قد تكون ظاهرة عدم التحاق الأساتذة بالعمل ببعض المناطق في التاريخ المحدد مشكلة تفطنت لها الوزارة الشئ الذي دفع هذه الأخيرة إلى اتخاذ إجراءات لحل هذا المشكل (مراسلات في هذا الشأن،الرقم الأخضر...).إلا أن المسألة التي تغيب عن أعين الوزارة أو يعلمونها ويتجاهلونها وهي غياب أساتذة قبل وبعد العطل البينية بنيابة أسا-الزاك وبتواطؤ مع بعض المديرين.الأمر الذي أصبح يرهق أباء وأولياء التلاميذ في ظل عدم تعاون مدراء المؤسسات وذلك بإلزام الأساتذة باحترام جداول حصصهم والانتظار حتى يوم دخول العطلة حيز التنفيذ،حتى أن المتابع يعتقد أن غياب الأساتذة والتلاميذ قبل وبعد العطل التي تتخلل الموسم الدراسي بات "ثقافة شعبية".فما العمل إزاء هذه الظاهرة ؟ أن من يلقي نظرة على داخل أي مؤسسة تعليمية بنيابة أسا-الزاك خلال الأسبوع الأخير قبيل العطلة البينية يلمس خلوها من تواجد التلاميذ وغياب ظاهر لبعض الأساتذة وأن شعرت بصوت داخل القاعات فإنك ستشاهد قلة من التلاميذ أمامهم أستاذ حائر هل ينجز الدرس أم يكتفي بمراجعة دروس سابقة. وفي اتصال لصحراء بريس بمجموعة من الأساتذة وآباء وأمهات التلاميذ جاءت مداخلاتهم كالتالي : ذكر"ح.ب.أستاذ"بأن هذا المشكل مركب وتساهم فيه كل الأطراف ،بدأً من الإدارة التي تغض الطرف عن غياب أساتذة بعينهم(شراء لصمتهم وضماناً لولائهم) بحجج واهية كأزمة النقل، رغم علمها أن هذا يؤدي لتقويض مصلحة المتعلمين وهدر عدد كبير من الساعات التي كان من المفترض أن يستفيد منها التلميذ مما ينعكس سلباً على تحقيق الأهداف المنشودة ،وأضاف أن هناك أساتذة يشجعون التلاميذ صراحة أو تلميحاً على الغياب قبيل العطل ليجدون هم كذلك مبرراً (غير قانوني) للتغيب.كما قال أن التلاميذ أنفسهم مساهمين بشكل كبير في تفشي هذه الظاهرة حيث تنعدم عند معظمهم الرغبة الجادة في التعلم كما يكثر التذمر في صفوفهم.. وأوضح"ل.ب.أب لتلميذ" أن هذا المشكل مقلق ويتكرار في كل مواسم،وهو راجع بالأساس لتهاون الإدارة التربوية وعدم صرامتها،وقلة وعي أولياء الأمور بالآثار المترتبة على غياب أبناءهم،حيث تخطط بعض الأسر للسفر قبل العطلة،بل حتى الأسر التي تحافظ على الدوام المدرسي لأبنائها أصبحت تمارس ذات السلوك ام خوفاً أن يتأثر أبناءهم بسلوكيات غير سوية يفرضها الفراغ في المؤسسات التعليمية أو رفض الأبناء الذهاب لان الجميع لن يحضر والأستاذ لن يشرح الدرس. ووفقته في الرأي "ع.ب.أم تلميذ" مؤكدة على أنها حريصة على ذهاب أبناءها إلى مؤسساتهم التعليمية إلا أن المشكلة لديها أنه قبل العطل بثلاثة أيام يتوقف شرح الدروس دون حسيب ولا رقيب على رغم من حضور عدد لأبأس به من التلاميذ ،مما دفعها إلى قبول تغيب أبناءها مبينة أنه لو تم برمجة فروض المراقبة المستمرة في الأيام التي تسبق العطلة ولو أن اليوم الدراسي يمر طبيعياً بحضور أساتذة جميع المواد كباقي الأيام لما تغيب التلاميذ،ولو تم تبليغ الوزارة بلائحة الأساتذة المتغيبين ومحاسبتهم لما تجرؤا على تكرار ذات الفعل في كل موسم دراسي. وقال احد الإداريين أنه لا يجوز التعميم وأن الظاهرة تشمل مؤسستين هما :ثانوية عقبة بن نافع وإعدادية المسيرة الخضراء، وبخصوص برمجة الفروض قبيل العطلة البينة ضماناً لحضور التلاميذ،فقد أجاب أن هناك مذكرات وزارية لتوزيع الفروض طيلة الاسدس وأن الإدارة لا دخل لها في هذه العملية. أمام استمرار هذه الظاهرة وتكرارها في كل مواسم يبرز سؤالين مهمين :هل تغيب هذه الظاهرة الخطيرة عن ناظر نائب وزارة التعليم باسا-الزاك ؟وهل سيقف مكتوف الأيدي إزائها ؟