أدى تدخل أمني الاثنين 23 فبراير 2009 بكليات ظهر المهراز إلى اعتقال العشرات من الطلبة، بينهم ثلاثة ينتمون إلى منظمة التجديد الطلابي، واستمرت التحقيقات معهم إلى حدود منتصف ليلة أمس، ليتم إطلاق سراح نحو 46 طالبا، بينما تأكد الإبقاء على 13 ينتمون إلى فصيل الطلبة القاعديين، ليظل مصير الآخرين مجهولا، وينتظر أن تتم إحالة الطلبة القاعديين اليوم على النيابة العامة. وفي السياق ذاته؛ احتشد العشرات من عائلات الطلبة المعتقلين أمام ولاية الأمن في انتظار معرفة مصيرهم، قبل أن تتم المناداة عليهم من قبل مسؤول أمني إلى بهو ولاية الأمن للتعرف على أبنائهم وتوقيع التزامات لم يطلعوا على فحواها، وبدت علامات التعب على ملامح الطلبة، ومنهم من عجز عن مغادرة مقر الولاية بفعل الإصابة، وفي تصريح لـالتجديد عقب إطلاق سراحه، قال سفيان كريط عضو منظمة التجديد الطلابي إنه تعرض للضرب بعد اعتقاله بكلية الآداب، رفقة العشرات من الطلبة الذين انهالت عليهم قواة الأمن بالعصي متلفظة في حقهم بوابل من الشتائم، وذكر كريط أنه تم التحقيق معه لأكثر من مرة ولساعات طويلة حول انتمائه إلى منظمة التجديد الطلابي، ومعرفته ببعض مناضلي المنظمة المذكورة، التي تلفظوا في حقها بكلمات نابية، بينما أمطروا عضوا آخر بالمنظمة بأسئلة تخص رئيس المنظمة وبعض الكتاب المحليين السابقين بفرع فاس. وكانت قواة الأمن قد طوقت صباح أول أمس المركب الجامعي ظهر المهراز الذي يضم ثلاث كليات وثلاثة أحياء جامعية، معززة بالمآت من عناصر الأمن وقوات التدخل السريع، قبل أن تقتحم كلية الحقوق، بعد أن عمد القاعديون إلى منع الطلبة من استئناف دروس ومحاضرات الدورة الخريفية، وتمت مطاردتهم إلى الكليات الأخرى وإلى الأحياء المجاورة، وشوهد رجال الأمن وهم يبحثون عن مطلوبين، لتندلع موجة الاعتقالات العشوائية التي أتت على الأخضر واليابس، وشوهد رجال الأمن وهم يقتادون المتهم الأول في جل أحداث العنف التي تشهدها الجامعة، مطالبين إياه بترديد النشيد الوطني وترديد شعار عاش الملك، وذلك عقب تنظيمه لمظاهرة رفقة زملائه القاعديين تدعوا إلى الثورة على النظام الدكتاتوري صباح أول أمس. عميد كلية الحقوق عبر في تصريح لـالتجديد عن تشبث الكلية بالمتابعة القضائية، وذكر أنه راسل رئيس الجامعة من أجل متابعة المتورطين في أحداث العنف التي شهدتها الكلية، بعد منع الطلاب من اجتياز امتحانات الدورة الخريفية، قبل أن تعلن الإدارة عن الانتهاء من الامتحانات واستئناف دورة جديدة، وهو ما كاد يعصف بالموسم الدراسي، لولا التدخل الأمني، يقول العميد، الذي كان قرارا صائبا لإدارة الكلية، بعد أن استنفذت جل الحلول، ونفد صبر الأساتذة والموظفون على حد سواء، إثر تعرضهم للاستفزازات اليومية من قبل -من أسماهم- بالأقلية التي لا تمثيلية ولا مصداقية لها، والتي تعتمد العنف والترهيب منهجا لها، وأضاف العميد أن مجلس الكلية سيلتأم لبحث سبل إجراء امتحانات الدروة الخريفية. ياسر العابدي، الكاتب المحلي لمنظمة التجديد الطلابي أدان في تصريح للتجديد التدخل الأمني الذي شهدته الجامعة، وما صاحب ذلك من انتهاك لحرمتها كفضاء للعلم والمعرفة، وكذا الاعتقالات العشوائية التي ذهب ضحيتها العديد من الطلبة الأبرياء؛ بينهم أعضاء من منظمة التجديد الطلابي، وحمل العابدي مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع إلى الطلبة القاعديين الذين تسببوا في عسكرة الجامعة من جديد، وطالب بإجلاء قواة الأمن من الفضاء الجامعي. وينتظر أن يعرف ملف الطلبة القاعديون المعتقلون تطورات مهمة، خصوصا بعد أن ضبطت مصالح الشرطة القضائية مبلغا مهما من المال عند أحدهم، قبل أن يدلي باسم أحد الأشخاص المعروف، ويعترف بأنه يمولهم ويدعمهم ماديا، وكان مدير الوكالة المستقلة للنقل الحضري قد صرح للتجديد سابقا أن الوكالة تقدمت بشكاية ضد مجموعة من الطلبة القاعديين، منهم من اعتقل مؤخرا، وذلك على خلفية تهديدهم بالسلاح لأحد المستخدمين. من جهة أخرى عادت الأوضاع إلى مجراها الطبيعي بكلية الحقوق، واستأنفت الدراسة بكلية الحقوق والعلوم أمس الثلاثاء بعد توقف لأزيد من شهرين، وكذا الإمتحانات بكلية الآداب، ودخلت الحافلة إلى الحرم الجامعي لأول مرة بعد أزيد من شهرين ونصف، بينما لا تزال قواة الأمن تتواجد داخل كلية الحقوق، وبكل الطرق المؤدية إلى الكليات الثلاث، وعن إمكانية مطالبة الأمن بمغادرة الكلية قال عميد كلية الحقوق للتجديد سننتظر إلى أن يستتب الأمن، وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي ثم نطلب منهم ذلك.