بعد مضي ما يقرب من خمسة أيام على احتفالات فاتح ماي، التي كانت مطبوعة بتراجع مخيف لمشاركة العمال في عيدهم العالمي، خرج طلبة فاس بتقرير ناري يتهم أجهزة الأمن من جديد بالتنكيل بهم، وهم يستعدون لمشاركة العمال في مسيراتهم. وأرفق التقرير بصور تظهر ما وصفوه ب«بشاعة» التعذيب الذي تعرض له طلاب ينتمون إلى نقابة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب. وتحدث هذا التقرير عن «محاصرة» رجال الأمن لمشاركتهم في احتفالات فاتح ماي، مضيفا أنه تم اعتقال ما يقرب من 20 طالبا «مورست في حقهم كل أنواع التعذيب والتنكيل» منذ لحظة اعتقالهم، مرورا بالساعات الطويلة التي قضوها داخل ولاية الأمن. واتهم التقرير رجال الأمن بجر الطلاب فوق الأشواك بعد نزع ثيابهم وسلب ممتلكاتهم من مصروف الجيب والهواتف النقالة والضرب باستعمال الهراوات والرفس واللكم والسب والشتم. وبالرغم من هذا «الحصار» الذي فرض على الطلبة في جل المنافذ المحيطة ب«الحرم الجامعي»، فقد تمكن عدد منهم من تجاوز «نقط المراقبة»، للمساهمة في «تنشيط» احتفالات العمال، في إطار نقابة المحجوب بن الصديق. وسرقت هذه المشاركة أضواء المتتبعين، في ظل تراجع وصف بالمهول من قبل المتتبعين للشأن المحلي لمشاركة العمال في تخليد يومهم العالمي. ولم يقف التقرير عند اتهام رجال الأمن بالاعتداء على الطلاب، بل اتهم العمدة شباط ب«تسخير» بعض «أتباعه» ل«شن هجوم مسلح» على مجموعة منهم. وفي سياق «التصعيد» المتواصل لطلاب جامعة فاس، أقدم 11 معتقلا منهم وضعوا، احتياطيا، بسجن عين قادوس، على خوض إضراب عن الطعام لمدة 15 يوما، ومن المرتقب أن ينهوه يوم 12 ماي الجاري. ويطالب هؤلاء المعتقلون، الذين سبق لهم أن خاضوا إضرابين عن الطعام لمدة 48 ساعة بالسجن ذاته، بإطلاق سراحهم الفوري. وفي انتظار تنفيذ هذا الطلب، يطالبون بتمكينهم من الزيارة «دون قيد أو شرط» وتحسين ظروف التغذية وتوفير الشروط المناسبة للدراسة وتطبيبهم. وكانت السلطات قد اعتقلت هؤلاء الطلاب منذ نهاية فبراير الماضي موجهة إليهم لائحة طويلة من التهم، منها ما يتعلق بالاعتداء على موظفين وعلى طلبة آخرين، ووضع متاريس في أماكن عمومية، وإلحاق أضرار بمنشآت الدولة. وإلى جانبهم، لا يزال ملف 8 طلاب آخرين مفتوحا، لكن في حالة سراح، بالمحكمة الابتدائية للمدينة ذاتها.