كشف رئيس جهاز الأمن الفرنسي برنار ارسيني في حوار له مع صحيفة «لوموند» الفرنسية النقاب عن تفاصيل محمد مراح منفذ هجومات مدينتي تولوز ومومنتوبان التي قتل فيها سبعة أشخاص. ووفقا لمصادر إعلامية فقد وصف رئيس جهاز الأمن الفرنسي بارنار ارسيني محمد مراح بالمخبر لدى أجهزة الأمن الفرنسية. وأضاف برنار وفقا لمقاطع من الحوار نشرتها صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أول أمس الاحد، بأن محمد مراح كان مخبرا لدى أجهزة الامن الفرنسية التي لم تكن تصنفه كرجل خطر حتى قطع اتصالاته بالأجهزة الأمنية بداية السنة الحالية، وأن مراح وصل في نونبر 2010 إلى اسرائيل في زيارة خاصة واعتقل في القدس بعد اكتشاف خنجر في حقيبته ثم أطلق سراحه. وأدت تصريحات برنار، حسب ذات المصادر، إلى تعزيز الانتقادات الفرنسية المتعلقة بالفشل الاستخباري، ما أجبر الرئيس ساركوزي وخلال جلسة خاصة عقدها يوم السبت الماضي المجلس الامني الخاص، الى تبني قرارات واجراءات الاجهزة الامنية، معلنا تحمله المسؤولية الشخصية عن هذه القرارات. وتذكر هذه الاقوال في حال ثبوتها بقضية عميل الشاباك المعروف اسرائيليا باسم «شمبانيا» والذي كان مسؤولا عن تشغيل قاتل اسحاق رابين يغال عمير، الذي كان وفقا للمصادر الاسرائيلية مرشدا لدى الشاباك قبل اغتيال رابين ما اعتبر فشلا استخباريا كبيرا . وبالموازاة أعلنت النيابة العامة بمحكمة باريس، أول أمس الأحد، عن فتح تحقيق قضائي ضد الشقيق الأكبر لمحمد مراح، وذلك للاشتباه في تواطئه في ارتكاب جرائم القتل التي اقترفها شقيقه . وأكدت النيابة العامة في بيان أن التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن مكنت من وجود أدلة ضد عبد القادر مراح (29 سنة) كشريك في ارتكاب الجرائم المذكورة . وتم تقديم عبد القادر مراح أول أمس أمام قاضي التحقيق بتهمة التواطؤ في هذه الجرائم وتشكيل عصابة اجرامية والاعداد لأعمال ارهابية. وقد ألقت الشرطة القبض على عبد القادر مراح الأربعاء الماضي، وتم استجوابه هو وصديقة له في مركز مكافحة الإرهاب التابع للشرطة الفرنسية في باريس. وتم إطلاق سراح صديقته في وقت سابق من الأحد. هذا وقد أقيم مساء يوم الأحد بالدار البيضاء بكنيس «بيث إيل»، حفل ديني ترحما على أرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي على مدرسة يهودية بتولوز. وتمت خلال هذا الحفل تلاوة برقية تعزية لأسر الضحايا الذين هم من أصل مغربي، والتي وجهها جلالة الملك محمد السادس للحاخام الأكبر بالمغرب هارون مونسونيغو. وقد نظمت بعد زوال أول أمس الأحد عدة مسيرات صامتة عبر أرجاء فرنسا إحياء لذكرى ضحايا هجمات تولوز السبعة، ضمنهم ثلاثة جنود من أصل مغاربي، من بينهم عماد بن زياتن ضابط الصف في الجيش فرنسي، وثلاثة أطفال ومدرس يهود. وشارك آلاف الأشخاص من مختلف الأديان والانتماءات السياسية في هذه المسيرات، التي جاءت بدعوة من عدة منظمات مختصة في مكافحة العنصرية والتمييز، ونظمت بباريس وتولوز وستراسبورغ وليون إضافة الى مدن فرنسية أخرى. وعشية نقل جثمان المظلي الفرنسي من أصل مغربي، الذي قتل، تم تنظيم مسيرة بيضاء إحياء لذكراه بمدينته قرب روان (شمال غرب فرنسا). واصطف نحو 400 شخص وراء لافتة بيضاء تضم اسم عماد والضحايا الستة الآخرين كتب عليها ««لن ننسى أبدا». « وشيعت أول أمس الأحد بالمضيق جنازة المظلي الفرنسي من أصل مغربي عماد بن زياتن، بحضور جماهير غفيرة يتقدمها والدا المرحوم وأفراد من عائلته، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات الحكومية والمسؤولين. وأقيمت الجمعة جنازة للفقيد بمسجد يحيى بسانت اتيان دو روفراي، وهي بلدة قريبة من سوتفيل لي روان، حيث يقيم والدا عماد، بحضور العديد من المسلمين، غالبيتهم مغاربة مقيمون في نورماندي ومسؤولون مغاربة، على الخصوص القنصل العام للمغرب ببونتواز. كما أقام مسلمو منطقة نورماندي (شمال غرب باريس) بعد صلاة الجمعة، حفل تأبين بأحد المساجد قرب روان لروح المظلي الفرنسي من أصل مغربي.