رغم أن حالة مرض السيدا بالعيون تبقى مستقرة نوعا ما و لا تصل إلى مستوى الخطورة بالمقارنة مع الجهة الأولى في المملكة ،و التي تحتلها جهة سوس ماسة درعة تليها جهة مراكش تانسيفت الحوز ، أما المركز الثالث فاحتلته جهة الدارالبيضاء الكبرى حسب إحصائيات وزارة الصحة فمع ذلك فقد سجلت عدة إصابات بالسيدا في صفوف الجنسين خصوصا النساء ممتهنات الدعارة أقدم مهنة في التاريخ أو الفتيات اللواتي يتوفرن على أكثر من شريك جنسي ، و كذلك البحارة و بعض التجار و السائقين المتجولون ..والملاحظ عند مقاربتنا لهذا الموضوع أن النظرة العامة للمجتمع تنهج أساليب العزل و الاحتقار للمصاب بالسيدا . و في أكبر المدن الصحراوية تعمل المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا بالمغرب فرع العيون و هو الفرع السادس عشر للمنظمة بالمملكة و الموجود بشارع بوكراع ، بعدة مناهج لمكافحة المرض بالعيون من خلال التحسيس بخطورة هذا الداء الفتاك ، ثم تشخيص المرض بأسلوب سريع و مجاني و سري في غضون عشر دقائق ، بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الأدوية و العوازل الطبية ..، مع العلم أن المنظمة تقوم بعدة أنشطة ميدانية منذ افتتاح الفرع سنة 2006 ، و كان أخر نشاط إشعاعي لها "الحملة التحسيسية و التشخيصية من 21 يونيو إلى 25 منه2010 ، و استهدفت هذه الحملة مدن العيون و طرفاية و المرسى.. ، بالإضافة إلى قرية البحارة بتاروما ، و رغم المجهودات الجبارة التي يقوم بها طاقم المنظمة الشاب و المتنوع ، فإن عدة احتياجات تطرح نفسها على أرض الواقع خصوصا مع تراجع الدعم الدولي بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية ، و هذا هو ما وقف عليه المهتمون في مؤتمر " فيينا "الأخير بينما كانت المنظمات المكافحة للمرض تنتظر دعم دولي يقارب خمسة و عشرون مليار دولار ، فإن الدعم لم يتجاوز إحدى عشرة مليار دولار ، هذا على الصعيد الدولي ، أما على المستوى المحلي بمدينة العيون فالمصابون بالسيدا يعانون جملة من المشاكل خصوصا مشكل غياب منح سندات النقل من أجل التنقل إلى مدينة أكادير سواء لتأكيد التحليلة أو للعلاج و أخذ بعض الأدوية، مع العلم أن كل مصاب بالسيدا يحتاج إلى زيارة أكاديراكثرمن ست مرات في السنة ، زيادة على الحاجة الملحة إلى السيارة الحاملة للمختبر المتنقل و دعم الأنشطة التوعوية كل هذه المشاكل قادرة على حلها ولاية العيون من خلال إمكانياتها الكبيرة و تخصيص بعض مشاريع التنمية البشرية لمساعدة و خدمة حاملي فيروس السيدا الذين تزداد معاناتهم يوما بعد يوم ، فهل المصابين بمرض السيدا ليسوا مواطنين ؟