وصل عدد المغاربة المصابين بفيروس فقدان المناعة المكتسبة السيدا 2.798 مصابا، أي 0.08 في المائة من مجموع ساكنة المغرب و22.300 آخرين يقدر أنهم يتعايشون مع الفيروس، مع تسجيل ارتفاع نسبة الإصابة بين الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى، والمتمثلة في محترفات الجنس، حيث بلغت نسبة الإصابة بينهن 2.13 في المائة، ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن بنسبة 1.64 في المائة. هذه هي آخر الأرقام التي كشفت عنها وزارة الصحة في اليوم العالمي ضد السيدا أمس. ويعتبر الاتصال الجنسي الغيري الطريقة السائدة في انتقال فيروس السيدا، والذي يشكل 87 في المائة من طرق الانتقال، تليه طرق الانتقال الأخرى من تحاقن الدم ومن الأم إلى الطفل واستعمال المخدرات عن طريق الحقن والاتصال الجنسي المثلي، فيما ازدادت نسبة حالات السيدا لدى النساء والتي لم تكن تتعدى 18 في المائة بين 1986 و1990، لتصل إلى 40 في المائة في الفترة ما بين 2004 و2008. الفئة العمرية ما بين 30 و39 سنة هي الأكثر إصابة بالفيروس بنسبة 41 في المائة، تليها الفئة العمرية ما بين 15 و29 سنة بنسبة 24 في المائة والفئة ما بين 40 و49 سنة بنسبة 20 سنة، فذوي الخمسين سنة فما فوق بنسبة 8 في المائة، فالأقل من 15 سنة بنسبة 2 في المائة. وأوضحت المعطيات الرقمية أن مرض فقدان المناعة المكتسبة يتمركز بشكل مكثف في خمس مناطق من أصل ست عشرة تشمل لوحدها ما يقارب ثلثي مجموع الحالات المصرح بها، وهي سوس-ماسة-درعة ب21 في المائة من الحالات، فالدار البيضاء الكبرى ب15 في المائة من الحالات، تليها مراكش-تانسيفت-الحوز ب15 في المائة، فالرباط-سلا-زمور-زعير ب9 في المائة، ودكالة-عبدة ب8 في المائة من الحالات. 95 في المائة من حالات السيدا المسجلة هي من جنسية مغربية، كما أن 83 في المائة منهم يعيشون في المناطق الحضرية. وخلال السنوات الأخيرة، تزايد عدد الحالات في الأوساط القروية وخاصة في جهة سوس ماسة درعة بنسبة 24 في المائة، لاسيما إقليمتارودانت ب34 في المائة من الحالات، وجهة دكالة-عبدة ب28 في المائة من الحالات. أما بخصوص مؤشرات تقييم المخطط الاستراتيجي الوطني لمحاربة السيدا 2007-2011، فقد بلغت النفقات المخصصة لمكافحة السيدا سنة 2008، 76.6 مليون درهم تغطي ميزانية الدولة 28 في المائة منها، فيما 56 في المائة يمنحها الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا و16 في المائة تمنح عن طريق الأممالمتحدة والتعاون الثنائي (هذه الميزانية يتم اقتسامها بين 24 ألف مصاب أي أن كل واحد منهم يحصل على درهم8.5 يوميا للعلاج). وبلغ عدد الشباب والنساء الذين تم تحسيسهم بشأن فيروس السيدا 754 ألف شخص، كما أن 51.2 في المائة من ممتهنات الجنس خضعن للفحص في 12 شهرا الأخيرة وعلى علم بالنتيجة. وفي كلمة ألقتها وزيرة الصحة ياسمينة بادو بالمناسبة، أوضحت أنه تم إعداد برنامج للتوعية والتدريب لفائدة الأئمة والمرشدات، وتم توسيع برنامج التربية النظامية وغير النظامية لفائدة الشباب والنساء. وأضافت الوزيرة بالقول: «خلال سنتي 2007 و2008، شرعنا في برنامجين جديدين في مجال الوقاية، يتعلقان بتقليص المخاطر التي يتعرض لها مستعملو المخدرات عن طريق الحقن، أما الثاني فيتعلق بالوقاية عن قرب لدى الفئات المهاجرة»، مشيرة إلى كون الوزارة تعمل على تقليص تكلفة العلاج من خلال الاتفاقيات المبرمة مع المؤسسات الدولية والشركات الصيدلية والتفاوض مع منتجي الأدوية الجنيسة ومستورديها. وكشفت الوزيرة أنه يتم الإعداد حاليا لمخططات إستراتيجية لمكافحة السيدا في أربع جهات جديدة هي الرباط-سلا، دكالة -عبدة، فاس-بولمان ومكناس-تافيلالت. وقد تم التوقيع خلال هذا اليوم العالمي على «ميثاق الفنانين لمكافحة داء السيدا»، والذي يهدف إلى مشاركة الفنانين المغاربة، من ممثلين ومخرجين وفنانين تشكيليين، في الجهود المبذولة من أجل محاربة داء فقدان المناعة المكتسبة.