أكدت ياسمينة بادو وزيرة الصحة، أول أمس الخميس بالرباط، أن المغرب يراهن على الانضمام إلى «الشراكة العالمية» لدحر داء السل برعاية منظمة الصحة العالمية، من خلال نهج تعبئة اجتماعية وشراكة وطنية. وأضافت الوزيرة، في افتتاح المنتدى الوطني حول داء السل أن تحقيق أهداف استراتيجية «دحر السل» في أفق 2015 يبقى رهين بضمان مشاركة فاعلة لجميع المعنيين بمكافحة هذا الداء، وخاصة القطاعات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية والعاملين في مجال الصحة بالقطاع الخاص، وجميع مكونات المجتمع المدني. وأبرزت بادو أن الوزارة، تعتزم، في هذا الإطار، تعزيز جهود محاربة داء السل بالمدن الكبرى التي تضم 200 ألف نسمة وما فوق، والتي يسجل بها سنويا أكثر من100 حالة جديدة لكل100 ألف نسمة، خاصة بالأحياء الهامشية حيث ترتفع نسبة الفقر، إضافة إلى إحداث شراكة بين جميع القطاعات الصحية، وغير الصحية لمحاربة السل. وأشارت إلى أن الوزارة ترصد سنويا لفائدة البرنامج الوطني لمحاربة السل 25 مليون درهم، 60 في المائة منها توجه لشراء الأدوية والتجهيزات التقنية والمختبرية، مذكرة بان البرنامج الوطني حصل على دعم مالي من الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا تبلغ قيمته حوالي ثلاثين مليون درهم ، للفترة الممتدة من2007 إلى 2012. من جانبه، أبرز جواد محجوب، مدير مكافحة الأمراض المتنقلة في منظمة الصحة العالمية، في مداخلة له أن المنظمة شريك للمغرب في مكافحة داء السل من خلال مواكبة وتقييم الاهداف التي حققها البرنامج الوطني كل خمس سنوات، وعبر تبادل التجارب. وذكر محجوب بأن المغرب هو أول بلد تبنى التدبير المندمج لمكافحة داء السل، حيث بلور «استراتيجية دحر السل» التي تم تعميمها في ما بعد ليستفيد منها نحو40 بلدا، مثمنا الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الصحة لتخفيض عدد الإصابات بهذا الداء إلى أقل من ستة في المائة وفق الاهداف المنشودة. من جهتها نوهت سفيرة النوايا الحسنة للشراكة العالمية لمكافحة السل آنا كتلدي بالتقدم الذي حققه المغرب في مجال محاربة هذا الداء، لاسيما بالوسط القروي، مشددة على ضرورة مواصلة هذه الجهود لبلوغ نتائج أفضل. ويتوخى المنتدى، الذي يتواصل على مدى يومين، إرساء شراكة وطنية وتعزيز انخراط جميع الشركاء الوطنيين والدوليين في استراتيجية«الحد من السل» في أفق سنة2015، وتعزيز الالتزام السياسي والمؤسساتي على مستوى الوطني لمكافحة هذا الداء. وتتوصل فعاليات هذا المنتدى بتنظيم ورشات عمل تتمحور بالخصوص حول «إشكالية السل بالمغرب واستراتيجية مكافحته»، و«المناصرة والتعبئة الاجتماعية : مساهمة السلطات العمومية والمنتخبين» ، و«تحيين وتوحيد أساليب الرعاية الطبية»، إلى جانب الإعلان عن ميثاق الشراكة الوطنية لمكافحة داء السل.