تعرف بداية الموسم الجامعي بالرشيدية، حالة من الاحتقان الناجمة عن الصراع شبه الدائم بين طلبة محسوبين على فصيل القاعديين وطلبة محسوبين على الحركة الأمازيغية داخل الجامعة. وقد استأنف العنف داخل الكلية متعددة الاختصاصات يوم الاثنين 17 أكتوبر الجاري، حيث تعرض طالب يدرس في السنة الثالثة بكلية العلوم والتقنيات (شعبة رياضيات -إعلاميات - فيزياء) لاعتداء من طرف طلبة من نفس الكلية في إطار هذا الصراع الدائم بين الفصائل الطلابية الذي بدأ منذ مقتل الطالب (ح.ع) سنة 2007 بنفس المؤسسة الجامعية. وعلمت بيان اليوم أن الطالب (أ.م) تم استدراجه من طرف طلبة محسوبين على فصيل طلابي إلى داخل الكلية متعددة الاختصاصات، حيث تم الاعتداء عليه باستعمال مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، أصيب على إثرها إصابات بليغة ونقل إلى مستشفى مولاي علي الشريف ومن ثمة إلى المستشفى الجامعي بفاس. وعلى إثر هذا الحادث، ندد أعضاء المكتب النقابي للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي بكلية العلوم والتقنيات المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بهذا الاعتداء الذي وصفوه ب»الشنيع» والذي تعرض له هذا الطالب أمام مرأى من الطبة والموظفين، بشكل وحشي نتج عنه بتر أصابع اليدين ومضاعفات صحية خطيرة قد تؤدي للإعاقة مدى الحياة حسب الأطباء المشرفين على علاج الطالب. كما ندد المكتب النقابي بجميع أشكال العنف داخل الحرم الجامعي، مهما كان مصدرها، مؤكدين على أن الجامعة هي فضاء للعلم والتسامح والحوار وتقبل الرأي المخالف. وحملت النقابة، في بلاغ لها توصلت الجريدة بنسخة منه، المسؤولية لإدارة الكليتين والسلطات المحلية اتجاه الأحداث الدامية التي يعرفها الحرم الجامعي بالراشيدية، ودعت كل الفاعلين داخل وخارج الكليتين من أجل التدخل لوضع حد لمسلسل العنف ولجعل الحرم الجامعي فضاء للعلم والحوار وبدون عنف. يشار أن الحرم الجامعي بمدينة الراشيدية أصبح منذ سنة 2007 مسرحا لمواجهات دامية بين الطلبة، تستعمل فيها مختلف أنواع الأسلحة البيضاء، وصلت حدتها السنة الماضية، إلى درجة أن العديد من الطلبة منعوا من اجتياز امتحانات السنة الماضية، كل ذلك أمام أعين إدارة الجامعة التي لم تحرك ساكنا، وكذا السلطات المحلية الموكول إليها حماية أمن وسلامة الطلاب خارج الفضاء الجامعي. كما أن غياب حوار جدي بين الفصائل الطلابية سواء داخل الجامعة أو خارجها، حول قضايا جوهرية تهم الشأن الطلابي بالدرجة الأولى، زاد من تعميق الصراع بين هذه الفصائل التي باتت لا تتقن إلا لغة العنف والعنف المضاد.