لفظ شخص في الثلاثين من عمره أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، في الصباح الباكر ليوم أمس الجمعة، وذلك بعدما نقل إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات. وكان هذا الشاب قد سقط من أعلى شاحنة يستغلها مقربون من العمدة شباط للدعاية الانتخابية، في وقت متأخر من ليلة الخميس الماضي، بحي بنسودة. وضبطت لدى المتوفى كمية من مادة الشيرا، ويرجح أن يكون قبل الحادث قد تناول أقراصا مهلوسة. ويتحدر هذا الشاب من الحي الجديد، وهو من الأحياء التي تنتمي إلى مقاطعة بنسودة، المقاطعة التي توصف ب«القلعة الانتخابية» لشباط. وفي السياق ذاته، شهدت صفرو مساء أول أمس الخميس تدخلا أمنيا، وصف بالعنيف، لتفريق محتجين دعوا، في وقفة احتجاجية، إلى مقاطعة الانتخابات. وأدى هذا التدخل إلى إصابات في صفوف 5 محتجين، نقلوا على إثرها إلى المستشفى الإقليمي. وصادر رجال الأمن من بدر عرفات، وهو من حقوقيي المنطقة، هاتفه النقال وآلة تصوير ورخصة سياقة، ولم يغادر هذا الأخير المستشفى الإقليمي إلا في وقت متأخر من ليلة الخميس/الجمعة. ومن جهة أخرى، استعمل أعضاء من العدالة والتنمية مكبرات صوت للتجوال مساء يوم الخميس بجل أحياء فاس، داعين الناخبين إلى حسن اختيار المرشحين، مخبرين إياهم بأن الإدلاء بالصوت الانتخابي هو شهادة وأمانة في عنق الناخبين. وشهدت بعض أحياء المدينة مناوشات بين أنصار شباط ومؤيدي مرشحي الأصالة والمعاصرة. وأغرقت جل أحياء مدينة فاس في سيل عارم من أوراق الحملة الانتخابية لمختلف المرشحين. وساد جو من الهدوء صباح يوم أمس الجمعة، المخصص للتصويت، كما خيم جو من الفتور على المصوتين، طيلة صباح اليوم ذاته، وبدا أكثر من مكتب انتخابي فارغا إلا من موظفيه.