الصورة: من جنازة الراحل (أ.م.ب برس) أكدت شهادات في حق عماد بنزياتن المظلي الفرنسي من أصل مغربي الذي ذهب ضحية الإرهاب الأعمى٬ والذي ووري جثمانه الثرى بعد ظهرالأحد بمدينة المضيق نموذجا للكرم والخصال الانسانية ٬ كما كان دائم الابتسامة ٬ والاستعداد للتضحية ٬ وفخورا بفرنسا التي خدمها وبالمغرب الذي ينحدر منه. وفي هذا الصدد قال شقيقه الاصغر نوفل الذي أعرب عن تأثره البالغ بالاستقبال الحار الذي حظيت به عائلته من طرف السلطات العليا بالبلاد وب"دعم بلدنا وأشقائنا المغاربة الذين شاركونا هذه اللحظات من الحزن والصدمة" ٬ إن الراحل "كان رجلا كريما ومرحا" . وأضاف نوفل أن هذا العمل الارهابي "لا يمت بصلة لديننا الاسلام الذي نفتخر بالانتماء اليه". أما والدته التي عجزت عن كبح دموعها٬ فقالت انها صدمت من الاختفاء المفاجئ لابنها٬ وعبرت عن تأثرها البالغ ببرقية التعزية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لاسرة الفقيد والتي سلمها إياها السيد عمر عزيمان مستشار جلالة الملك ٬ والتي أدان فيها جلالته هذا العمل الجبان الذي يتنافى مع القيم الإنسانية والديانات السماوية الثلاث. وأعربت لطيفة التي كانت تحمل صورة ابنها بين ذراعيها٬ عن اعتزازها بولدها والحب الذي كان يكنه دائما لبلده الأصلي المغرب. من جانبه٬ أشاد كاتب الدولة الفرنسي في الدفاع المكلف بقدماء المحاربين مارك لافينيور ٬ الذي قاد وفدا رسميا فرنسيا في مراسم التشييع ٬ بالمظلي عماد مشددا على ضرورة القيام بمعركة مشتركة ضد الارهاب ٬ مضيفا ان هذا الامر "يعد شأنا يهم جميع الديمقراطيات للحفاظ على قيم الحرية والديمقراطية والعدالة والتضامن". وبعد ما نوه المسؤول الفرنسي بمسار هذا المظلي قال إن عماد يجسد فعليا هذه المعركة كما يعد " شابا نموذجيا يومن بقيم بلاده" ومن خلال جنسيته المزدوجة أقام عماد روابط دائمة بين المغرب وفرنسا. ولم يفت المسؤول الفرنسي الاشادة بالملسمين الذين حرصوا على إدانة هذا العمل الارهابي . من جانبه٬ استحضر العقيد ب. فوش ومفتش من الهيئة التي ينتمي اليها المظلي عماد خصال الفقيد التي من بينها الاستعداد والتجند الدائم للدفاع عن وطنه ما أهله للحصول على أوسمة عرفانا للخدمات التي أسداها على مدى ثماني سنوات خاصة في الغابون وافريقيا الوسطى وتشاد والكوت ديفوار. ويذكر أن عماد بنزياتن أول ضحية يلقى حتفه على يد القاتل المحترف محمد مراح٬ الفرنسي من أصل جزائري٬ الذي أشاع الفزع في منطقة تولوز٬ حيث قام بقتل سبعة أشخاص من بينهم عسكري مسلم وأربعة أشخاص من ديانة يهودية ضمنهم ثلاثة أطفال قبل أن يتم قتله والسلاح في يده من قبل الشرطة الفرنسية. وأقيمت جنازة الفقيد بمسجد يحيى بسانت اتيان دو روفراي٬ وهي بلدة قريبة من سوتفيل لي روان٬ حيث يقيم والدا عماد٬ بحضور العديد من المسلمين٬ غالبيتهم مغاربة مقيمون في نورماندي٬ومسؤولون مغاربة٬ على الخصوص القنصل العام للمغرب ببونتواز. كما أقام مسلمو منطقة نورماندي (شمال غرب باريس)٬ بعد صلاة الجمعة٬ حفل تأبين بأحد المساجد قرب روان لروح المظلي الفرنسي من أصل مغربي. وأقيمت صلاة الغائب ترحما على روحي عماد بنزياتن ومحمد لغواد المظلي المسلم الآخر٬ الذي لقي حتفه أيضا على يد القاتل نفسه في مونتوبان في جميع مساجد فرنسا عقب صلاة الجمعة بطلب من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والعديد من الهيئات الدينية الأخرى. وأشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كلمة له خلال حفل تأبيني بمونتبون بالمظليين الثلاثة من أصل مغاربي وضمنهم الفرنسي من أصل مغربي عماد بنزياتن"