسرائيليين ومصريين مهدوا لزيارة الرئيس انور السادات الى اسرائيل سنة 1977، وفي مقدمتهم وزير الخارجية الاسرائيلي انذاك موشيه ديان، ومستشار الرئيس المصري حسن التهامي. وبعد توقيع اتفاقيات اوسلو في البيت الابيض سنة 1993، بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل، عاد اسحاق رابين وشمعون بيريس الى اسرائيل عن طريق الرباط، حيث التقى بهما الملك الراحل الحسن الثاني. وبعد اقامة السلام مع الاردن، بدأت هناك علاقات دبلوماسية علنية على مستوى مكتب تمثيلي. ولكن مع اندلاع الانتفاضة الثانية، اغلق المكتب وعادت العلاقات لتكون باردة. وبحسب 'معاريف' فان العلاقات مع المغرب شملت تبادل رسائل وعمليات تنسيق من خلف الكواليس. وسيحاول بيريس، على ما يبدو ممارسة نفوذه على الملك المغربي من اجل تلطيف قرار الجامعة العربية بشأن استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، كما قالت المصادر السياسية في تل ابيب، وحث الملك على العمل من اجل تغيير قرار الجامعة العربية في ما يتعلق بتجديد المفاوضات المباشرة بين الطرفين. ولكن على الرغم من التحضيرات للزيارة، التي وصفت بالتاريخية من قبل الاسرائيليين، تلقى الرئيس الاسرائيلي في ساعة متأخرة من ليلة الاحد، كما افادت 'معاريف'، رسالة من الملك المغربي محمد السادس، جاء فيها انّ الملك لن يتمكن من الاجتماع الى بيريس بسبب الجمود الذي يُميّز العملية السلمية بين السلطة الفلسطينية في رام اللهالمحتلة واسرائيل، بالاضافة الى ذلك، اعرب الملك المغربي عن استيائه من قرار الحكومة الاسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بعدم تمديد تجميد الانشطة الاستيطانية الجزئية في الضفة الغربيةالمحتلة، وهو الامر الذي ادّى، بحسب العاهل المغربي الى توقف المفاوضات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. واشارت المصادر المقربة من الرئيس الاسرائيلي الى انّه بعد تلقي الرسالة تمّ عقد اجتماع بين عدد من المسؤولين السياسيين في تل ابيب، تقرر في نهايته الغاء الزيارة، او كما قالت المصادر تأجيلها الى موعد لاحق، وذكّرت المصادر بانّه كان من المقرر ان يُشارك الرئيس الاسرائيلي في مؤتمر اقتصادي سيُعقد بعد عشرة ايام في مراكش بالمغرب، وكان من المقرر ان يلتقي الملك المغربي، ولكن، اضافت المصادر، ان التخطيط للزيارة توقف بعد الرسالة التي وصلت من الملك، والتي جاء فيها ايضا ان الملك المغربي يكن الاحترام والتقدير الكبيرين لشخص الرئيس بيريس، ولكنّه يعتذر عن الالتقاء به في هذه الفترة الحساسة، كما جاء في الرسالة، وانّه سيكون سعيدا جدا للاجتماع معه في وقت لاحق، لم يُحدد من قبل الملك المغربي، كما قالت المصادر السياسية في تل ابيب للصحيفة العبرية. في سياق ذي صلة، نفى ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التقارير الاعلامية التي تحدثت عن لقاء قريب يجمعه برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في اليونان. وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي قد ذكرت ان رئيس الوزراء اليوناني يسعى لترتيب لقاء بين نتنياهو واردوغان، على هامش مؤتمر سيعقد في اثينا نهاية الاسبوع المقبل. وقد استندت الاذاعة الاسرائيلية الى تقرير لصحيفة يونانية جاء فيه ان نتنياهو واردوغان سيشاركان نهاية الاسبوع المقبل في مؤتمر تحت عنوان المبادرة الشرق اوسطية للتغيير المناخي، وان رئيس الوزراء اليوناني يسعى لترتيب لقاء يجمع نتنياهو واردوغان لتخفيف حدة التوتر بين البلدين. والى جانب نفي مكتب نتنياهو، اعلنت تركيا الاسبوع الحالي عدم مشاركتها في مؤتمر للسياحة تعقده منظمة التعاون (OCED) في القدسالمحتلة. بدوره اتهم اردوغان اسرائيل بانها دولة ارهاب، وطالبها بالاعتذار وتقديم تعويضات للاتراك الذين لقوا مصرعهم في الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات انسانية لقطاع غزة المحاصر.