أعلنت وزارة التربية الوطنية أن ميزانية الدعم الاجتماعي للمتمدرسين في الدخول المدرسي الحالي ستتجاوز مليار درهم من أجل تقليص نسبة الهدر المدرسي في صفوف التلاميذ بعد أن تجاوزت نسبة الهدر، خلال السنتين الماضيتين 300 ألف تلميذ، ومن المنتظر أن ينخفض هذا المعدل خلال هذه السنة بنسبة 50 في المائة. وسيتابع التلاميذ دراستهم في الفصول الدراسية في التعليم الابتدائي باللباس الموحد الذي استثمرت فيه الوزارة مبلغ 100 مليون درهم، ضمن ما يسمى بجيل مدرسة النجاح الذي سيسجل، حسب وزارة التربية الوطنية، دخول 700 ألف تلميذ هذا العام سيتم تتبع مشوارهم الدراسي إلى أن يتموا دراستهم. وتعقد اليوم لطيفة العابدة، كاتبة الدولة لدى وزير التربية الوطنية المكلفة بالتعليم المدرسي، اجتماعا مع اللجنة الموسعة للحوار التي تضم خمس نقابات للتعليم لمناقشة تفاصيل الدخول المدرسي ومراحل تطبيق البرنامج الاستعجالي الذي أطلقته الوزارة. ويشهد الدخول المدرسي لهذه السنة تخصيص غلاف مالي قدره 90 مليون درهم لبرنامج تيسير المساعدات المادية المشروطة للأسر والتي شملت في مرحلة تجريبية 90 ألف تلميذ تؤطرهم 50 ألف أسرة، وسيشمل هذا العام ما يقارب 280 ألف تلميذ يعيشون في المناطق التي يتجاوز فيها معدل الفقر 30 في المائة. وصرح سعيد الرهوني مدير الاتصال في وزارة التربية الوطنية أنه سيتم توفير 430 مليون درهم لدعم مبادرة مليون محفظة لهذا العام بالتركيز على الوسط القروي، إذ سيستفيد تلاميذ السنة الأولى ابتدائي من طقم مدرسي كامل، فيما سيستفيد تلاميذ السنة الأولى إعدادي من الكتب واللوازم المدرسية. وأضاف الرهوني أن ميزانية الأسطول المدرسي في القرى ستبلغ هذا العام 55 مليون درهم، مشيرا إلى أن الإطعام المدرسي خصصت له ميزانية 160 مليون درهم فيما ارتفعت المنحة المسلمة لتلاميذ الداخليات من 700 درهم لتصل إلى 1260 درهم. وأكد عبد العالي مستور، فاعل جمعوي، أن البرنامج الاستعجالي الذي أعدته الوزارة لا يعكس فقط مسؤولية الدولة التي كانت صامتة في الماضي، بل هي أيضا مسؤولية جماعية تعكس الوضع الذي آل إليه قطاع التعليم في المغرب، مضيفا أن الدولة أقرت بأن البنيات التحتية مزرية وتؤثر في التمدرس لكن بالمقابل هناك إمكانيات مادية هائلة تجعل إمكانية معالجة النواقص الميدانية أمرا ممكنا. وتابع مستور في تصريح ل«المساء» أن مشكل الاكتظاظ مازال مطروحا في كل دخول مدرسي، إضافة إلى الهدر المدرسي الذي يعد «أكبر عطب في المنظومة المدرسية المغربية» وهو ما يستدعي في رأيه أن تتحرك الوزارة لتعميق التشاور مع مكونات المنظومة التربوية. «من أجل الحد من الهدر المدرسي ينبغي سن مقاربة شمولية تتدخل فيها : الوزارة وجمعيات آباء التلاميذ والجماعات المحلية وخلق التعبئة في صفوفهم» يقول مستور.