تحتل جهة سوس ماسة درعة المرتبة الأولى من حيث عدد المصابين 89 في المائة من المصابين بالجهة، يقطنون بمدن أكادير وإنزكان وتارودانت متبوعة بجهتي مراكش تانسيفت الحوز والدار البيضاء الكبرى ثم بجهة الرباطسلا زمور زعير. خلد المغرب، على غرار دول المعمور، اليوم العالمي لمحاربة السيدا، وهي مناسبة لتقريب المواطنين من الحالة الوبائية بالعالم عموما وبالمغرب بشكل خاص، وعلى الأخص بجهة سوس ماسة درعة التي تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المصابين، حيث يتواجد فيها ربع المصابين المغاربة. وأشارت الإحصائيات الرسمية إلى أن أعلى الأرقام وطنيا خلال السنين الأخيرة سجلت بذات الجهة، من خلال الفحوصات الطبية التي أجرتها المنظمات غير الحكومية بشكل مجاني وتطوعي، وكذا التي تم اكتشافها من خلال التحليلات الطبية والكشوفات التي أجريت للمرضى لدى المشتسفيات العمومية والعيادات. وهكذا تم تسجيل أزيد من 400 مصاب بالجهة بنسبة 23.44 في المائة، من مجموع المصابين في المغرب. وتفيد تقارير الجمعيات العاملة في محاربة السيدا بأن 89 في المائة من المصابين بالجهة، يقطنون بمدن أكادير وإنزكان وتارودانت، و35 في المائة بباقي المناطق، و80 في المائة تتراوح أعمارهم ما بين 15 و44 سنة، و99.7 في المائة مغاربة، 74 في المائة منهم حضريون. وأوضحت تقارير الجمعيات العاملة في هذا المجال بجهة سوس ماسة درعة أن العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة تشكل الطريقة الأكثر تنقيلا للعدوى، حيث تشكل نسبة المصابين بهذه الطريقة 76 % من مجموع المصابين، فيما تشكل نسبة المصابين بالعدوى نتيجة اللواط والمخدرات 4%، فيما نقل المرض من الأم المرضعة إلى أبنائها يؤدي إلى إصابة نسبة 3%. أما على مستوى الفئات العمرية، فتمثل فئة الشباب أكبر نسبة من المصابين، حيث بلغت68 % ما بين 30 و39 سنة، و42% ما بين 15 و29 سنة. هذا، بينما بلغت نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة 3%. ويحتمل أن يكون 600 طفل مصابين بفيروس السيدا، على قاعدة إمكانية إصابة 245 طفلا سنويا. وسجلت الإحصائيات أن نسبة إصابة النساء في تزايد مسترسل، حيث انتقلت من 24 % ما بين سنتي سنة 86/92 إلى 47 % ما بين سنتي 2003/2007، تمثل المتزوجات 30 % منهن والعازبات 18 % والأرامل 14 %. وتأتي جهة سوس ماسة درعة متبوعة بجهتي مراكش تانسيفت الحوز والدار البيضاء الكبرى بنسبة 15%، ثم بجهة الرباطسلا زمور زعير بحوالي 9 في المائة. وذلك بعد أن أعلنت وزارة الصحة تسجيلها ل 137 حالة جديدة منذ مطلع عام 2007. وقال مسؤولون إن هذه الأرقام تمثل عدد الحالات المعلن عنها فقط،، في حين أن عدد الأشخاص الحاملين للفيروس غير معروف إلى حد الآن، لكون مراكز التشخيص والعلاج لا تغطي جميع جهات ومناطق المغرب. تخوفات من الانتقال إلى الوباء تبقى جهة سوس ماسة درعة مستنقع الداء على المستوى الوطني، حسب ما تؤكده كل الإحصائيات، إذ سجلت سنة 2007، حسب وزارة الصحة، 137 حالة جديدة، أضيفت إلى 290 حالة تم الإقرار بها سابقا بالمنطقة، منها 61% من الذكور و39% من الإناث، وتحتل أكادير حاليا المرتبة الأولى بالمغرب من حيث عدد ونسبة المصابين بالسيدا ووتيرة انتشار الداء ب180 حالة، ثم تارودانت ب140 حالة، وإنزكان أيت ملول ب120 حالة، ثم تيزنيت، ورزازات ب8 حالات واشتوكة وزاكورة بأربع حالات. وحسب أكثر من مصدر، فإن المهددين والمعرضين لخطر الإصابة لا يلجؤون إلى إجراء التحاليل أو إلى الجمعيات إلا نادرا جدا. ولعل أهم ما ميز إحصائيات هذه السنة الارتفاع الصاروخي لنسبة النساء من بين الحالات المسجلة، حيث انتقلت من 16 % في بداية التسعينيات إلى حوالي 40 % هذه السنة. أما من حيث العمر، فقد تم تسجيل نسبة 52 % من الحالات في الفئة العمرية بين 30 و44 سنة، و27 % في صفوف الفئة العمرية المتراوحة بين 15 و29 سنة، أما الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و59 سنة فلا يتجاوزون 17 %. ومهما كانت الإحصائيات المتوفرة فإنها تبقى نسبية وغير مكتملة وبعيدة عن أن تعكس الوضعية الحقيقية باعتبار عدم توفر إمكانية الفحص بكل مناطق الجهة، وخاصة تلك التي لا تنشط بها الجمعيات التي تشتغل في مجال مكافحة السيدا وفي ظل غياب الوعي بأهمية الكشف والاستخفاف بالوضعية. مسؤولية من؟ من الصعب تحميل المسؤولية لهذا الطرف أو ذاك في ما آلت إليه الأوضاع بالجهة. فالكل مسؤول ولكل واحد جانب من المسؤولية. فالبعض يحمل المسؤولية للدولة التي ربما لم تتعاط الأوضاع بالجدية اللازمة ولازالت تتعامل بكثير من الاستخفاف واللامبالاة تجاه وضع بدأ يقترب في بعض المناطق من الوباء المعمم الذي ينذر بكارثة محققة، وذلك بعد أن تركت الدولة «الحمل» على عاتق جمعيات المجتمع المدني التي تعتمد العمل التطوعي بإمكانيات محدودة وانتظارات عريضة وخصاص مهول في الخدمات الصحية والتحسيس، إذ لم تعمل الدولة على نشر مراكز الفحص أو حتى تنظيم حملات للكشف. كما قامت بتوقيع اتفاقيات التبادل الحر، خاصة مع الولاياتالمتحدة، دون أن تأخذ بعين الاعتبار البنود المتعلقة ببراءة الاختراع التي تحرم المغرب من إمكانية استنساخ الأدوية لمدة 20 سنة، مما سيجعل أدوية السيدا باهظة الثمن. هذا، فيما يرى البعض أن السياحة الجنسية عامل أساسي في انتشار السيدا حتى في أوساط الأطفال، علما بأن جملة من التقارير الدولية تصف أكادير بوكر من أوكار السياحة الجنسية، ومن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بأكادير ونواحيها ممتهنات الجنس والشواذ جنسيا. بينما يحمل البعض الآخر المسؤولية للمواطن الذي يورط نفسه في سلوكات وممارسات خطيرة ولا يكلف نفسه عناء متابعة البرامج التحسيسية في وسائل الإعلام.