جلالة الملك محمد السادس يبعث برقية تعزية ومواساة إلى أسرة الفنانة الراحلة نعيمة سميح    الدكتورة سارة هند جعفر: 8 مارس يوم للاعتراف بريادة المرأة وفرصة للتذكير بحقوقها المسلوبة    مجلس التعاون الخليجي يجدد دعمه الكامل والراسخ للوحدة الترابية للمغرب و يشدد على أهمية تعزيز شراكته الإستراتيجية مع المملكة    إيران ترفض دعوات أمريكية للتفاوض    المجلس الجماعي لأكزناية يعقد دورة استثنائية لمناقشة قضايا تنموية هامة    "حماس" تتفاءل باستمرار الهدنة    بنهاشم يوضح سبب مغادرة الزمامرة    مسؤول أممي: المغرب أصبح وجهة متميزة للمستثمرين في القطاع السياحي    توقيف مهربين للشيرا بالناظور    إنذار أحمر: أمواج عاتية تهدد السواحل الأطلسية المغربية    بعد سبع سنوات عجاف.. أمطار الخير تنعش المغرب وتبعث الأمل    مستجدات تُقرب المتابعين في ملف "اغتصاب" المحامية الفرنسية من الحرية    هدم بنايات عشوائية بالرباط يخلق نقاشا عموميا.. والأسر تبحث عن بدائل    الملك: رحيل سميح "خسارة فنية"    تشييع جنازة الفنانة نعيمة سميح بمقبرة سيدي امحمد ببنسليمان    تأجيل مباراة برشلونة وأوساسونا بعد وفاة طبيب النادي الكاتالوني    تخصيص أكثر من 3,27 مليار درهم لرفع الطاقة الاستيعابية لمطار طنجة إلى 7 ملايين مسافر    ندوة فكرية بطنجة تناقش تحديات ورش الدولة الاجتماعية وآفاقه    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال24 ساعة الماضية    الجمعيات الكشفية الفرنسية بالمغرب في ظل الاستعمار ونشأة الحركة الكشفية المغربية    سميرة سعيد تنعى رفيقة الطفولة نعيمة سميح بكلمات مؤثرة    توقيع اتفاقية لتنفيذ البرنامج الوطني لتكوين الأطفال في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي    النساء بجهة الشمال يمثلن ما يقرب من ثلث اليد العاملة الدائمة في المؤسسات الربحية    الصويرة.. الأمطار تتسبب في انقلاب حافلة لنقل المسافرين (فيديو)    تسجيل أزيد من 24 ألف إصابة بجدري القردة بإفريقيا منذ مطلع 2025    تساقطات ثلجية وأمطار قوية وهبات رياح قوية مرتقبة من السبت إلى الاثنين بعدد من مناطق المغرب    وزير الخارجية الصيني: الصين تسعى إلى تقديم عوامل اليقين لعالم مليء بعدم اليقين    نزول شباب المحمدية للقسم الثاني رسميا    دوق بوكان الثالث سفيرًا جديدًا للولايات المتحدة في المغرب.. أهمية المملكة في الاستراتيجية الدبلوماسية الأمريكية    اليوم العالمي للمرأة.. إسرائيل قتلت 24 صحفية خلال الحرب على غزة    خلال اجتماع استثنائي بجدة... منظمة التعاون الإسلامي تقرر استئناف عضوية سوريا في المنظمة    ترامب يعين ديوك بوكان الثالث سفيرا للولايات المتحدة بالمغرب    رحيل أيقونة الطرب المغربي نعيمة سميح عن عمر 71 عاما    مواجهات ملغومة للكوكب المراكشي ومطارديه وهاجس النجاة حاضر بين خريبكة والمولودية    ترامب: الخلاف مع كندا والمكسيك سيجعل مونديال 2026 "أكثر إثارة"    جمال حركاس يجدّد عقده مع الوداد    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    الفنانة المغربية نعيمة سميح في ذمة الله    نعيمة سميح في ذمة الله    عمرة رمضان 2025: الموسم الذهبي لوكالات الأسفار    قائمة أسود الأطلس النهائية التي قد يختارها المدرب وليد الركراكي    رحيل أيقونة الطرب المغربي نعيمة سميح عن عمر 73 سنة    الفنانة نعيمة سميح في ذمة الله    مكتب الحبوب يدعم الموردين ب14.77 درهم للقنطار    النجم المغربي لامين يامال يثير اهتمام وسائل الإعلام حول توفيقه بين الصيام والتداريب    الصين تفرض رسوما إضافية على المنتجات الفلاحية والغذائية الكندية    تسرب الغاز قبالة سواحل السنغال وموريتانيا.. "غرينبيس إفريقيا" تحذر من الأثر البيئي    الكلايبي: لا نية لبيع مركب محمد الخامس وأولويتنا تأهيل البنية التحتية الرياضية    الملك محمد السادس يمنح بقعا أرضية مجانية لقدماء العسكريين    أفضل النصائح لخسارة الوزن    عمرو خالد: هذه ملامح استراتيجية نبوية ناجعة للتعامل مع تقلبات الحياة    اضطراب الشراهة عند تناول الطعام: المرض النفسي الذي يحوله تجار المكملات الغذائية إلى سوق استهلاكي    مقاصد الصيام.. من تحقيق التقوى إلى بناء التوازن الروحي والاجتماعي    فصل تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان    السمنة تهدد صحة المغاربة .. أرقام مقلقة ودعوات إلى إجراءات عاجلة    خبير يدعو إلى ضرورة أخذ الفئات المستهدفة للتلقيح تجنبا لعودة "بوحمرون"    عمرو خالد: 3 أمراض قلبية تمنع الهداية.. و3 صفات لرفقة النبي بالجنة    في حضرة سيدنا رمضان.. هل يجوز صيام المسلم بنية التوبة عن ذنب اقترفه؟ (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف عن وجود «الفرقة الاجنبية» ضمن دولة داعش..

يكشف وجود الجهادي البلجيكي عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه مدبر اعتداءات باريس وقتل الاربعاء في عملية للشرطة، داخل فرنسا وتحديدا عند اطراف العاصمة عن ثغرات كبرى في نظام مراقبة حدود فضاء شنغن، وفقا لعدد من الخبراء.
وما يزيد من خطورة هذه الثغرات ان الشاب البلجيكي المغربي الاصل المدان والمطلوب والحاضر في العديد من اشرطة الفيديو الدعائية لتنظيم الدولة الاسلامية، تباهى في مجلة «دابق» الالكترونية للتنظيم المتطرف بانه توجه الى بلجيكا في الشتاء ليخطط فيها لعملية احبطت اثر مداهمة نفذتها الشرطة البلجيكية، وبعدها عاد الى سوريا من دون ان يتم رصده.
يكشف وجود الجهادي البلجيكي عبد الحميد اباعود الذي يشتبه بانه مدبر اعتداءات باريس وقتل الاربعاء في عملية للشرطة، داخل فرنسا وتحديدا عند اطراف العاصمة عن ثغرات كبرى في نظام مراقبة حدود فضاء شنغن، وفقا لعدد من الخبراء.
وما يزيد من خطورة هذه الثغرات ان الشاب البلجيكي المغربي الاصل المدان والمطلوب والحاضر في العديد من اشرطة الفيديو الدعائية لتنظيم الدولة الاسلامية، تباهى في مجلة «دابق» الالكترونية للتنظيم المتطرف بانه توجه الى بلجيكا في الشتاء ليخطط فيها لعملية احبطت اثر مداهمة نفذتها الشرطة البلجيكية، وبعدها عاد الى سوريا من دون ان يتم رصده.
وقال مسؤول سابق في المديرية العامة للامن الخارجي الفرنسية لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه »علينا ان نقر بان (فضاء) شنغن غير منيع« موضحا ان »هذا الشاب بسيرته وسوابقه كان يفترض ان يثير دخوله الى اي مكان من فضاء شنغن انذارا احمر«.
وارتقى عبد الحميد اباعود (28 عاما) المكنى ابو عمر البلجيكي مؤخرا داخل هرمية تنظيم الدولة الاسلامية واوردت نشرة »اينتليجنس اونلاين« الالكترونية الخاصة باجهزة الاستخبارات والواسعة الاطلاع عموما انه كلف في يونيو خلال اجتماع لكبار قادة التنظيم الجهادي تدبير عمليات واسعة النطاق في منطقة فرنسا واسبانيا وايطاليا.
وقال اباعود لمجلة دابق مفاخرا »كان اسمي وصورتي يتصدران الصحف وتمكنت من البقاء في بلادهم والتخطيط لعمليات ثم المغادرة بدون مشكلة والعودة الى سوريا حين اقتضت الحاجة«.
ومن الثغرات الاخرى التي كشفتها اعتداءات باريس في جهاز مراقبة حدود فضاء شنغن الذي يضم 26 دولة اوروبية وجود سامي عميمور بين منفذي الاعتداء على صالة باتاكلان الباريسية.
وكان هذا الفرنسي البالغ من العمر 28 عاما اتهم في اكتوبر 2012 بالانتماء الى »عصابة مجرمين ارهابيين« وفرضت عليه المراقبة القضائية غير ان ذلك لم يمنعه من الرحيل بعد عام الى سوريا ما ادى الى صدور مذكرة توقيف دولية بحقه. وتمكن رغم ذلك من العودة الى فرنسا والمشاركة في اعنف اعتداء في تاريخ هذا البلد.
تبديل هوية
ويقول خبير تزوير الوثائق كريستوف نودان »خلافا لما نظن من السهل للغاية على شخص ما الدخول الى الاتحاد الاوروبي والخروج منه بدون ان يتم رصده« مضيفا »يمكن اعتبار اجراءات المراقبة عند دخول شنغن شبه معدومة«.
واوضح »على الارجح، ان هؤلاء الجهاديين لجاوا الى عمليات تبديل هوية، انها الوسيلة المعروفة ب`»هوية الشبه«، يكفي تبديل جواز سفر شخص مطلوب بجواز سفر شخص غير مطلوب يشبهه وسوف يتخطى عمليات الكشف على الهوية بدون اي مشكل«.
واول ما تفعله المجموعات الجهادية حين تتلقى مجندين جددا هو مصادرة اوراقهم الثبوتية، ويقدر عدد المتطوعين الاجانب الذين انضموا الى صفوف الجهاديين بحوالى ثلاثين الفا.
وقال كريستوف نودان »انهم لا يمسون الصورة، بل ان حامل جواز السفر الجديد سيبذل كل ما بوسعه حتى يشبه الصورة قدر الامكان«مضيفا »سوف يدع لحيته ويشذبها بطريقة مماثلة وسينجح الامر في 99 بالمئة من الحالات. انها وسيلة ناجعة ولا داعي لتزوير جواز السفر«.
كما ان تنظيم الدولة الاسلامية يملك الوسائل لشراء اوراق مزورة من افضل نوعية متوافرة. بل اكثر فاعلية من ذلك، فان سيطرته على محافظات كاملة في العراق وسوريا اتاحت له وضع اليد على الاف جوازات السفر العراقية والسورية الفارغة التي يكفيه ان يملأها ببيانات الهوية كما يشاء.
وخلص كريستوف نودان »حين يؤكد اباعود انه تنقل ذهابا وايابا الى اوروبا، فانا اصدقه. وهو ليس الوحيد. الحل الوحيد هو استخدام البيانات البيومترية على النطاق الاوروبي. في كل المطارات وعلى كل الحدود. لكننا ما زلنا بعيدين عن ذلك«.
ولا شك ان مجزرة 13 نوفمبر في باريس وحصيلتها المروعة البالغة 129 قتيلا و352 جريحا ستعزز موقف الذين يدعون داخل الادارات والاحزاب السياسية الاوروبية الى تشديد المراقبة على الحدود واصلاح اليات التعاون بين اجهزة الاستخبارات وخصوصا في مسائل مكافحة الارهاب.
ويعتزم وزراء داخلية الاتحاد الاوروبي خلال اجتماع يعقد الجمعة في بروكسل بطلب عاجل من باريس المطالبة باخضاع المواطنين الاوروبيين ايضا وليس رعايا الدول الاخرى فحسب لتدابير المراقبة على حدود الاتحاد الخارجية.
«لفرقة الاجنبية»
يشكل الجهاديون الفرنسيون والبلجيكيون حوالى الف فرنكوفوني داخل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق من حيث يقاتلون »الكفار« ويدبرون عمليات في اوروبا على غرار اعتداءات باريس التي اوقعت 129 قتيلا الجمعة.
ويؤكد الخبراء ان هؤلاء يخضعون لقيادة كوادر فرنسية او بلجيكية او اشخاص من اصول مغاربية يتمتعون ببعض الاستقلالية خصوصا للتخطيط لاعتداءات في بلدانهم الاصلية.
وصرح رومان كاييه الباحث في الشؤون الاسلامية لوكالة فرانس برس »علينا ان نؤكد مجددا انه لم يعهد لاي فرنسي بمسؤوليات كبيرة في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية. فالفرنسيون ليس لديهم على الارجح الكفاءات اللازمة لتولي مناصب رفيعة كما ان التنظيم يخشى الاختراقات«.
واضاف »لكن بعض الفرنسيين هم قياديون من الصف الثاني. وقد يكون هناك خمسة فرنسيين مكلفين الكتائب او معسكرات التدريب. والبعض مسؤولون دينيون او ائمة وبالتالي نفوذهم ليس كبيرا«.
وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية مرارا في العراق مسؤولية هجمات بسيارة او شاحنة مفخخة يقودها انتحاريون فرنسيون او بلجيكيون ويستهدفون في معظم الاوقات مواقع للجيش العراقي او الميليشيات التابعة له.
وتقدر السلطات الفرنسية ب600 عدد المواطنين الفرنسيين »في ارض الجهاد« (قتل 142 منهم على الاقل و250 عادوا الى بلادهم) في حين تقدر بروكسل بنحو 300 عدد البلجيكيين الموجودين حاليا على الارض (قضى 80 منهم).
مبادرات محلية
وقال ايف تروتينيون المحلل السابق في جهاز مكافحة الارهاب في الادارة العامة للامن الخارجي »كان هناك دائما، ويعود هذا الامر الى معسكرات التدريب للقاعدة في افغانستان، تجمعات بحسب الجنسيات للتفاهم وتفادي التوتر«.
واضاف »لكن يمكننا القول ان هناك جهادا فرنسيا. اعتداءات 13 نوفمبر هي لقاء بين الجهاد الفرنسي الذي يعود تاريخه الى اكثر من عشرين عاما والجهاد الشامل لتنظيم الدولة الاسلامية«.
وتابع ان تنظيم الدولة الاسلامية »منظمة لها قيادة مركزية لكنها تفسح المجال للمبادرات المحلية«. واوضح »انه اللقاء بين ارادة المنظمة الاساسية القيام بشيء ما والشبكات المحلية التي تستند الى شبكاتها الخاصة والمبادرات المحلية«.
وكان مصدر مقرب من التحقيقات في اعتداءات باريس ذكر لوكالة فرانس برس الثلاثاء ان جهاديا فرنسيا يدعى فابيان كلان سجل شريطا صوتيا تلا فيه تبني تنظيم الدولة الاسلامية لاعتداءات باريس وتم بثه على الانترنت.
وقال المصدر ان كلان (35 عاما) كان احد عناصر الشبكات الاسلامية المتطرفة في مدينة تولوز وكان مقربا من محمد مراح الذي قتل سبعة اشخاص بينهم ثلاثة اطفال يهود في 2012.
واضاف ايف تروتينيون انه لهذا النوع من العمليات التي تنفذ في الخارج تعمل المنظمة ك»تجمع جزيئات في تحرك مستمر«. وتابع »هناك زعيم وعناصر تنضم اليه من حين لاخر. ثم تأتي المنظمة وتتبنى المسؤولية في حال نجحت العملية«.
وبالنسبة الى التجنيد تعمل الشبكات الناطقة بالفرنسية كالشبكات الاخرى بفضل الاتصالات الشخصية والاسرية والمعلوماتية.
وقال معهد جيمستاون الاميركي في تقرير بعنوان »الفرقة الاجنبية الجهادية الفرنسية في سوريا« انه »متى انتقل اول المتطوعين الفرنسيين الى البلاد على الارجح اعتبارا من مطلع 2013 ينظمون انفسهم بفضل شبكات التواصل الاجتماعي لاستقدام من فرنسا الاشخاص المهتمين«.
وذكر على سبيل المثال مدينة لونيل الصغيرة في جنوب فرنسا من حيث غادر حوالى ثلاثين شخصا الى سوريا والتي تعد 25 الف نسمة.
أول امرأة تفجر
نفسها في فرنسا
فجرت المراة التي كانت ضمن الارهابيين صباح الاربعاء في سان دوني شمال باريس نفسها حتى لا تقع في قبضة عناصر شرطة النخبة الفرنسية في الشقة التي كانت فيها مع اربعة رجال، في سابقة في فرنسا.
تقول فاطمة لحنيات الباحثة وصاحبة كتاب »نساء انتحاريات، الجهاد النسائي«
ان »الشحن والتعبئة بلغ حدا جعلها تفضل الموت على الاعتقال«.
واضافت »انها بذلك (تعتبر) انها تشارك في الكفاح وهنا لا اهمية لكونها امرأة رغم ان ذلك يضاعف اثر فعلتها على المجتمع«.
ومع ان الكثير من النساء انضممن في العامين الاخيرين الى »ارض الجهاد« في سوريا والعراق فان عدد من اخترن الانتحار قليلات جدا. وبينهن ميريال ديغوك الاسلامية البلجيكية التي فجرت نفسها في نوفمبر 2005 في العراق لدى مرور قافلة اميركية.
رغبة في الموت
واضافت الباحثة »ان مشاركة نساء في مجازر والتسبب في آلام مدمرة، كان يثير دائما ذهولا واشمئزازا واهتمام الراي العام« مضيفة »كيف يمكن فهم رغبة الموت لدى هؤلاء النسوة اللواتي يطمحن للموت ولكن ايضا للقتل؟«.
وتابعت »الدين الاسلامي يدين الانتحار ولدى المسلمين الامر موضع ادانة ايضا لكونه مخالف لدورهن المتوقع (..) لكن ذلك (التحريم) تم تجاهلله خصوصا من قبل لبنانيين وفلسطينيين والقاعدة ومجموعات شيشانية«.
ولكن اوائل النساء الانتحاريات استهدفن قوات احتلال كما حصل في 1985 عندما قادت اللبنانية سناء المحيدلي (16 عاما) سيارتها المفخخة باتجاه قافلة اسرائيلية وقتلت جنديين.
وبعدها نفذت نساء عمليات انتحارية في العراق وباكستان وتركيا واوزباكستان والشيشان واسرائيل.
ومنذ ذلك التاريخ وحتى 2006 »اقدمت اكثر من 220 امرأة على الانتحار ليشكلن 15 بالمئة من اجمالي الانتحاريين« بحسب الباحثة.
وبين الانتحاريات العراقية ساجدة الريشاوي التي حاولت في نوفمبر 2005 تفجير نفسها في عرس فلسطيني في فندق بعمان. وطالب قادة القاعدة بالافراج عنها قبل ان يتم اعدامها اثر اغتيال طيار اردني بايدي مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية.وحاليا فان تنظيم بوكو حرام هو الاكثر استخداما للانتحاريات حيث انه يرسل الى اسواق مزدحمة فتيات بلغ عمر احداهن سبع سنوات وبعضهن معاقات ذهنيا او مخدرات. وفي هذه الحالات يبقي القادة جهاز التحكم بايديهم وهم الذين يفجرون الشحنة التي تحملها الانتحاريات عن بعد.
من جهته قال مارك انطون بيروس دو مونكلو الباحث في معهد بحوث التنمية انه في مادغويري بشمال نيجيريا »الاعتداءات الانتحارية يومية (..) وينفذها خصوصا نساء او فتيان او فتيات انتقاما لمقتل ازواجهن او آبائهن في معارك مع الجيش النيجيري«.
وعادة ما يكون الانتقام لفقدان قريب دافع الانتحاريات الشيشانيات وضمنهن »الارامل السود« اللواتي اوقعن عشرات الضحايا.
لكن لسن كلهن جهاديات فهناك نمور التاميل في سريلانكا او حزب العمال الكردستاني الذي يقدم كنموذج لتحرر المراة وحصنا امام تنظيم الدولة الاسلامية، وقد لجأ التنظيمان الى انتحاريات.
ولئن يعد ائمة التنظيمات الجهادية التكفيرية الانتحاريين بنعيم الجنة وخصوصا الحوريات، فان ذلك لا يصح بالنسبة للانتحاريات. وتقول الباحثة فاطمة لحنيات »ما يمكن ان توعدن به هو الالتقاء مجددا بشخص غال كزوج مفقود مثلا«.
الوسائل متجددة بدورها..
اعادت اعتداءات باريس احياء الجدل حول وسائل الاتصال المشفرة التي يستخدمها الجهاديون مستفيدين من التكنولوجيا الحديثة التي تعجز اجهزة الاستخبارات والمراقبة عن »اختراقها«.
ولم يعرف بعد ماهية وسائل الاتصال التي استخدمها معدو اعتداءات باريس الا ان العديد من وسائل الاعلام المتخصصة تقول ان تنظيم الدولة الاسلامية يستخدم بشكل متزايد تطبيقات ووسائل اتصال مشفرة لتفادي رصده من قبل اجهزة الامن.
وصرح رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية »سي آي ايه« جون برينان في اجتماع الاثنين الموالي في واشنطن ان بعض التقنيات »تجعل من الصعب جدا على اجهزة المراقبة الوصول الى عناصر ضرورية« لاحباط اي هجمات محتملة.
وبرينان ليس وحده الذي يشعر بالقلق فقد حذر رئيسا مكتب التحقيقات الفدرالية »اف بي آي« ووكالة الامن القومي »ان اس ايه« في السابق من ان الجهاديين يستخدمون وسائل اتصال مشفرة للتضليل.
وصرح نائب مدير ال«سي آي ايه» مايكل موريل الاحد على شبكة » «سي بي اس« »اعتقد انه سيتبين لنا انهم يتواصلون من خلال تطبيقات تجارية للتشفير من الصعب جدا لا بل من المستحيل على الحكومات اختراقها«.
واعرب قائد شرطة نيويورك بيل براتون عن قلقه حول الموضوع مشيرا الى ان اجهزته تصطدم غالبا بوسائل اتصال مشفرة يتم استخدامها بشكل متزايد مع الهواتف الذكية التي تعمل بنظامي آبل او غوغل.
وتابع براتون في مقابلة على »ام اس ان بي سي« »اننا نواجه ذلك دائما«،مضيفا »لدينا عملية كبيرة في نيويورك نعمل من اجلها بشكل وثيق مع شعبة مكافحة الارهاب وغالبا ما نواجه مثل هذه الامور فنحن نراقب مشتبه بهم ثم يختفون. ينتقلون الى هذه التطبيقات المشفرة وعلى مواقع لا يمكننا دخولها«.
ومضى براتون يقول »هذه التقنيات ابتكرتها الشركات خصيصا بحيث لا تتمكن هي نفسها من اختراقه«.
وحتى الان، ترفض كبرى شركات التقنيات الجديدة طلبات الوصول الى بيانات مشفرة في قضايا تحقيق مهمة، بل قامت على العكس بتعزيز جهودها في مجال التشفير بعد التسريبات التي قام بها المتعاقد السابق مع وكالة الامن القومي في 2013 ادوارد سنودن.
باب سري
الا ان المراقبين يعتقدون ان الوضع سيتغير بعد الاعتداءات الدامية في باريس.
ويقول بنجامين وايتس محرر مدونة »لوفير« القانونية ان »اثبات ان الارهابيين استخدموا وسائل تشفير للتواصل وللقتل يمكن ان يشكل منعطفا في الجدل الذي كان يقتصر حتى الان على الخوف من وكالة الامن القومي«.
ويرى ستيف فلاديك استاذ الحقوق في الجامعة الاميركية ومحرر مدونة »جاست سيكيوريتي« انه من المبكر بعد »القول اذا كان التحقيق المتعلق باعتداءات باريس سيؤدي الى تعديل المعايير في الجدل الحالي حول التشفير«.
ويشدد العديد من الخبراء التقنيين والناشطين من اجل الحقوق المدنية على ان افساح مدخل سري للسلطات في وسائل الاتصال المشفرة سيؤدي الى تراجع الامن بشكل عام كما سيكون معناه ان الصحافيين او الاشخاص الذين يعيشون في ظل انظمة قمعية سيفقدون وسيلة تتيح لهم التواصل بحرية.
ويقول جوزف هال من مركز الديموقراطية والتكنولوجيا »لم نتمكن ابدا من ايجاد (باب سري) يمكن ان يميز بين الاشرار والصالحي«، مشددا على ان السماح بمثل هذه المداخل السرية »من شانه اضعاف« هذه الانظمة بشكل عام.
اما مارك روتنبورغ رئيس مركز الكترونيك برايفسي انفورميشن سنتر فقال انه لا يوجد في الوقت الحالي »دليل على ان احد انظمة التشفير شكل عائقا امام تحقيق مرتبط باعتداءات باريس، فالامر يمكن ان يتعلق ايضا بتقصير على صعيد الاستخبارات«.
وعلق بروس شناير مشفر ومدير شركة »رزيليانت سيستمز« للامن الالكتروني »سيستغلون (اعتداءات باريس) لاقناع الناس بضرورة ايجاد ابواب سرية«، مضيفا »يمكن ان يتغير الامر لان الناس خائفون«.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.