فاس لحسن والنيعام قبالة مقر محكمة الاستئناف بفاس على الساعة التاسعة والنصف صباحا من يوم أمس الثلاثاء، انطلقت وقفة احتجاجية دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وذلك بتنسيق مع اللجنة المحلية لدعم معتقلي «انتفاضة صفرو». وكما هو معتاد كان عبد الحميد أمين الذي يمثل المكتب المركزي للجمعية حاضرا يرفع الشعارات ويلتفت إلى محكمة الاستئناف التي قررت النظر اليوم في ملف هؤلاء المعتقلين، قبل أن تقرر تأجيله إلى يوم 19 فبراير المقبل. أمين قال في كلمته، قبل اختتام الاحتجاج، إن الجمعية ستنظم وقفة أخرى في نفس التاريخ لمساندة 47 معتقلا تم إلقاء القبض عليهم بتاريخ 23 شتنبر الماضي بتهمة إهانة المقدسات بصفرو، وذلك على خلفية الأحداث التي شهدتها المدينة بسبب غلاء أسعار المواد الاستهلاكية. الوقفة شارك فيها ما يقارب 300 شخص من كل الفئات، وعرفت «إنزال» الطلبة القاعديين الذين رفعوا شعارات تطالب بالتغيير الجذري في المغرب وتنتقد النظام الذي تصفه باللاوطني. وبين الفينة والأخرى شهدت الوقفة مناوشات بين أتباع عبد الحميد أمين وطلبة منتمين إلى «النهج الديمقراطي القاعدي» بسبب شعارات لم يكن متفقا على ترديدها منذ البداية. وكادت هذه الشعارات أن تعطي بعدا سياسيا للوقفة، قبل أن يقرر أمين إلقاء كلمة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ويختار هؤلاء الطلبة تنظيم حلقة خاصة بهم، ثم بعدها ساروا في تظاهرة صغيرة على بعد بضعة أمتار في شارع الحسن الثاني وتفرقوا بعد ذلك. ومن ضمن الشعارات التي رفعت خلال الوقفة من قبل الطلبة القاعديين «سعيدة شهيدة في سجون النظام، الأرض للفلاح والمعمل للعامل، فليسقط الإصلاح، فليسقط النظام» و«قولوا لأحزاب الإصلاح النظام لا وطني، لا تصالح لا إنصاف لا نضال برلماني». في حين ردد أنصار الجمعية المغربية شعارات من قبيل «التنمية المغشوشة في صفرو مكشوفة» و«اعتقالات، استشهادات تؤجج النضالات» و«من أجلنا اعتقلوا، من أجلهم نناضل» و«مناضلون يحاكمون والمجرمون محميون»... واتضح بأن البون شاسع بين شعارات الجمعية وشعارات الطلبة القاعديين. أما عائلات المعتقلين، فإنها سرعان ما انسحبت من التظاهرة مفضلة ولوج المحكمة لمتابعة أطوار محاكمة أبنائها. وبقي رجال الأمن والقوات المساعدة يحيطون بالوقفة دون أي تدخل. كما شهدت بوابة المحكمة حراسة أمنية غير معتادة تفاديا لاقتحامها والاحتجاج من داخلها. عبد الحميد أمين قال إن هذه الوقفة تأتي من أجل المطالبة بمحاكمة عادلة لمعتقلي أحداث صفرو. وأشار في تصريح ل«المساء» إلى أن المحاكمة العادلة لا يمكن أن تتم إلا بإطلاق سراحهم. ويوجد ضمن هؤلاء المعتقلين ثلاثة أعضاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وحمل أمين مسؤولية أحداث صفرو للظروف المعيشية «التي تشكل عدوانا على المواطنات والمواطنين وعلى حقهم في العيش الكريم». كما حمل مسؤولية ما وقع لعامل الإقليم «الذي لم يفتح أي حوار مع المواطنات والمواطنين المحتجين، وكذلك للسلطات الأمنية التي لجأت إلى أسلوب الاستفزاز بدل أسلوب التهدئة والحوار». وفي السياق ذاته، حمل العياشي تاكركرا، رئيس فرع الجمعية بجهة فاس، مسؤولية الأحداث للسلطات، داعيا في تصريح ل«المساء» إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين. وشهدت الوقفة حضور بعض المواطنين الذين رغبوا في الاحتجاج تلقائيا دون أن يعرفوا سبب تنظيم الوقفة ولا الغرض منها. وقد حضر لهذه الوقفة شيخ مسن يسمى خلوق عبد السلام ويبلغ من العمر 78 سنة وينحدر من منطقة المنزل بصفرو. ولما سألته «المساء» عن سبب حضوره للوقفة، قال إنه يرغب في التنديد بما آل إليه ملفه في المحكمة وليطالب بتنفيذ الحكم الذي صدر لصالحه. ويشتكي هذا المواطن المسن من محام استولى له على مبلغ 15 ألف درهم. وبالرغم من أن المحكمة حكمت لصالحه إلا أن الحكم لم ينفذ بعد.