من هو "الأمير الأبيض " ،القائد الحكيم للجهاديين الفرنسيين ؟ إنه الرجل الذي جنّدت فرنسا العظمى من أجل القبض عليه ما يزيد عن ستين فردا من رجال الدرك ، وطائرتي هيليكوبتر ، بعد أحد عشر يوما من الهجمات التي هزت باريس يوم 13 نونبر الجاري . اسمه أوليفيي كوريل ، البالغ من العمر 69 سنة ، الملقب ب"الأمير الأبيض" الذي يعتبر الرأس المدبر ومهندس شبكة متطرفة في منطقة تولوز ، وهي الشبكة التي مر منها الإخوة كلين ومحمد مراح .. قبل أن يتم اعتقاله ويتم استنطاقه موازاة مع حملة مداهمات واعتقالات أخرى ، ليتم الحكم عليه بستة أشهر سجنا موقوفة التنفيذ بتهمة حيازة السلاح يوم الأربعاء 25 نونبر الجاري . في الموضوع التالي رسم لمسار "الأمير الأبيض ". منذ أكثر من عقد من الزمن ، ظل هذا الفرنسي من أصل سوري ،واسمه الحقيقي عبد الإله الدانداشي ، تحت عيون القضاء وشرطة مكافحة الإرهاب بدون أن تتم إدانته .حل بفرنسا سنة 1973، وهو مسؤول سابق لجمعية الطلبة المسلمين بفرنسا ، المقربة من تنظيم "الإخوان المسلمين"، ليؤسس ،سنة 1987رابطة الجالية الإسلامية بالمنطقة .ومن هنا كان يلقن الأدبيات المتطرفة تحت غطاء دروس دينية ومحاضرات حول الوضع الجيوسياسي للشرق الأوسط . كان ذلك يتم في منزله . جميع أعضاء مراح مروا من هنا : محمد ، أخته سعاد ، الأخ عبد القادر، شخص يدعى صبري السيد . أما الأخ غير الشقيق لمحمد مراح فقد ظهر ، يوم 11 مارس ،في شريط فيديو لتنظيم "الدولة الإسلامية " ،ثلاثة أيام بعد مجزرة التنظيم المذكور في شوارع تولوز. وتمكنت مصالح مكافحة الإٍرهاب من التعرف عليه باعتباره الرجل الذي كان وراء دفع شاب قاصر لا يتجاوز عمره عشر سنوات بقتل عربي إسرائيلي بتهمة أنه "جاسوس الموساد". ولم يكن الطفل سوى أحد أقرباء صبري السيد. وكان من ضمن تلامذة أوليفيي كوريل ، الإخوة كلين ، فابيان وجان ميشيل . وتم التعرف على صوتين على شريط إذاعي يتبنى هجمات باريس من طرف تنظيم الدولة الإسلامية. وفي سنة 2009 ،توبع كوريل من أجل تجمع له علاقة مع تنظيم إرهابي ..في حين أدين صبري السيد بخمس سنوات سجنا ونفس الشيء بالنسبة لفابيان كلين . في نونبر 2014 سيوضع كوريل من جديد تحت الحراسة النظرية في إطار قضية مراح ،ليخرج سالما منها مرة أخرى .واعترف بأنه التقى بمحمد مراح قبل عشرة أيام فقط من عملية القتل الأولى التي ارتكبها ، وأوضح أن الرجل جاء عنده من أجل طلب استشارة حول "مسألة تتعلق بالطلاق في الإسلام". وخلال مرحلة الاستماع إليه رفض إدانة القاتل عبر دراجة "السكوتر" . الواعظ بخروجهما من السجن سنة 2012،سيلتحق فابيان كلين وصبري السيد بصفوف تنظيم "داعش" .وسيظهر اسم كلين خلال الهجوم الفاشل ضد كنيسة "فيلجويف" بمنطقة "فال دومارن" .وكان طالب جزائري يسمى سيد أحمد غلام ، ينوي إطلاق الرصاص على الخارجين من الكنيسة .وهكذا سيصبح كلين ،بدوره، واعظا ،وأقام له محجا خاصا به في سوريا على غرار محج كوريل بفرنسا ،علما أن فابيان كلين وشقيقه جان ميشيل ابتعدا عن "الأمير الأبيض " قبل ذهابهما إلى سوريا ،على اعتبار أنه أصبح مُسِنّاً . من المهم الإشارة أيضا إلى أن كوريل أو "الأمير الأبيض" هرب من سوريا في عهد الرئيس حافظ الأسد (أب الرئيس بشار) في نهاية الستينيات من القرن العشرين ، وجاء إلى فرنسا من أجل الدراسة . ولم يقطع صلته مع المعارضة السنية والإسلامية حول تنظيم "الإخوان المسلمين ". لكن العودة الاضطرارية للسيد وبارنوين ستؤدي إلى اعتقال باقي عناصر المجموعة في تولوز وألبي وجماعة أوليفيي كوريل ب"أرييج"،واعترف الإثنان بأنهما أقاما عند كوريل . ومع ذلك غادر "الأمير الأبيض" من مقبع الحراسة النظرية ،في حين أُدين صبري السيد وطوماس بارنوين بست سنة سجنا ، بينما تم إطلاق سراح شقيق محمد مراح .لكنهم سيبلغون عن رجل ثالث ، وهو من جزيرة ريونيون التحق بالجماعة انطلاقا من مولينبيك. أما فابيان كلين فقد هدد "باتاكلان" على الأنترنت .وكان على اتصال مستمر بكوريل ،معلمه وقائده وأميره.وعند خروجه من السجن سنة 2011، سيتردد السيد وكلين على الجماعة الإسلامية الصغيرة بالمنطقة عكس أوليفيي كوريل الذي بدأ يتغيب عن حضور صلاة الجمعة في مساجد تولوز.وسيغادر كلين المنطقة للإقامة في جهة النورماندي ، وأصبح هو المسؤول عن تجنيد الجهاديين إلى سوريا . لكن كوريل سينفي أي صلة له مع كلين منذ سجنه سنة 2009.