وأظهرت أرقام وزارة الصحة ارتفاع نسبة الإصابة في المغرب بين فئتي النساء والشباب. وأوضحت بادو، خلال لقاء نظمته وزارة الصحة، أمس الاثنين بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للسيدا، الذي ينظم هذه السنة تحت شعار "لنحي روح المبادرة"، أن الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا رصد مبلغا ماليا يناهز 225 مليون درهم للفترة 2007-2012، ستتوزع على القطاعات الحكومية بحوالي 170 مليون درهم، وأكثر من 13 جمعية وطنية من جمعيات المجتمع المدني، بحصة 52 مليون درهم، ومؤسسات علمية ستستفيد من مليون ونصف مليون درهم. وأبرزت بادو، خلال اللقاء، الذي عرف توقيع "ميثاق الفنانين لمكافحة السيدا"، أن وزارتها "شرعت في إنجاز العديد من الأعمال، سيكون لها أثر إيجابي خلال 2009"، مبرزة أن هذه الأعمال تهم صياغة وتنفيذ استراتيجية وطنية جديدة للتواصل الاجتماعي، وتحيين طرق التكفل بالتعفنات المنقولة جنسيا، وإدماج الوقاية من فيروس فقدان المناعة البشرية (في. إي. آش) المسبب للسيدا، في خدمات الصحة الإنجابية، فضلا عن إعداد برنامج وطني حول الهجرة وفيروس فقدان المناعة البشرية، وإنشاء نظام لضمان جودة أنشطة الوقاية والكشف. كما تشمل هذه الأعمال، تضيف بادو، إعداد آلية وطنية لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتعايشين مع فيروس فقدان المناعة، وتعزيز لامركزية التكفل بالإصابة بفيروس فقدان المناعة على مستوى المستشفيات الجهوية، والمراكز الاستشفائية الجامعية الجديدة، مؤكدة أن البرنامج الوطني "توصل إلى تحسيس أكثر من 750 ألف مواطن، خصوصا فئة الشباب والنساء، في أفق الوصول إلى مليون مواطن سنة 2012". وأضافت الوزيرة أن 43 ألف شخص استفادوا، سنة 2008، من الكشوفات البيولوجية، من أصل رقم 150 ألفا المتوخى سنة 2012، مع التكفل بعلاج ألفي متعايش مع فيروس فقدان المناعة، من أصل 4500 حالة منتظرة مع نهاية البرنامج. وقالت بادو إن المغرب "انخرط بكل جدية، خلال أكثر من 22 سنة، في العمل ضد هذا الداء الفتاك، إذ أبرزت المراقبة الترصدية تباطؤ الإصابة بهذا الداء بنسبة 0.8 في المائة، وبطء وتيرة انتشاره"، موضحة أن نسبة الإصابة أكثر ارتفاعا عند المجموعات الأكثر عرضة للعدوى،" الأمر الذي يؤكد أننا لم نربح بعد معركتنا ضد داء السيدا". وذكرت بادو بمحاور الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السيدا، التي وضعتها وزارة الصحة للفترة 2007-2011، مضيفة أن وزارتها أعدت، أيضا، مخططات جهوية لمكافحة الداء، ستنفذ قريبا في خمس جهات ذات الأولية، تهم سوس ماسة درعة، ومراكش تانسيفت الحوز، والدار البيضاء الكبرى، وتادلة، وطنجة، وتطوان. كما يجري إعداد مخططات استراتيجية لمكافحة السيدا في أربع جهات جديدة، هي الرباطسلا، ودكالة عبدة، وفاس بولمان، ومكناس تافيلالت. وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن نسبة الإصابة بالسيدا بقيت شبه مستقرة منذ سنة 2000، في حين، سجل ارتفاع نسبة الإصابة بين الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى بالفيروس، خاصة محترفات الجنس، إذ بلغت نسبتهن 2.13 في المائة، ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، بنسبة 1.64 في المائة. وتضيف إحصائيات وزارة الصحة أن عدد المتعايشين مع فيروس نقص المناعة تزايد من 14 ألفا و500 سنة 2003، ليصل إلى 22 ألفا و300 سنة 2007، كما بلغ العدد التراكمي لحالات السيدا المسجلة بالمغرب، حتى منتصف نونبر الماضي، ألفين و798 حالة، مع تسجيل ارتفاع هذا العدد خلال السنوات الأخيرة، خاصة في بعض المناطق. ويعتبر انتقال العدوى عن طريق الاتصال الجنسي، الطريقة السائدة إلى حد كبير، إذ ارتفع إلى 87 في المائة خلال الفترة 2004-2008، فيما ازدادت نسبة حالات السيدا لدى النساء، التي لم تكن تتعدى 18 في المائة بين 1986و1990، لتصل إلى 40 في المائة بين 2004 و2008. ومنذ سنة 2003، سجلت وزارة الصحة، من خلال المراقبة الوبائية الترصدية لسنة 2008، تزايدا مضطردا في حدوث حالات الإصابة بالسيدا، إذ انتقلت نسبة الحالات المصرح بها من 30 في المائة في الفترة بين 1986 و2000، إلى 70 في المائة في الفترة بين 2001 و2008. وأبرزت هذه الإحصائيات أن فئة الشباب هي الأكثر إصابة، إذ أن نسبة الفئة العمرية أقل من 15 سنة بلغت 2 في المائة من الحالات، ونسبة الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة ناهزت 24 في المائة، ونسبة مابين 30 و39 سنة حولي 14 في المائة، في حين أن نسبة الفئة العمرية 40 - 50 سنة انحصرت في 20 في المائة، ونسبة الفئة العمرية 50 سنة وما فوق لم تتعد 8 في المائة. كما تشير الإحصائيات إلى أن مرض السيدا يتمركز بشكل مكثف في خمس مناطق، من أصل 16 منطقة، تشمل لوحدها ما يقرب من ثلثي مجموع الحالات المصرح بها، وتنحصر هذه المناطق في سوس ماسة درعة (بنسبة 21 في المائة) والدار البيضاء الكبرى (بنسبة 15 في المائة)، ومراكش الحوز (بنسبة 15 في المائة)، والرباطسلا زمور زعير (بنسبة 9 في المائة)، ودكالة عبدة (بنسبة 8 في المائة). وأغلب حالات السيدا هي من جنسية مغربية، كما أن 83 في المائة من المصابين يعيشون في المناطق الحضرية.