حول اوباما فلسطيني وتنياهو يرفض وصف أحد مساعديه لصحيفة إسرائيلية بأن أوباما "أكبر كارثة لإسرائيل" بدأت أصوات قوية تظهر في وسائل الإعلام الإسرائيلية تعلن تذمرها من سياسة نتينياهو بشكل خاص ومن اليمين الإسرائيلي المتطرف بشكل عام ، حيث ترى هذه الأصوات أن هذه السياسات تجر إسرائيل نحو الهاوية والى صدام مع الشعب الفلسطيني ودول المنطقة . ووصلت ذروة التذمر إلى درجة أن احد الكتاب الإسرائيليين نشر في صحيفة معاريف الإسرائيلية مقالاً ذو مغذى يقول فيه " هل ننتظر يوماً يصبح فيه احمد الطيبي رئيساً لإسرائيل يحقق العدالة والمساواة في المجتمع الإسرائيلي للإسرائيليين والعرب " . هذه الأصوات بدأت ترتفع وتعلو في وسائل الإعلام الإسرائيلية ووجدت في احمد الطيبي المتنفس والذي يمكن أن يحظى بإجماع بأنه سيخلص المجتمع الإسرائيلي من خطر المتطرفين اليمينيين ، وهذه الأصوات تتطلع إلى السلام والتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين ويعتقدون أن الطيبي المدافع القوي عن حقوق المواطنين العرب في إسرائيل لن يكون ظالماً . ورغم أن هذه الأصوات تبدو حالمة ولكن كثير من الأحلام تتحقق كما تحقق حلم السود في جنوب إفريقيا بالقضاء على النظام العنصري ، وكما تحقق حلم السود في أمريكا بانتخاب اوباما ، ولأول مرة في تاريخ أمريكا، وكان انتخاب رجل اسود رئيسا لأمريكا قبل سنوات يبدو كأحلام بعض الكتاب الإسرائيليين الذين يتوقعون للطيبي رئاسة إسرائيل . هذه القصة تذكرني برسم كاركتيري في صحيفة أمريكية في منتصف السبعينات عندما تعرض السود في جنوب أفريقيا لاضطهاد شديد واندلعت مظاهرات عقب اعتقال مانديلا وكانت شرطة النظام العنصري تقتل يوميا ما بين 80 إلى 100 شخص من السود في المظاهرات فتوجه كيسنجر إلى جنوب إفريقيا لبحث إيجاد حل وتخفيف ممارسات النظام العنصري ضد السود واجتمع مع " أيان سميث " فنشر رسام أمريكي قصة متخيلة عن اللقاء وكان كالتالي : كيسنجر يجلس على كرسي مقابل أيان سميث وخلف سميث يجلس رجل اسود يمسك بيده مروحة ورقية على طريقة الأباطرة القدماء ويظهر في الرسم كيسنجر يتحدث عن المساواة بين سميث والرجل الأسود الذي يقف خلفه . سميث لم يفهم معنى كلام كيسنجر إلا بشكل أخر فاظهر الرسم أن سميث يتخيل الرجل الأسود يجلس على الكرسي مكانه وهو يقف خلفه يحمل المروحة . أي لا حلول وسط ، يجب أن يكون هنالك سيد وعبد في نظر سميث . أما الرجل الأسود الواقف خلف سميث وحسب الرسام الأمريكي تخيل الحوار بأنه يحمل قطعة لحم ويأكلها ، أي أن المساواة بالنسبة للرجل الأسود كانت لقمة العيش . في عام 1975 كان هذا الرسم خيالاً لرسام أمريكي وبعد 15 عام كان مانديلا الأسود رئيساً لجنوب إفريقيا ولكنه لم يحول البيض إلى عبيد ولم يضطهدهم ، بل كانت مساواة حقيقية وتعايش بين البيض والسود بإطار المواطنة الواحدة ولم نسمع أي تذمر من رجل ابيض من نظام مانديلا ومن تلاه ، فالمساواة تحققت للجميع . يقول احمد الطيبي نائب رئيس الكنيست لدنيا الوطن: " للأسف نجد أن الإسرائيلي يسمح للطبيب العربي أن يفتح بطنه في المستشفى ولا يعترض كون الطبيب عربي لان هنالك أطباء عرب ماهرون في مهنتهم ولا يتوجس خيفة من الطبيب العربي عندما يجري له عملية جراحية ، ولكن عندما يسافر هذا الطبيب العربي من مطار بن غوريون يجبره الإسرائيلي على خلع سرواله ، لا يخشى منه في غرفة العمليات ويخشى منه في مطار بن غوريون ، هذه مشكلتنا مع عقلية إسرائيلية تحتاج إلى تغيير " . رغم سطوة اليمين الإسرائيلي المتطرف فإنني أتوقع أن التغيير قادم على المجتمع الإسرائيلي وما رفضه أيان سميث عام 1975 قبل به بعد سنوات وما ترفضه إسرائيل الآن ستقبل به بعد سنوات ، وأحلام بعض الكتاب الإسرائيليين الذين يرون في الطيبي رئيساً قادماً لإسرائيل هي أحلام قابلة أن تتحقق بعد سنوات ليست بعيدة لان اليمين المتطرف في إسرائيل أرهق الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة من دوامة العنف التي لا نهاية لها إلا بلجم اليمين الإسرائيلي وتحقيق السلام والتعايش بين الشعب الإسرائيلي " يهود وعرب " والشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة . د.سمير محمود قديح باحث في الشئون الإستراتيجية وفي نفس السياق،فقد استنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بشدة الأحد، استخدام صحيفة وصفا للرئيس الأمريكي باراك أوباما بأنه "أكبر كارثة" بالنسبة لإسرائيل، في عبارة نسبتها "يديعوت أحرونوت،" لمصدر مقرب من نتنياهو. وأعرب نتنياهو عن "تحفظه واستنكاره لما نسب إلى مقربين منه من أقوال هاجموا فيها الرئيس الأمريكي،" وفقا لما نقله موقع الإذاعة الإسرائيلية على الإنترنت. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إن "الخلافات في وجهات النظر بين إسرائيل والولايات المتحدة تعتبر خلافات بين شريكين تربطهما علاقات صداقة تقليدية منذ عقود." وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلت في عددها الأحد عن مقربين من نتنياهو لم تسمهم، قولهم "لدينا مشكلة حقيقية.. يمكن أن نقول إن أوباما هو أكبر كارثة بالنسبة لإسرائيل.. كارثة إستراتيجية." وفي لقاء عقد بينهما ، فشل أوباما ونتنياهو في التوصل لتفاهم حول القضايا الخلافية بينهما، وخصوصاً الاستيطان في القدسالشرقية، فيما قفل الأخير عائداً إلى تل أبيب، حتى دون التقاط صورة مشتركة لهما. وقالت مصادر أميركية إن اللقاء بين أوباما ونتنياهو في النصف الثاني من شهر مارس الماضي،انتهى بالهدوء والصمت، وهذه إشارة على أن أوباما لم يقتنع من محاولة نتنياهو إقناعه فيما يخص عملية البناء في القدسالشرقية، ما يؤشر على أن التوتر بينهما قد وصل إلى طريق مسدود، بعد رفض نتنياهو تقديم أي تنازل للبدء في مفاوضات غير مباشرة مع الجانب الفلسطيني. ولم يسمح البيت الأبيض للصحافة بالدخول إلى قاعة الاجتماع حتى من أجل أخذ صورة مشتركة لأوباما ونتنياهو. وفي وقت لاحق اجتمع نتنياهو مع مستشاريه ووزير الدفاع، أيهود باراك، في السفارة الإسرائيلية في واشنطن لعدة ساعات بهدف التوصل إلى معادلة ترضي أوباما، وإصدار بيانا مشترك حول الزيارة، وتمكن الفلسطينيين من العودة إلى المفاوضات غير المباشرة، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا." من ناحيتها، نقلت الإذاعة الإسرائيلية خبراً مفاده أن نتنياهو غادر واشنطن دون التوصل إلى تفاهم وصياغة بيان مشترك يمهد الطريق لإطلاق المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وكانت إسرائيل قد أعلنت نهاية شهر مارس الماضي ،خططاً جديدة للمزيد من عمليات البناء لوحدات سكنية في حي الشيخ جراح، الذي طرد منه الفلسطينيون العام الماضي، بالإضافة إلى قرارها السابق ببناء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقية.