وتجميعهم في زنزانة واحدة، بدل تركهم مشتتين على زنازين معتقلي الحق العام، والسماح بحصولهم على الجرائد والكتب والاعتراف بهم كمعتقلين سياسيين، وقد شرع هؤلاء الطلبة في إضرابهم بحر الأسبوع الفارط، وينتمي أغلبهم لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي أحد فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وهوالفصيل اللذي يتبنى المرجعية الماركسية اللينينية، وكان المعتقلون قد خاضوا إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 48 ساعة يوم الثلاثاء والأربعاء الفارطين، وخاض طلبة المركب الجامعي ظهر المهراز إضرابا تضامنيا عن الطعام مع المعتقلين لمدة 24 ساعة يوم الأربعاء 4 مارس الجاري، وقد جاء اعتقال هؤلاء الطلبة بعد المقاطعة المفتوحة للدروس والامتحانات بكلية الحقوق، حيث تمت مطاردة أعضاء الفصيل المذكور داخل الحرم الجامعي من طرف قوات التدخل السريع، وتم اقتحام الكليات الثلاث بالمركب الجامعي (كلية الحقوق، كلية العلوم، كلية الآداب والعلوم الإنسانية) من طرف مختلف المصالح الأمنية السرية والعلنية،(قوات التدخل السريع، القوات المساعدة، الاستعلامات العامة) وتعرض الطلبة لتدخل وصف بالوحشي من قبل قوات الأمن، فيما تشير عدد من الطالبات إلى تعرض عدد منهن "للتحرش وسوء المعاملة، مع التفوه بأحط ضروب الكلام" حسب تعبير طالبة من كلية الآداب. وقد قررت إدارة كلية الحقوق إجراء امتحانات الفصل الأول عبر دورة استثنائية ابتداء من 29 من الشهر الجاري وهي الفترة التي تصادف عطلة منتصف السداسية الثانية، وقد عبر عدد من الطلبة عن امتعاضهم من هذه الصيغة في التقييم على اعتبار أن اجراء الامتحانات بهذه الطريقة يحرم الطلبة من الدورة الاستدراكية، كما يؤثر على قيمة الشهادات المتحصل عليها لحملها صفة "شهادة استثنائية" ورفض الطلاب جدولة الامتحانات واعتبروها مجحفة نظرا لمصادفتها أيام العطلة. يذكر أن الطلبة المعتقلين تعرضوا لشتى أنواع التعذيب عند إعتقالهم ، كما تشير مصادر مقربة من الطلبة القاعديين إلى تدخل أخير في حقهم من داخل ساحة السجن أثناء الفسحة، حيث هجم عدد من حراس السجن على الطلبة المعتقلين بالهراوات بينما كانوا يتدارسون الخطوات التصعيدية التي ينوون القيام بها في مواجهة إدارة السجن، والتي من بينها الإضراب المفتوح عن الطعام ، وقد أصيب جراء هذا الهجوم الطالب المعتقل جمال عصفوري بكسر على مستوى القفص الصدري انضاف إلى كسر آخر في الوجه تعرض له نفس الطالب أثناء الاعتقال، وأصيب الطالب المعتقل محمد عدلي بإصابة بليغة على مستوى الركبة، فيما سقط الطالب محمد فتال مغمى عليه لتعرضه لضربة على مستوى الرأس، وأشار نفس المصدر إلى تأخر إدارة السجن في نقل المصابين إلى المستشفى "مما زاد من تأزم حالتهم الصحية"، يضيف نفس المصدر.