في تصعيد مفاجئ، أقدمت مختلف الأجهزة الأمنية صباح يوم أول أمس الإثنين على اقتحام ثلاث كليات بظهر المهراز بفاس وإلقاء القبض على ما يقرب من 75 طالبا، ضمنهم عدد كبير من «رموز» فصيل النهج الديمقراطي القاعدي وكادران من فصيل طلبة العدل والإحسان وطالبان من منظمة التجديد الطلابي، القريبة من حزب العدالة والتنمية. وجاء هذا الاقتحام الذي نفذته قوات «المخازنية» و«السيمي» وفريق من الاستعلامات العامة، الجهاز الاستخباراتي التابع لولايات الأمن، بعدما كان مقررا أن تستأنف الدراسة في كلية الحقوق في دورتها الثانية، بعد الإعلان عن رسوب أزيد من 16 طالبا بها قاطعوا امتحانات الدورة الأولى. وتحول الباب الرئيسي لكلية الآداب ظهر المهراز إلى «مكتب متنقل» جمع مسؤولي مختلف الأجهزة الأمنية، ورؤساء المناطق الأمنية وقسم الاستعلامات العامة وباشا المدينة وأحد نواب والي الأمن. وأشرف رئيس قسم الاستعلامات على عدد من الاعتقالات، وتحدث بعض الطلاب عن اعتداءات قام بها في حقهم. وظلت فرق «المخازنية» تجوب محيط الكليات وأسطح بناياتها بحثا عن طلبة تمكنوا من الفرار، بعدما التقطوا عددا منهم من على سطح مدرج بكلية الآداب كانوا يختبئون فيه. وظلت سيارات الأمن رابطة داخل كليتي الحقوق والعلوم، فيما تحول رجال «المخازنية» بعضلاتهم المفتولة إلى حراس خاصين لهذه الفضاءات. وقال تقرير أولي صادر عن فصيل النهج الديمقراطي القاعدي، حمل عنوان «المطرقة تكسر الزجاج لكنها تصلب الفولاذ»، إن مقاطعة الدراسة بكلية الحقوق هو الذي دفع السلطات الأمنية إلى التدخل. واضطر طلبة هذه الكلية إلى الفرار إلى كلية العلوم، لكن رجال الأمن لاحقوهم، واضطروا مرة أخرى إلى تسلق جدران الكلية للاحتماء في كلية الآداب، لكنهم وجدوا رجال الأمن ينتظرونهم هناك. وأصيب عدد من الطلبة بالإغماء وهم يجتازون امتحانات الدورة الأولى بها. واضطر بعض الأساتذة إلى ملازمة مقاعدهم في انتظار هدوء العاصفة. وظلت سيارات المخازنية تحيط بكل المنافذ المؤدية إلى هذه الكليات. وقد أعاد هذا الوضع ذاكرة بعض ساكنة الأحياء الصفيحية المجاورة إلى زمن جامعة ظهر المهراز في سنوات التسعينيات من القرن الماضي. وفي السياق ذاته، قدمت مصادر مقربة من فصيل طلبة العدل والإحسان رواية للأحداث، تقول إن أعضاء من القاعديين، وبعدما اقتحم رجال الأمن كليتي الحقوق والعلوم، حلوا بكلية الآداب لفرض مقاطعات الامتحانات التي كانت تجري أطوارها في قاعاتها ومدرجاتها، مضيفة أن محاولة ثني الطلبة عن مواصلة اجتياز هذه الامتحانات لقيت معارضة من طلبة العدل والإحسان. وكادت الخلافات توصل الطرفين إلى مواجهات تجهل عقباها لولا تدخل رجال الأمن. وأشار بيان لهذا الفصيل إلى أن تدخل رجال الأمن تم بعد محاولة رشق أحد نشطاء القاعديين لرجل أمن من الطابق الثالث للكلية. وعبر أنصار الشيخ ياسين، في البيان، عن معارضتهم لمعارك القاعديين. وربط البيان بين تدخل رجال الأمن و«أشكال نقابية مشبوهة ومراهقة» يقوم بها القاعديون.