شهد رحاب فضاء كلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات، فصولا وصفت بالخطيرة من النزاع والصراع بين فصيلين غريمين داخل المؤسسة الجامعية وهما فصيل طلبة منظمة التجديد الطلابي التابعة لحزب العدالة والتنمية متزعم الحكومة الحالية، ضد الطلبة التابعين لفصيل حزب التقدم والاشتراكية الحليف في الحكومة ذاتها. وتحول الصراع أول أمس داخل فضاء كلية الحقوق بمدينة سطات إلى معركة دامية استعمل فيها الطلبة السلاسل الحديدية والعصي والهراوات، ونجم عن المواجهات التي وصفتها المصادر بالعنيفة، إصابات عديدة بجروح متفاوتة الخطورة وسط عدد من الطلبة وكذا موظفين ترعضا إلى العنف والركل أحدهما يعمل داخل المؤسسة الجامعية فيما الموظف الآخر يشتغل بوظيفة حساسة. واستمر جو الاحتقان والاحتجاجات داخل فضاءات كلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بجامعة الحسن الأول بمدينة سطات، خلال الأسبوع المنصرم، وذلك حينما نظم الطلبة المنتمون إلى عدد من الفصائل العديد من الوقفات الاحتجاجية والحلقيات الطلابية طيلة الأسبوع المنصرم، احتجاجا منهم على ما أسموه سوء تدبير للعملية التقويمية الخاصة بالامتحانات ورفضوا المشاركة في الاختبارات الاستدراكية واصفين النقط الخاصة بالدورة العادية بالكارثية، وعلاقة بالسياق ذاته تضيف مصادر "النهار المغربية"، أنه منذ بداية الموسم الجامعي الحالي باتت كلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بسطات، مرتعا للصراع بين العديد من الفصائل الطلابية حول المواقع والقواعد الطلابية ليتحول الصراع في أحايين كثيرة إلى توظيف خطابات سياسية وإيديولوجية بعيدة عن غاية التحصيل الجامعي والبحث العلمي داخل الفضاء الجامعي، لكن تضيف المصادر انه قليلا ما كانت تتطور الأمور إلى معارك دموية بين مجموعات طلبة مختلف الفصائل كما حصل أول أمس، ويضيف مصدر مسؤول بعمادة الكلية أن الجسم الطلابي بالمؤسسة يعرف لأول مرة بمدينة سطات بداية لإنزال قوي لفصيلين جديدين أحدهما تابع للنهج وآخر يطلق على نفسه اسم "الطلبة الأورتودوكسيون"، جاءا كذلك للتنازع حول المواقع والقواعد، كما شدد المسؤول الجامعي على ان الخطير في الأمر وما تتخوف منه العمادة هو قدوم طلبة أجانب عن الكلية يأتون من مدن أخرى من أجل مساندة فصائلهم في الصراع القائم داخل جامعة سطات ما يساهم في تأزيم الوضع أكثر. وتفيد مصادر جد مطلعة من عين المكان أن العشرات من الطلبة المنتمون لفصيلي التقدم والاشتراكية ومنظمة التجديد الطلابي التابعة لحزب العدالة والتنمية، دخلوا أول أمس في معركة دموية استعملت فيها السلاسل الحديدية والعصي والهراوات انتهت بإصابة عدد من الطلبة بجروح مختلفة الخطورة نقلوا على إثرها صوب قسم المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة سطات، في نفس الوقت هاجم مجموعة من الطلبة موظفين احدهما يشتغل بالكلية وكذا طالب آخر يدرس بالكلية ويشتغل كموظف بمنصب حساس، وأخضعوهما لسلسلة من اللكمات والضربات فيما تفيد مصادر من عين المكان أن الاعتداء حصل دون أن يصدر من الموظفين الضحيتين أي تصرف يسيئ إلى الطلبة المحتجين، وتضيف مصادرنا أنه استمعت فرق البحث التابعة للضابطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة بسطات إلى شكاية عدد من الطلبة من الفصلين المتشاجرين مصحوبين بشواهد طبية مسلمة من مستشفى سطات، وعرفت المؤسسة الجامعية استنفارا غير مسبوق وسط المسؤولين بحيث علمت"النهار المغربية" من مصادر قريبة أن إدارة عمادة الكلية نظمت على استعجال مجموعة من الاجتماعات مع كل موظفي الكلية من أجل العمل على حل كل المشاكل التي يطرحها الطلبة الغاضبون بالإضافة إلى العمل على إرجاع الأمور داخل الفضاء الجامعي إلى الحالة المعتادة خاصة وأن الاختبارات الاستدراكية التي تخص طلبة السنة الأولى قسم عربي حقوق لا تزال متوقفة بسبب تعدد الاحتجاجات.سطات : محمد منفلوطي