فرقت قوات من التدخل السريع، صباح أول أمس الثلاثاء، قبالة محكمة الاستئناف بفاس، وقفة احتجاجية لعائلات الطلبة المعتقلين على خلفية أحداث شهدتها الجامعة في امتحانات الدورة الخريفية المنصرمة. وأدى هذا التدخل العنيف إلى نقل إحدى المحتجات إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات. كما أصيب عز الدين باسيدي، من فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، واعتقل طالب كان قاضي التحقيق قد قرر في وقت سابق متابعته في حالة سراح. وقال محمد السلاسي إن رجال قوات التدخل السريع احتجزوه في إحدى سياراتهم وقاموا بنقله إلى ضواحي فاس، واتهمهم بالاعتداء عليه وجره فوق الأشواك، بعدما جردوه من ملابسه، وسرقة أمتعته ومبلغ من المال كان بحوزته. فيما قرر قاضي التحقيق تأجيل جلسة التحقيق مع هؤلاء الطلاب، الذين يبلغ عددهم 13 متابعا، 11 منهم يوجدون رهن الاعتقال منذ 23 فبراير الماضي. وينتمي هؤلاء الطلاب إلى فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، وهو من الفصائل اليسارية التي توصف بالراديكالية في الجامعة المغربية. فيما يرتقب أن يمثل 5 طلبة آخرين، ضمنهم طالبة، أمام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بفاس، وهم في حالة سراح، بعد اعتقالهم عقب خروج مسيرات التضامن مع غزة. ويواجه الطلبة المعتقلون بسجن عين قادوس لائحة طويلة من التهم، بعضها يتعلق بوضع متاريس على الطريق العمومية وإهانة موظفين ومحاولة القتل والتجمهر المسلح في أماكن عمومية بدون ترخيص. بالإضافة إلى تهمة الانتماء إلى جمعية غير مرخص لها والاحتجاز وتوزيع مناشير تحريضية بأماكن عمومية بدون ترخيص، وإتلاف أشياء مخصصة للمنفعة العامة. ويرى نشطاء فصيل النهج الديمقراطي القاعدي أن هذه الاعتقالات، إلى جانب اعتقالات أخرى شهدتها عدة مواقع جامعية، ومنها بالخصوص جامعة القاضي عياض بمراكش، ترمي إلى محاصرة تحركاتهم، ومن ثمة القضاء عليهم داخل الجامعة، معتبرين أن ما يسمونه «نضالاتهم الجماهيرية» إلى جانب «الطبقات المسحوقة» ترعب السلطات.