رفضت وزارة الداخلية السماح لجماعة العدل والإحسان المشاركة في برنامج وزارة التربية الوطنية الخاص بتوزيع الكتب المدرسية المجانية لهذه السنة خشية تبني هذه المبادرة الحكومية من طرف الجماعة،واستغلالها من أجل الاستقطاب وسط الأسر الفقيرة . فلقد رفضت مصالح وزارة الداخلية الترخيص لعشرات الجمعيات التي أمر اخشيشن بتأسيسها على مستوى جميع المؤسسات التعليمية الابتدائية، والتي أطلق عليها اسم " جمعيات دعم مدرسة النجاح والتي أوكل إليها توزيع الكتب المدرسية لهذه السنة، بعدما تبين من خلال تحريات دقيقة قامت بها مصالح وزارة الداخلية حول انتماءات أعضاء هذه الجمعيات أن مجموعة منها تضم في عضويتها أشخاص ينتمون الى جماعة العدل والإحسان باعتبار ان قطاع التعليم يضم الآلاف من أتباع جماعة عبد السلام ياسين . و الجدير بالذكر أنه في الوقت الذي تحاول فيه وزارة الداخلية ضبط انتماءات أعضاء جمعيات دعم مدرسة النجاح ،فإن أغلب الجمعيات المدرسية الأخرى وعلى رأسها جمعية آباء وأولياء التلاميذ تفلت من هذا النوع من الرقابة مما يجعلها مجالا خصبا لبعض الانتماءات والجماعات الاسلامية المحظورة وعلى رأسها جماعة العدل والإحسان،إلى ذلك يتبين غياب تنسيق حكومي فيما يخص توزيع الكتب المدرسية لهذه السنة خصوصا بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الداخلية وفي هذا الإطار تؤكد بعض المصادر أن وزارة اخشيشن كان يجب عليها أن تأخذ بعين الاعتبار الهاجس الأمني الذي يعتبر من الثوابت الرئيسية لوزارة الداخلية قبل أن تعلن عن برنامج تأسيس جمعيات دعم مدرسة النجاح.يذكر أن جمعيات دعم مدرسة النجاح التي تضم في عضويتها المدير ومجموعة من المعلمين أوكلت إليها وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي تنفيذ برنامج توزيع الكتب المدرسية في إطار شراكات مع الاكاديميات التي تحول لها الميزانية اللازمة لتنفيذ هذا المشروع، والتي تتعاقد بدورها مع المكتبات التي تزودها بالكتب المدرسية لتنفيذ هذا البرنامج ،حيث تم التخلي عن التعاقد مع الأسواق الكبرى،وذلك لتجاوز الارتباك الذي حصل خلال السنة الماضية في التوزيع الكتب المدرسية، وإن كان على ما يبدو سيطرح نفس المشكل خلال هذه السنة أيضا باعتبار أن العديد من المؤسسات التعليمية ما تزال لم تهيئ هذه الجمعيات كما يطرح إشكال حول معايير انتقاء المكتبات التي سيتم التعاقد معها من أجل اقتناء هذه الكتب المدرسية، ولماذا سيتم التعاقد مع هذه المكتبة دون أخرى،وهذا الوضع قد يخلق تذمرا وسط أصحاب بعض المكتبات .