رفعت وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي الاعتماد المالي المخصص لبرنامج تيسير للدعم الاجتماعي لأسر التلاميذ المعوزين من 50 مليون درهم خلال السنة الدراسية 2008/2009 إلى نحو 220 مليون درهم، أي 22 مليار سنتيم، خلال السنة الدراسية 2009/2012، وبينما تم حصر عدد التلاميذ المستفيدين في السنة الماضية 2008/2009 في نحو 80 ألف تلميذ، ذكر مصدر مأذون من الوزارة أن عدد المستفيدين هذه السنة سيصل إلى 280 ألف مستفيد. توزع على الأسر عبر حوالات بريدية مكلف بها بريد المغرب. وتعد هذه السنة الثانية من نوعها، في التجربة التي تستهدف قياس مدى تأثير الدعم المالي المشروط لفائدة الأسر المعوزة على نسبة الاحتفاظ المدرسي، وأوضح المصدر أن التقييم الأولي للتجربة خلال السنة الماضية، كشف أن نسبة المنقطعين عن الدراسة بالأقاليم التي تم استهدافها انخفض بنسبة 71 في المائة، كما عرفت الزيادة في عدد المتمدرسين بالتعليم الابتدائي بنسبة 25 في المائة، وارتفع التسجيل في السنة الأولى من التعليم الابتدائي بنسبة 10 في المائة. ويحاول كل من المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التربية الوطنية والجمعية المغربية لدعم التمدرس وبريد المغرب، إنجاح التجربة التي تواجهها عدة تحديات من بينها مشكل التعميم على التلاميذ ما بعد التعليم الابتدائي، إذ لا يقل الانقطاع المدرسي خطورة عنه في مراحل التعليم الابتدائي، وكذا توسيع عدد المستفيدين منها لتشمل الأقاليم والجهات الأخرى، والتي يواجه تلاميذها صعوبات كبيرة، خاصة في فصل الشتاء، بسبب غياب البنيات التحتية من طرق ومسالك، وبسبب الفقر المتفشي بين المواطنين. وتسعى هذه التجربة التي تمتد على مدى موسمين دراسيين 2008/2009و 2009/2012 إلى رصد مدى تأثير الدعم المالي المشروط لفائدة الأسرة المعوزة على نسبة الاحتفاظ المدرسي، والنتائج الدراسية لتلميذات وتلاميذ هذه الأسر، ومستوى معيشتها، ويستهدف البرنامج عينة من 80 ألف تلميذ، ينحدرون من حوالي 40 ألف أسرة من الوسط القروي، يتابعون دراستهم في مرحلة التعليم الابتدائي، مسجلين في 266 مجموعة مدرسية، تتشكل من 1255 وحدة مركزية وفرعية، تتوزع على 17 إقليما تنتمي إلى 5 جهات هي مكناس تافيلالت، وتادلة أزيلال، ومراكش تانسيفت الحوز، وسوس ماسة درعة، والجهة الشرقية. وتتمثل معايير الاستهداف في الانتماء إلى مجال تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في الجماعات التي تتجاوز فيها نسبة الفقر 30%، والتي لا تقل فيها نسبة الهدر المدرسي عن 8%، والتي تنتمي إلى جهة تشمل أكبر عدد من الجماعات الفقيرة ذات نسب عالية من الهدر المدرسي.