أقام مسلمو منطقة نورماندي (شمال غرب باريس)٬ بعد صلاة جمعة 23 مارس الجاري٬ حفل تأبين بأحد المساجد قرب روان لروح المظلي الفرنسي من أصل مغربي٬ عماد بن زيتان٬ الذي قتل في 11 مارس بتولوز٬ وذلك قبل نقل جثمانه الى المغرب حيث سيوارى الثرى بالمضيق. وكان عماد بن زيتان اول ضحية يلقى حتفه على يد القاتل المحترف محمد مراح٬ الفرنسي من اصل جزائري٬ الذي أشاع الفزع في منطقة تولوز٬ حيث قام بقتل سبعة أشخاص من بينهم عسكري مسلم آخر وأربعة أشخاص من ديانة يهودية٬ وثلاثة أطفال قبل أن يتم قتله والسلاح في يده من قبل الشرطة الفرنسية. وأقيمت الجنازة بمسجد يحيى بسانت اتيان دو روفراي٬ وهي بلدة قريبة من سوتفيل لي روان٬ حيث يقيم والدا عماد٬ بحضور العديد من المسلمين٬ غالبيتهم مغاربة مقيمون في نورماندي٬ ومسؤولون مغاربة٬ على الخصوص القنصل العام للمغرب ببونتواز. وفي لحظة مؤثرة٬ وأمام النعش المغطى بالعلمين الفرنسي والمغربي٬ تضرع والد وشقيقا الراحل الى الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. وفي خطبته٬ أدان إمام مسجد يحيى٬ العمل الارهابي الذي راح ضحيته عماد٬ البالغ من العمر 30 سنة٬ باعتباره عملا دنيئا٬ لاسيما وان القاتل تجرأ على ارتكابه باسم الاسلام في حين ان الدين الاسلامي براء منه إذ يدعو الى السلام وينبذ العنف. وأعرب عن اسفه لكون هذه الجريمة تقدم صورة سيئة عن الاسلام في فرنسا وخارجها وتخلط بين الاسلام والإرهاب. وبعد هذا التأبين٬ الذي جاء تعبيرا عن التضامن مع اسرة الفقيد المكلومة وترحما على روح الراحل٬ سيتم تنظيم مسيرة بيضاء٬ غدا السبت٬ انطلاقا من منزل والديه بسوتفيل لي روان وتذكار الموتى بروان. وسيرافق كاتب الدولة الفرنسي في الدفاع المكلف بقدماء المحاربين٬ مارك لافينور٬ كممثل للحكومة الفرنسية٬ غدا السبت٬ أسرة وجثمان الراحل عماد الذي سيواري الثرى بالمضيق. ومن جهة أخرى٬ أقيمت صلاة الغائب على روح عماد ومحمد ومحمد لغواد٬ المظلي المسلم الآخر الذي لقي حتفه أيضا على يد القاتل نفسه في مونتوبان٬ في جميع مساجد فرنسا عقب صلاة الجمعة٬ بطلب من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والعديد من الهيئات الدينية الأخرى. وقبل ذلك٬ تم الترحم على روح الراحل عماد خلال حفل تأبين ترأسه الرئيس الفرنسي٬ نيكولا ساركوزي٬ في ثكنة بموتوبان (جنوبفرنسا). وبعد ترحمه على ارواح الضحايا٬ نوه الرئيس ساركوزي بمسار المظلي عماد٬ قائلا إنه كان "مظليا متميزا" قدم في اقل من ثماني سنوات من عمله٬ وفي سن ثلاثين سنة فقط٬ خدمات مشرفة في مختلف مسارح العمليات بالغابون وافريقيا الوسطى وتشاد وكوت ديفوار. وقد تم استقبال اسرة عماد بعد الحفل من قبل الرئيس ساركوزي.