أفادت مصادر صحفية فرنسية، اليوم الثلاثاء، أن تعزيزات كبيرة للدرك الفرنسي نُشرت صباح اليوم بشكل مكثف في محيط "ارتيجات"، حيث تم إغلاق كل النافذ المؤدية لهذه المدينة الصغيرة التابعة لجهة أرييج جنوبفرنسا.. وقال موقع "لاديبيش" الالكتروني، الذي أورد الخبر استنادا إلى شاهد عيان بالمنطقة، إن حوالي اربعين سيارة تابعة للدرك، ضمنها عربات مدرعة، اجتمعت في الصباح البادر من هذا اليوم ب"Fossat"، قبل ان تنطلق في اتجاه قرية "ارتيجات" الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من " فوساط ".
وأضافت ذات المصادر أن الولوج إلى البلدة أضحى ممنوعا من طرف عناصر الدرك الذين يدققون في هويات كل الاشخاص، فيما تقوم مروحيتان تابعتان للدرك الفرنسي بالتحليق فوق المنطقة..
ويقيم الفرنسي من أصل سوري أوليفييه كوريل، الملقب ب"الامير الابيض"، منذ سنين ببلدة "ارتيجات"، وقد سبق توقيفه في قضية الارهابي الجزائري "محمد مراح"، منفذ عمليات إطلاق نار وقتل جماعي في ميدي بيرينيه في 2012، وكذا في ملف الخلية الجهادية المرتبطة بسوريا، قبل ان يتم اطلاق سراحه.
وتعتقد المحققون ان "الامير الابيض" له علاقة ب،" فابيان كلان"، الذي يبلغ من العمر 36 سنة، المتحدر من تولوز والمقرب من محمد مراح.
وكان كلان قد التحق بداعش بعد قضاء خمس سنوات في السجن، وكان أحد العناصر الرئيسية في خلية "اريجات الجهادية"، إحدى الخلايا الجهادية التاريخية في فرنسا بداية العقد الاول من هذه الالفية .
ويعتقد ان فابيان كلان هو الرجل الذي تبنى الهجمات الارهابية التي استهدفت باريس يوم الجمعة 13 نونبر الجاري، حيث تم التأكد من صوته من طرف المحققين..
وكان التنظيم الجهادي تبنى في اليوم التالي، في بيان مكتوب وتسجيل صوتي تناقلتهما حسابات جهادية على تويتر، اعتداءات باريس.
وبعد أن استمعت الأجهزة المتخصصة مطولا إلى التسجيل بالفرنسية ومدته خمس دقائق، تبين لها أن الصوت هو صوت فابيان كلان، بحسب المصادر نفسها.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد أوردت حينها، نقلا عن مصدر مقرب من التحقيقات في الاعتداءات التي ضربت باريس وراح ضحيتها 130 قتيلا، أن جهاديا فرنسيا يدعى فابيان كلان سجل شريطا صوتيا تلا فيه تبني تنظيم "داعش" لاعتداءات باريس وتم بثه على الإنترنت.
ويعتبر كلان أحد عناصر الشبكات الإسلامية المتطرفة في مدينة تولوز وكان مقربا من محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال يهود في 2012.
وكلان وشقيقه جان-ميشال نشآ في تولوز واعتنقا الإسلام ثم انتقلا إلى التطرف في مطلع الألفية. ثم تقربا من مجموعة إسلامية يتزعمها أوليفييه كوريل أكبر منهما سنا وكانا يعتبرانه مرشدا روحيا لهما.
ويشتبه في أن فابيان كلان ولقبه عمر هو أحد منظمي شبكة تجنيد لقتال القوات الأمريكية في العراق. وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في 2009.
وخلال سجنه ضبطت السلطات رسالة كان وجهها إلى محمد مراح الذي تعرف عليه قبل ذلك ببضع سنوات.
وبعد الإفراج عنه، توجه فابيان كلان إلى سوريا برفقة العديد من أفراد المجموعة المتطرفة في تولوز. وظل هناك على اتصال مع الفرنسيين الراغبين في الجهاد، وهو يعتبر أحد المحرضين على الاعتداء الفاشل في أبريل ضد كنيسة في فيل جويف (منطقة باريس) الذي قاده الجزائري سيد أحمد غلام.
وبعد الاعتداءات التي ضربت باريس، تعمل المديرية العامة الفرنسية للأمن الداخلي يوميا على مراجعة سجل "أمن الدولة" المعروف بالسجل "إس" والذي يشمل المشاغبين وأعضاء مجموعات من اليسار المتطرف أو اليمين المتطرف وغيرها من الحركات التي من الممكن أن تشكل خطرا على الأمن الوطني.
وكان رئيس الوزراء مانويل فالس قد صرح بأن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص مدرجين على هذا السجل إس". وأكثر من نصف المسجلين على هذه القائمة مدرجون بصفتهم إسلاميين متطرفين أو أشخاص قد يكونوا على علاقة بالأوساط الإرهابية.