صنف أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، المجموعات السياسية التي تتصدى للخطابة ضمن هواة الكلام في الدين، وقرن بين هذه المجموعات وبين الخوارج حيث يجمع بينهما التنطع في الدين مستدلا بقول الامام علي كرم الله وجهه "كلمة حق أريد بها باطل" في مواجهة الشعار الذي رفعته هذه المجموعة "لاحكم إلا لله"، وشدد التوفيق، الذي كان يتحدث في الدرس الافتتاحي من سلسلة الدروس الرمضانية في موضوع "الكلام في الدين أسسه وتجلياته"، على ضرورة توفر مجموعة من الخصائص فيمن يتصدى للكلام في الدين. ولم يخف التوفيق تبرمه من احتكار الدين وتوظيفه في الدعاية السياسية مما يسيء للدين والسياسة مجتمعين،وقال التوفيق في معرض حديثه عن النتائج السلبية للامبالاة " ومن النتائج السلبية للامبالاة على المجتمعات الديمقراطية, أن الدين عاد يعبئ للمشاركة السياسية حساسيات دون غيرها قد يكون بعضها متطرفا بينما يمكن للمجتمعات الإسلامية أن تنفلت مجموعة من هذا الاختلال إذا اعتبر الجميع أن التعبئة من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ثم إن من سمات مجتمع التوحيد أنه مجتمع الشكر". واعتبر التوفيق أن دور إمارة المؤمنين في مجال محاربة هذه النتائج ضروري "لأنها تعمل على سد ذرائع الكلام في الدين بحيث تيسّر للناس تعلم الضروري في الدين, فلا يبقى لأحد مجال للشكوى بالنقص, وتهيئ الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي بها تستقيم حياة الناس, وتوفر التأطير المادي والبشري والتنظيمي الذي تستقيم به أعمال العبادة بمختلف أنواعها". وقال أحمد التوفيق "إن الكلام في الدين على صنفين, يدخل أولهما في واجب التبليغ والتعليم , ويتعلل ثانيهما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وقد رأينا كيف يتم في مملكتكم التدبير الشرعي للصنفين معا،وذلك حفاظا للدين على قدسيته وعلى طابعه الجمعي المجموع المؤسس للأمة, وبهذا تبني إمامة أمير المؤمنين صرحا نموذجيا لا يدع المجال لأي التباس, وأن الظروف ملائمة في المملكة لإدخال الخطاب الديني في مرحلة غير مسبوقة من الإسهام في بناء نمط حياة جديد فهذه طلبة مستقبل العالم أو بالأحرى ضرورته التي لا بد من التحضير لها". ودعا التوفيق إلى " القيام بالحسبة العلمية على المتكلمين في الدين حماية لضمير الناس وسكينتهم, وتأهيل الخطباء والوعاظ وتكوينهم المستمر, إضافة إلى صيانة حرمة منابر الكلام في الدين وتشخيص العالم لنموذج حامل نور العلم, وذلك في أفق حض الناس على إسلام أنفسهم لله باعتباره الغاية التي يجب أن تفضي إليها كل أنواع الكلام في الدين". ومن أجل مواجهة الكلام في الدين لغير أهله قال التوفيق "إن سدّ هذه الذرائع يدخل في شروط البيعة الأساسية ومنها حفظ أولويات الدين المتمثلة في ضمان أمن النفوس وثمرات الكسب الحلال من الأموال وحفظ الأعراض, وبناء مشروع لإقامة العدل بين الناس, وإحياء مشيخة العلماء وتمكينها من وسائل الاشتغال".