صحة أطفالنا في الصيف.. وعي ومسؤولية هناك مجموعة من الأمراض تصيب الطفل، و لكل مرض موسمه الذي تتكرر الإصابة به.. ولأننا نعيش فصل الصيف يصبح الحديث عن أمراض هذا الفصل عند الأطفال الأكثر إلحاحا، كما أن أمراض هذا الفصل- حسبما يقول العلماء وتؤكد الدراسات- الأكثر خطورة عن باقي فصول السنة نظرا لتعددها وتنوعها وتلونها بأعراض أمراض كثيرة. ففي الصيف تنتشر العديد من الأمراض المعوية خصوصا الناتجة عن تلوث الغذاء والماء وأخرى ناتجة عن ارتفاع درجة حرارة الجو، والعارض المشترك بين كل هذه الأمراض، هو ارتفاع درجة حرارة الطفل، ولذا يسمى العلماء هذا الفصل بموسم الأمراض الساخنة. أمراض المصايف ما أن يحل الصيف وينتهي الأطفال من امتحاناتهم يصبح الذهاب إلى المصايف أو حتى إلى حمامات السباحة العامة مطلبهم الرسمي، ودائما ما نلبي لهم هذا المطلب فهو حق مشروع لهم، لكن هذا الحق غالبا ما يجلب معه الكثير من المتاعب الصحية المعروفة بأمراض المصايف، ويأتي على رأسها الإصابة بالتهابات وفطريات الأذن، وسبب الإصابة بها عدم مراعاة قواعد السباحة، مما ينتج عنه تسرب المياه داخل الأذن الخارجية للطفل ويؤدى إلى إحساسه بصعوبة في السمع وشعور بالدوار والصداع، والتهابات وفطريات بالأذن الداخلية. كما تصيب المصايف الأطفال بمجموعة من الأمراض الجلدية المعدية، وهى معروفة للجميع مثل التينيا والقوباء، وأمراض أخرى غير معدية تأتى الإصابة نتيجة التعرض المباشر ولفترات طويلة لأشعة الشمس، ومن هذه الأمراض إصابة الجلد بالحساسية والحروق والتسلخات التي تؤذى الطفل بسبب ملابس السباحة التي تجعل مساحات كبيرة من جسده عرضة لأشعة الشمس، كما أن كثرة التعرض للمياه يؤذي أظافر وشعر الأطفال بشكل عام والبنات بوجه خاص. ضربة شمس والتهاب حلق ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فلو أراد الطفل التوقف عن السباحة فسوف يجد نفسه معرضا للوقوف على الشاطئ تحت أشعة الشمس الحارقة في فترات الظهيرة، خصوصا إذا كانت درجات الحرارة مرتفعة، ويمكن أن تصيبه ضربة شمس وهو جالس في الظل على الشاطئ نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. وهناك اعتقاد خاطئ بأن الإصابة بالتهابات الحلق واللوزتين تنتشران بشكل أكبر بين الأطفال في فصل الشتاء وأن إصابة الأطفال بهما في فصل الصيف نادرة الحدوث، وهذا مفهوم خاطئ حيث تنتشران في الصيف أيضا وبصورة كبيرة، بسبب إقبال الأطفال على تناول المزيد من المثلجات بشتى أنواعها في هذا الفصل. ولمواجهة أمراض الصيف يجب أخذ كثير من التدابير والاحتياطات، على رأسها الاهتمام بشروط النظافة في التعامل مع الغذاء والماء الذي يتناوله الطفل، والحد من تناولهم المأكولات خارج المنزل، والتركيز على تناولهم أغذية ومياه من مصادر نظيفة ومعلومة، والتخلص من جميع أنواع الحشرات الطائرة في المنزل وعدم تعرض الأغذية للمبيدات الحشرية، والالتزام بالتلقيحات التي تدعو إليها الجهات المتخصصة، في مواعيدها. وفى حال خروج الطفل في وقت الظهيرة يجب إلزامه بوضع غطاء على رأسه لحمايته من حرارة الجو وحتى لا تصيبه ضربة شمس، وضرورة تعليمهم قواعد وأصول السباحة قبل الذهاب للمصايف، ويجب الأخذ في الاعتبار عدم تعرض الأطفال لخطر الازدحام في أماكن ضيقة، حيث إن وجود عدد كبير من الأطفال في مكان ضيق قليل التهوية يتسبب في سهولة وسرعة انتقال الأمراض المعدية وانتشارها بينهم. تلوث الغذاء وبما أن الصيف يعني كثيرا من النزهات الأسرية والحفلات خارج المنزل في المنتزهات والحدائق، فإن هذا لسوء الحظ يكون سببا في تلوث الغذاء ويزيد من فرص إصابة أطفالنا بالنزلات المعوية وأمراض المعدة كالإسهال والتسمم الغذائي، نظرا لترك الطعام لفترات طويلة في الشمس والجو الحار مما يجعله عرضة لنمو البكتريا، وبخلاف اللحوم فالأغذية الأخرى التي تؤكل بجوارها ولا ينتبه لها أحد قد تكون مصدرا للتلوث لنمو البكتيريا ومن هذه الأغذية الخس والبطيخ والشمام والطماطم، ويعانى الأطفال الصغار أكثر من غيرهم من المشكلات الصحية المرتبطة بالأغذية الملوثة. ومن أعراض هذه المتاعب الصحية ما يلي: الغثيان -القيء- التقلصات في البطن والمغص والإسهال. ومن الأعراض الشديدة التي ينبغي الانتباه إليها ارتفاع درجة حرارة الطفل بشدة ووجود الدم في البراز والقيء المتكرر. وهناك نوعان من هذا التسمم، غير الميكروبي حيث تلوث الغذاء والماء بالمبيدات الحشرية المنزلية التي نستخدمها في بيوتنا خلال فصل الصيف للقضاء على الحشرات، والميكروبات الناتجة عن التعرض لميكروبات بكتيرية مثل ميكروب السالمونيلا والذي يتسبب في إصابة الطفل بأمراض خطيرة مثل التيفود والباراتيفود. وتضيف الدراسات أن الإصابات بالالتهابات المعوية غالبا ما تصيب الأطفال في المرحلة العمرية أقل من خمس سنوات، ويمكن أن تحدث على مستوى أماكن جغرافية معينة كالقرى والمدن المزدحمة، وأحيانا تحدث على شكل أوبئة في فصل الصيف. سموم بطعم السكر ومن أكثر العوامل التي تؤثر على صحة أطفالنا بالسلب، خاصة في فصل الصيف حيث يكثر الإقبال عليها، هي الوجبات السريعة والعصائر والمشروبات والحلوى التي تحتوى على مكسبات اللون والطعم، ورغم أنها تسمى حلوى فإن ما توصلت إليه الدراسات حول تأثيراتها السلبية على صحة الأطفال يجعل تسميتها بالسموم أقرب معنى يدل عليها، لأنها تفتك بصحتهم على المدى البعيد. ومن خلال بحث أجرته هيئة المواد الغذائية ببريطانيا توصلت الهيئة إلى أنه مقابل كل طعام صحي واحد يتناوله الأطفال من الأسواق يوجد عشرة يتم تصنيفها على أنها كوارث غذائية. خطورة الأطعمة الجاهزة وفى دراسة بريطانية أخرى أجريت على 1700 طفل تتراوح أعمارهم بين الرابعة والثانية عشرة حول نوعية الطعام الذي يتناولونه، اكتشف العلماء أن 80% منهم يتغذون على نفس الأطعمة الجاهزة ، وأن واحدا من كل خمسة منهم لم يتناول على الإطلاق أي نوع من الفاكهة طوال فترة الدراسة التي استغرقت أسبوعين. وقد حذرت الدراستان من أن تناول الصغار مثل تلك الأطعمة والمشروبات يسبب لهم مشكلات صحية خطيرة في المستقبل؛ حيث إن هذا الغذاء غير الصحي أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض السرطان والقلب والشرايين بين الأطفال، ويسبب أمراضا خطيرة أخرى من أهمها الفشل الكلوي، ويعد السبب الرئيسي في الارتفاع الملحوظ في نسب الإصابة بحالات ورم الكبد بين الأطفال، وذلك بسبب الملوثات الكيميائية التي تحتويها هذه النوعية من الأطعمة من ألوان صناعية ومكسبات طعم. المياه الغازية.. بدانة وأمراض كشف بحث لفريق من العلماء الأمريكيين شمل ما يقرب من ألف طفل لمعرفة تأثير العصائر المحلاة بالسكر على أوزانهم، أن تناول الأطفال لعبوة واحدة من المياه الغازية أو العصائر المحلاة بالسكر يوميا يزيد وزن الطفل بمعدل نصف كيلوجرام شهريا. وذكرت الدراسة أن أكثر من مليون طفل بريطاني سيعانون في وقت لاحق نتيجة هذه المشروبات من أعراض الإصابة بارتفاع الضغط وارتفاع الكوليسترول ودهون الدم، وهى مؤشرات أولية مبكرة للأصابة بأمراض القلب والشرايين، وأن الحل لتفادى هذه المخاطر التي تهدد صحة معظم الأطفال في العالم تتلخص في استبدال هذه المشروبات بالمياه والألبان وعصائر الفاكهة الطبيعية. نصائح لمنع الأعراض المرضية المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة - تقليل الوقت الذي يقضيه الطفل في الجو الحار وخاصة عند ارتفاع درجة الحرارة الشديد وقت الظهيرة. - مراعاة ارتداء الطفل ملابس خفيفة ذات ألوان فاتحة تعكس الحرارة. - مراعاة شرب الطفل للماء كل نصف ساعة وخاصة في الجو الحار وعند ممارسة أنشطة تسبب التعرق الشديد. و لتحمي أطفالك من تلوث الغذاء الناتج عن حر الصيف عليك باتباع الآتي: - تنظيف الأيدي وغسلها بالماء والصابون قبل تحضير الطعام وقبل تناوله. - مراعاة إبعاد الأطعمة النيئة عن الأطعمة المطهوة وخاصة اللحوم. - عدم ترك الطعام مكشوفا أو معرضا للجو الحار أكثر من ساعة في حالة الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجو. - الاحتفاظ بالمأكولات البحرية في الثلاجة. - تنظيف الفاكهة والخضراوات بالماء البارد للاحتفاظ بها باردة لأطول فترة ممكنة. - يجب غسل الفاكهة ذات القشرة السميكة باستخدام فرشاة ناعمة لإزالة ما قد يعلق من أتربة بين تعريجاتها قبل أن تفتح بالسكين. - حفظ الأطعمة التي تؤكل باردة أثناء الرحلة في مبردة تحفظ درجة حرارتها المنخفضة، وحفظ الأطعمة التي تؤكل ساخنة في حافظة تحفظ درجة حرارتها مرتفعة. - بعد توقف الطفل عن القيء تماما تقدم له السوائل والماء. - في حالة تعرض الطفل للإصابة بميكروب كالسالمونيلا مثلا يجب عرضه على الطبيب ومعالجته بالمضادات الحيوية.