كشفت تحاليل طبية حصلت «المساء» على نسخة منها أن «المياه في دواري «تاملزيت» و«القندية» في جماعة «باب برد» لم تعد صالحة للشرب بعد اختلاطها بالمياه العادمة». واستنادا إلى التحاليل ذاتها، فإن نسبة التلوث في المياه التي يزود بها الدواران وصلت إلى درجة الخطورة وبإمكانها أن تتسبب في أمراض خطيرة، منها ما يرتبط بالالتهاب الكبدي وأمراض الجلد. وفي هذا الإطار، أكد حافظ خينون، أحد سكان المنطقة في اتصال أجرته معه «المساء»، أن «تلوث المياه أدى إلى إصابة أكثر من 15 شخصا بالالتهاب الكبدي، وغالبيتهم أطفال، وأن السلطات تتكتم على هذا الأمر وتحيطه بسرية كبيرة»، مبرزا أن «المياه التي نشربها اكتشفنا مؤخرا أنها ذات لون يميل إلى السواد واكتشفنا، بعد لجوئنا إلى بعض أطباء مدينة تطوان، أنها اختلطت بالواد الحار والسكان لم يعلموا بذلك إلا بعد إصابة أبنائهم»... واحتجاجا على هذه «الكارثة الصحية»، يضيف خينون، خاضت ساكنة المنطقة وقفات احتجاجية أمام مقر الدائرة داخل جماعة «باب برد» كان آخرها يوم أمس، حيث ندد السكان بتلوث المياه وبنقص المياه الصالحة للشرب». في السياق نفسه، قال عبد الله الجوط، المستشار في جماعة «باب برد»، إن «المعارضة في المجلس حذّرت غير ما مرة من الأضرار الصحية الخطيرة التي ستنجم عن تلوث المياه في المنطقة، وقد أثارت هذا الموضوع في الكثير من المرات لكن من دون أن ينصت المسؤولون إلى نداءاتنا المستعجلة»، مردفا أن الحصيلة الحالية وصلت إلى أكثر من 15 إصابة بالالتهاب الكبدي، وهي مرشحة للارتفاع، ما لم تتدخل السلطات للحد من خطورة هذا الوضع البيئي والصحي الخطير، الذي يؤزمه وجود مطرح للنفايات في مدخل المدينة، المؤثر على الفرشة المائية الجوفية، التي تعتبر من بين الموارد المائية الأساسية في المنطقة». إلى ذلك، كان عامل المدينة قد وجّه، خلال شهر أبريل الماضي، مراسلة، تتوفر «المساء» على نسخة منها، إلى رئيس جماعة «باب برد» يدعوه فيها إلى «التقيُّد بتوصيات اللجنة المختلطة بتاريخ 22 مارس 2011، والتي تقضي بتحويل مكان المطرح العمومي وإحاطتي علما بنتائج التحاليل المخبرية لعيِّنتي ماء، واحدة سطحية وأخرى جوفية في أقرب وقت ممكن، تفاديا لأي تداعيات غير مرغوب فيها لهذا المشكل البيئي». وفي الوقت الذي رفض رئيس جماعة «باب برد» الحديث عن الموضوع، بدعوى أن «المجلس ليس لديه أي ارتباط بالموضوع»، نفى ممثل المكتب الوطني للماء الصالح للشرب في شفشاون أن «تكون المياه في الدوارين المذكورين قد تعرضت للتلوث»، مشددا على أن «المكتب يتوفر على برنامج سنوي يقوم على إنجاز تحاليل مخبرية في المختبرات المركزية والجهوية والمحلية، للتأكد من مطابقة المياه للمعايير الصحية، وكل التحليلات التي قمنا بها أكدت لنا أن مياه باب برد صحية وسليمة». أما بخصوص فرضية تلويث مطرح النفايات للمياه، فقال نفس المسؤول إن «المكتب يجلب المياه من منطقة تبعد كثيرا عن المطرح، مما ينفي فرضية تلوث المياه».