ارتفاع درجة الحرارة وسهولة انتقال العدوى بفعل أجواء العطلة والاختلاط في المصايف وكثرة الحشرات، كلها عوامل تجعل من فصل الصيف ليس فقط فرصة للاستمتاع بأشعة الشمس وأجواء العطلة، بل أيضا مناسبة للإصابة بمجموعة من الأمراض التي تنتشر في هذا الموسم دون غيره. ويقسم الأطباء هذه الأمراض إلى أمراض يسببها فصل الصيف (بفعل العوامل المذكورة آنفا)، وأمراض يكون الشخص مصابا بها أصلا ويزيد الصيف من مضاعفاتها، بالإضافة إلى انتشار حوادث السير. فبالنسبة إلى الصنف الأول من هذه الأمراض، يتعلق الأمر خاصة بالتسممات الغذائية أو«أمراض اليد المتسخة» كما يصطلح عليها الأطباء، في إشارة إلى أن سبب العدوى يكون في الكثير من الأحيان قلة نظافة اليدين، وتتمثل هذه التسممات بالأساس في التهابات الجهازالهضمي وما يصاحبها من إسهال واجتفاف. تنضاف إلى هذه التسممات الأمراض الجلدية الراجعة إلى تعرض الأشخاص لأوقات طويلة وفي فترات غير ملائمة لأشعة الشمس، مما ينتج عنه حروق غالبا ما تكون من الدرجة الثانية وسرطانات جلدية بسبب تحول بعض الأورام الجلدية الحميدة (الشامات) إلى أورام سرطانية خبيثة تحت تأثير أشعة الشمس، دون نسيان حالات الإصابة المرتبطة بالاصطياف كلسعات الحشرات ولدغات العقارب والأفاعي بالنسبة إلى المصطافات الجبلية والغابوية والمناطق القروية. أما الأمراض التي يشكل الصيف عاملا مضاعفا لحدتها، فتتمثل بالأساس في بعض الأمراض المزمنة كضغط الدم وداء السكري وأمراض القلب التي تزيد حرارة الصيف وملوحة المياه بالنسبة إلى المصطافين على الشواطئ من حدتها. أما بالنسبة إلى حوادث السير، فقد أكد الدكتور عبد الله عباسي، الأخصائي في الجراحة الترميمية والتجميلية بمستشفى ابن سينا بالرباط، لجريدة «المساء»، أن حالات الإصابة الناتجة عن الحوادث الواردة على قسم المستعجلات الجراحية بالمستشفى تحتل الدرجة الأولى من بين حالات الإصابة الأخرى خلال فصل الصيف. وأضاف البروفسور أن حوادث السير في فصل الصيف لا تتضاعف فقط من حيث عددها بل أيضا بالنظر لخطورتها، مشيرا إلى أن أعلى نسبة تسجل في صفوف المهاجرين. وقال الطبيب الجراح إن فصل الصيف لا يسبب الأمراض فقط، بل يؤثر أيضا سلبا في العمليات الجراحية حيث يتضاعف احتمال حدوث النزيف والتعفنات لدى المريض، وتتراجع سرعة التئام الأنسجة بعد العملية الجراحية. وهو ما يجعل الأطباء الجراحين، حسب البروفسور عباسي، يتفادون إجراء العمليات الجراحية غير المستعجلة في فصل الصيف. ويعتبر الأخذ بمبدأ «الوقاية خير من العلاج» الحل الأمثل لتجنب أمراض الصيف، وذلك خاصة من خلال نشر برامج توعوية تتضمن أعراض هذه الأمراض ومضاعفاتها وأساليب الوقاية منها. مع إيلاء رعاية خاصة لفئات الأطفال والشيوخ والنساء الحوامل، باعتبارها الفئات الأكثر عرضة لهذه الأمراض بفعل ضعف المناعة لديهم وانخفاض قدرة تحملهم. أمراض الصيف < ضربة الشمس: الأسباب: - التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة طويلة. - فقدان الجسم نسبة كبيرة من الأملاح المعدنية والسوائل. - بعض الأمراض التي تؤدي إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة. الأعراض: - ارتفاع درجة حرارة الجسم (قد تتعدى 41 درجة مئوية). - الإكثار من شرب الماء. - جفاف الجلد واحمراره. - الشعور بالغثيان وآلام الرأس. الإسعافات الأولية: - نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد وجيد التهوية. - تمديد الشخص المصاب على ظهره ورفع رجليه لمستوى أعلى من القلب. - التأكد من كون المصاب يتنفس بشكل طبيعي. - إعطاء المصاب أكبر كمية ممكنة من السوائل . < التسممات الغذائية: الأسباب: تناول أطعمة غير نظيفة أو شرب مياه ملوثة. تناول مواد سامة. الأعراض: ارتفاع درجة الحرارة. إسهال ونقص حاد في مياه الجسم. آلام متفاوتة الحدة في البطن. الوقاية: الحرص على نظافة اليدين والأطعمة بشكل مكثف. تجنب تناول الأطعمة المكشوفة وسريعة التلوث. إضافة قطرات من ماء جافيل إلى الخضر والفواكه الطازجة أثناء غسلها. الإكثار من شرب الماء. الإسراع إلى المستشفى في أقرب وقت ممكن عند الإصابة.