نظمت عائلات الطلبة العشرة المعتقلين احتياطيا بسجن«عين قادوس» بفاس مساء أول الخميس 19 مارس الجاري، وقفة احتجاجية أمام باب السجن للمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم الذين تم اعتقالهم بداية الشهر الجاري على خلفية مقاطعة الطلبة لامتحانات الدورة الخريفية، والذين تتابعهم النيابة العامة من أجل لائحة اتهام طويلة تضم وضع متاريس في الطريق العمومية، إهانة موظف أثناء مزاولته لعمله، التجمهر المسلح، الانتماء لمنظمة محظورة، الاحتجاز وتوزيع المناشير، تعييب أشياء مخصصة للمنفعة العامة... وإلى ذلك خص عبد الرحمان صالح، أب الطالب المعتقل محمد صالح، جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بتصريح أكد فيه قوله: «أنا جندي متقاعد قضيت 27 سنة بالخطوط الأمامية للمواجهة مع البوليزاريو، لم أر ابني المعتقل البالغ من العمر 22 سنة سوى مرة واحدة، عند حصولي على التقاعد. كنت أحن لرؤيته، لكنني وجدته خلف القضبان، لا لشيء سوى لأنه طالب رفقة رفاقه بتحسين ظروف عيشهم بالجامعة، وتمكينهم من المنحة التي أضحت محنة لا تطاق أمام التهاب الاسعار. تصور أن بيتي بصفرو أصبح مراقبا من قبل أجهزة الاستخبارات، يراقبون تحركاتنا لأنني تجرأت و نددت بالاعتقال التعسفي الذي تعرض له ابني وباقي رفاقه، فيما ينعم مجرمون ونصابون بالحرية، والتطاول على القانون تحت أعين الجميع. فأنا كجندي متقاعد أفنيت عمري بالصحراء المغربية، لم يبق لي سوى الاستنجاد عبر منبركم المحترم بجلالة الملك نصره الله لتمكيني من احتضان ابني بعيدا عن قضبان السجن، لأن مكان ابني الطبيعي وباقي رفاقه المعتقلين زورا وبهتانا هو أن يتواجدوا بقاعات الدرس بالجامعة، وليس بزنازن سجن عين قادوس، إلى جوار سجناء الحق العام» هذا وقد شهد محيط سجن «عين قادوس» بفاس حالة استنفار للأمن بمختلف أجهزته، حيث شوهد مسؤولون كبار بولاية أمن فاس، إضافة الى كولونيل ورجال القوات المساعدة يباشرون مهامهم الأمنية بعين المكان، تحسبا لحدوث تطورات غير مأمونة العواقب، فيما راح المحتجون من عائلات الطلبة المعتقلين يرددون مجموعة من الشعارات التي تندد بالأوضاع المزرية والشروط اللاإنسانية التي يعيشها أبناؤهم المعتقلون بالسجن المحلي لعين قادوس، والمتمثلة بحسب ما صرح به ممثلون عن لجنة عائلات الطلبة المعتقلين في منعهم من الدراسة واعتقالهم بالعنبر المخصص لسجناء الحق العام، بالاضافة إلى رفض إدراة السجن السماح للأطباء بمعاينة وضعيتهم الصحية المتدهورة، نتيجة التعذيب الذي تعرضوا له داخل مخافر الشرطة، وكذا الاعتداءات المتتالية التي يتعرضون إليها داخل السجن، الشيء الذي دفعهم إلى خوض مجموعة من الأشكال النضالية بداخل السجن، منها مبيت ليلي إضافة إلى إضراب عن الطعام لمدة 48 ساعة، وصولا إلى إضراب عن الطعام لمدة10 أيام، غير أن كل هذه النضالات والاحتجاجات للطلبة المعتقلين جوبهت بالآذان الصماء من طرف إدارة السجن التي لم نتمكن من أخذ توضيحاتها حول الموضوع نظرا لكون هاتف المدير المحلي للسجن لا يجيب عن مكالماتنا. يذكر أن الطلبة العشرة المعتقلين احتياطيا بسجن «عين قادوس» إلى جانب طالبين آخرين في حالة سراح، سيحالون على جلسة للمحاكمة يوم 21 ابريل2009 بمحكمة الاستئناف بفاس.