يشهد مركز جمعة إداوسملال توسعا عمرانيا وازديادا في أعداد السكان به، وهو ما يحتم على المسؤولين ضرورة إنجاح مشروع تهيئته وتوفير جميع المرافق الضرورية والخدماتية للساكنة. منذ عدة سنوات قام المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتزويد المركز بالماء الشروب في نظرها، لكنه في نظر السكان ماء غير شروب، عدة مراسلات تلقتها الشبكة من عدد من سكان المركز، كلها تشكو تلوث مياه الصنابير وتخوفهم من أضرار وخيمة على صحتهم وصحة أبنائهم، وفي إحدى الزيارات الميدانية عرض علينا مواطن مقيم بالمركز من ثلاجة منزله قنينات من مياه الصنبور ويظهر لونها الذي يميل الى الصفرة... كما تظهر في قعر القنينات المجمدة كتلة داكنة يميل لونها للسواد، نفس الشخص قال للشبكة انه بات يستعمل مياه الصنبور فقط لأغراض غسل وتنظيف المنزل والأواني، أما المياه الخاصة بالشرب فإنه يضطر لقطع مسافة طويلة لجلبها بسيارته من آبار خارج المركز، ويضيف قائلا انه حتى من أجل غسل الملابس البيضاء فإن مياه المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، غير صالح للغسيل لأنها تترك آثارا على الملابس البيضاء وتغير لونها. أحد المنتخبين قال للشبكة انهم سبق لهم ان أثاروا في عدة مناسبات موضوع تلوث مياه الصنبور بالمركز، لكن دون ان يدفع ذلك المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، الى التحرك لاختبار وفحص المياه والشبكة قصد معالجتها من الأضرار المحتملة على صحة الساكنة. إذا كنت ضيفا على أحدهم بمركز جمعة إداوسملال أو كنت بإحدى المقاهي أو المطاعم، ونصحك أحدهم بعدم شرب مياه الصنبور فاعلم أنها أفضل نصيحة يسديها اليك، ولهذا تجد غالبية ساكنة وتجار المركز يشربون المياه المعدنية التي تباع في غالونات كبيرة. مركز جمعة إداوسملال كان معروفا عنه بوفرة المياه الجوفية الطبيعية المنعشة، لدرجة ان بعض الحافلات والمسافرين كانوا قديما يتوقفون بالمركز لتعبئة قنيناتهم من تلك المياه بأحد الآبار قبل نقلها لمدن عدة كالدار البيضاء مثلا، لكن اليوم يقول أحد أعرق ساكنة المركز ان المياه الجوفية باتت جد ملوثة وغير صحية، حيث تغير لونها وطعمها، والسبب في نظره هو عدم توفر المركز على شبكة الصرف الصحي وانتشار الثقب العشوائية التي تستعمل لصرف المياه العادمة وتسربها لعيون الآبار والمياه الجوفية. لكن أحد المختصين في التنقيب والبحث عن المياه الجوفية من أبناء المنطقة، قال للشبكة ان البئر الذي حفره المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، يقع بعيدا عن وسط المركز والتجمعات السكنية وبالضبط بجوار المستوصف، وبالتالي فهو بعيد عن تأثير تداعيات غياب شبكة الصرف الصحي بالمركز، لكنه يضيف قائلا للشبكة، ان التلوث الحاصل في مياه هذا البئر هي أخطر من ذلك بكثير، حيث يتحدث عن تلوث معدني بسبب وجود نوع من المعادن بجوار عيون البئر، ورجح هذا الأخير أن تكون الجهات المعنية بالمشروع على علم بذلك، ولهذا تتجنب القيام بتحليلات ودراسة عينات من جهات محايدة، خوفا من صدور قرار بغلق البئر وإعادة حفر بئر أخرى قد تكلف المكتب الوطني للماء الصالح للشرب مزيدا من المصاريف، لكن هذا المنطق الربحي لا يأخذ بعين الإعتبار الأضرار والخسائر الوخيمة على صحة ساكنة المنطقة وكل من يشرب يوميا تلك المياه التي بات جميع السكان يجمعون على تسميتها بالماء غير الصالح للشرب. إن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتيزنيت مطالب بإرسال مختبر مختص ومحايد للقيام بدراسة وتحليل جميع نقاط شبكة الماء بالمركز، بداية من البئر ثم الخزان النصف هوائي الذي سعته مائة متر مكعب وصولا الى قنوات الربط من الخزان الى بيوت ومحلات المركز، وهذه الدراسة يجب أن تتم بحضور ومشاركة ممثلي السكان وخاصة الجماعة القروية لتيزغران، وكذلك ممثلي مندوبية وزارة الصحة بتيزنيت، وفي حالة رفض المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بتيزنيت، القيام بهذه الدراسة ورفع الأضرار عن السكان، حينها يمكنهم الإستعانة بمختبرات خاصة وطنية أو عالمية، وبعد ثبوت الأضرار حينها يكون من حق السكان متابعة المكتب المشرف على المشروع قضائيا ومطالبته بتعويضات عن الأضرار التي قد تلحق بصحتهم نتيجة شرب تلك المياه المشكوك في أنها صالحة للشرب.